في عام 1374هـ صدر الأمر السامي الكريم، بتشكيل الحرس الوطني وخصصت له ميزانية مستقلة كما صدرت الأوامر واللوائح المنظمة لأعماله ومن هنا فإن هذا العام يمثل انطلاقه عسكرية متطورة استطاعت على مدى نصف قرن أن تؤسس صرحاً عسكرياً عملاقاً يملك كل مقومات التطور وقد مر الحرس الوطني السعودي منذ إنشائه بمراحل تأسيسية بدأت بتشكيل نخبه من ألوية المجاهدين المسلحين بالبنادق والأسلحة الخفيفة.
لقد مثل صدور الأمر الملكي السامي عام 1382هـ بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز رئيساً للحرس الوطني منعطفاً تاريخياً مهماً في مسيرة الحرس الوطني حيث بدأت الانطلاقة الكبرى من أجل الانتقال بالحرس الوطني من مجرد وحدات تقليدية من المجاهدين والمتطوعين وثكنات من خيام إلى مؤسسة عسكرية متكاملة حضارية كبرى، وصرحاً عسكرياً شامخاً، ولذلك أحدث تعيين سموه رئيساً للحرس الوطني نقله حضارية جبارة في فلسفة منهج الحرس الوطني، من حيث التحديث والتطوير والتجهيز، ليصبح أكثر قدرة على تحقيق تلك الطموحات وليحقق العديد من الإنجازات التي شملت كل المجالات العسكرية والحضارية ولقد تم التركيز من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني آنذاك على تطوير الأداء التدريبي بكل روافده الممثلة بضباط وأفراد أكفاء ومعدات ملائمة وموارد متوفرة وتخصصات مناسبة ضمن تنظيم يضمن الوصول إلى أهداف المنشودة من وراء إقامة هذه المؤسسة العسكرية المناط بها أمن الوطن والمواطن، وتدريب وتطوير أداء الأفراد والوحدات عن طريق المنهج المتكامل.
فكانت هذه المرحلة بداية لعصر جديد ونقله نوعيه كبيرة تم خلالها التوقيع على اتفاقية تطوير الحرس الوطني بين الحكومة السعودية والحكومة الأمريكية في 12-3-1394هـ بتحويل وحدات من فرق مشاة إلى فرق أسلحة مشتركة مزودة بالمدرعات وأنظمة الدفاع الجوي والأسلحة المضادة للدبابات وبطاريات المدفعية وغير ذلك من منظومة الأسلحة المتطورة الأخرى، وفي هذا السياق تم تطوير جناح المرشحين واستحداث المدرسة العسكرية لتخريج الضباط حيث تولت تلك المدرسة تخريج الضباط وبعد ذلك صدر الأمر السامي الكريم بالموافقة على إنشاء كلية الملك خالد العسكرية، وبالإضافة إلى ذلك تم ابتعاث عدد كبير من الضباط والأفراد للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وعدد من الدول الصديقة الشقيقة في مختلف التخصصات.
وهكذا تنوعت منظومة القوة التي بدأت بتطوير الحرس الوطني بشكل عام لتدريب منسوبي الحرس الوطني حاضراً مستقبلاً من حيث زيادة أفواج المتدربين كل سنة وذلك من منطلق حاجة إلى زيادة في أعداد لمدربين وتحسين أدائهم والتهيؤ للتوسع الذي تفرضه مصلحة الوطن والمواطن من معدات ومرافق مساعدات تدريب وكفاءات بشرية، بحيث تساير التطوير الدائم الذي تشهده المملكة العربية السعودية في هذا العهد الزاهر لحكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهما الله تعالى بما يتماشى مع المهام والواجبات المناطة بالحرس الوطني ليواكب الطفرة المعلوماتية في جميع مجالات التدريب وذلك لضمان تحقيق التوازن لعناصر حتميات تجهز القوة العسكرية للوصول إلى قدرات تمكن الحرس الوطني من الأداء المميز للمساهمة في رفع قدرات وجاهزية منسوبي وحدات الحرس الوطني.
والتي تميزت بالعمل الدؤوب والعطاء المستمر لتؤكد أن كل تطور تم خلال الأعوام الماضية كان بمثابة نواة لتطورات أخرى متعاقبة حتى وصل الحرس الوطني إلى ما هو عليه الآن من جاهزية وقد نفذ الحرس الوطني خلال السنوات الماضية، تمارين التعبوية لوحداته وتشكيلاته المتعددة في مختلف مناطق المملكة وقد شارك الطيران العامودي مساندة جميع هذه التمارين في مختلف المناطق، كما كان للحرس الوطني الشرف في دحر قوات المعتدي العراقي وتطهير مدينة الخفجي وتحرير الكويت وذلك بمساندة من قوات التحالف الصديقة والشقيقة، وثبت بما لا يقبل مجالا للشك أنه بدون غطاء جوي وإسناد ناري أرضي ومنظومة أسلحة متكاملة لا يمكن كسب المعركة (أي معركة)، وهنا رأى خادم الحرمين الشريفين بنظرته الصائبة، أنه لابد من اكتمال المنظومة بإدخال الطيران العامودي بالحرس الوطني ويعتبر نقلة نوعية في جاهزية وحدات الحرس الوطني والذي سيكون خير معين لجميع القوات العاملة في المملكة العربية السعودية. نسأل الله العلي القدير أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والأسرة المالكة والحكومة الرشيدة لخدمة هذا البلد والشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية.
فاكس: 012281462 |