فتزامناً مع الاحتفال العالمي للإعاقة والمعاقين تدخل الإعاقة في المملكة مرحلة جديدة من المراحل المستمرة والطويلة في التعامل معها سواء من خلال برامج مكافحتها أو التعامل معها وعلاجها طبياً أو في مرحلة متقدمة العمل على تكيف المعاق معها ولأن الاعاقة في الغالب ليست مرحلة مؤقتة أو عابرة تزول بسهولة وبدون آثار كانت وما زالت مثار الكثير من الأبحاث والدراسات الطبية المتعمقة التي تبحث عن التخفيف من حدة تأثير الإعاقة على الإنسان، لذا فهي حالة تتطلب قدراً من الصبر والتكيف والفهم خاصة ما يتعلق بتطور بعض حالات الإعاقة سواء الحركية أو الذهنية أو حتى تطور تأثيرها النفسي لوحده وهو بحد ذاته قد يكون عائقاً لاستفادة العميل من العلاج وعوداً على الصبر فهو أبرز ما يحتاجه كل من المعالج والمستفيد للوصول إلى درجة من الرضا عن الجهد المبذول في مجال الاعاقة الذهنية أو الحركية، ويعلم المعالجون والمختصون في مجال الإعاقة أن نسبة التحسن بطيئة في معالجة بعض حالات الإعاقة وهذا القدر البسيط يحتاج إلى جهد متواصل ومبني ومدروس لكي يبنى عليه إكمال مراحل العلاج الأخرى.
من هنا فإن من يعمل أو يتعامل مع المعاقين شديدي الاعاقة أو المتوسطة من الإخصائيين والإخصائيات يمرون بمراحل من الإجهاد والصعوبة من أجل الوصول إلى نتيجة يرضون عنها ويرضى عنها العميل، وقد يتسرب الملل أو الاحباط في حالات وهذا نتيجة لغياب الدافع أو الداعم لما يبذل في مراكز وجمعيات المعاقين سواء الأهلية أو الحكومية، وفي أحايين أخرى يقف عدم تواصل أهل المعاق وتعاونهم ومتابعته عائقاً لا يستهان به وبتأثيره على مراحل سير العلاج خصوصاً الأطفال. إن الصبر في التعامل مع مثل حالات الاعاقة هو أول ما يمكن أن يبنى عليه الأمل في التخفيف من حدة وتأثير الإعاقة على المستفيد وأهله من المراكز العلاجية. أما فيما يتعلق بإلحاق المستفيدين بمراكز قريبة من مدنهم وقراهم فلعل قادم الأيام يشهد توسعاً في افتتاح المراكز المختصة لاتاحة الفرصة لإلحاق من يمكن أن يستفيد من العلاج من جهة وسهولة تواصل أهل وأقارب المستفيدين من جهة وأن افتتاح مركز واحد مكلف للغاية بما يشمله من أجهزة ومعدات وكادر طبي مؤهل وعمالة مدربة وهي عوامل جد مهمة في تسيير عمل المكافحة والعلاج والتأهيل والتكيف.
إن الصبر والأمل هما العنوان الأبرز لحياة كل مستفيد أو معوز ينشد الفكاك من الاعاقة وتأثيراتها والعنوان الأوحد للمعالجين. فلنحمد الله أن وهب لنا من الناس رجالاً ونساء ممن يستشعرون ويحسون ويقدرون معاناة المعاق والمعوز من المختصين والعاملين في المراكز والجمعيات في مجال الاعاقة ومعالجتها ويبقى الدعم المادي والمعنوي للعاملين والمختصين للرفع من روحهم المعنوية وفي مرحلة متقدمة تقديرنا لما يبذلونه والاحساس بما يمرون به خلال عملهم من صعوبات وعوائق لا يشعر بها إلا هم فقط للوصول إلى مجتمع عالي الرقي في التعامل مع الاعاقة. والله الموفق.
|