*الجزيرة-الإنترنت:
اندماج متوازن، تناغم مميز.. حيوية خاصة لمدينة تجمع آلاف الخصائص.. تناسق البيئة والانسجام بين جميع عناصرها، التقاليد والتطور.. الشرق والغرب التعقيد والبساطة.. كل ذلك يحدد شخصية سنغافورة.. المدينة التي تجمع بين عراقة التقاليد وحداثة التجديد بتناغم تام في مجتمع مكون من أصول مختلفة، فهنا ستجد مكاناً يتحول فيه الخيال إلى حقيقة وستجد في كل منعطف ما يدهشك.
ويوماً ما كان اسم سنغافورة (تاميسيك) أو (مدينة البحر) وقد أسسها السير ستامفورد رافلز عام 1819م. فتحولت من قرية صغيرة هادئة للصيد إلى مدينة حديثة كبيرة تسكنها 3 ملايين نسمة.
تتميز سنغافورة بمزيجها السكاني المكون من أصول متعددة مما يضفي طابعاً فريداً من نوعه على هذا المجتمع المتعدد الثقافات. تعالوا وتمتعوا بزيارة سنغافورة المدينة التي تقدم الكثير من الترفيه والتسويق.
إن سنغافورة من المدن الحيوية الصغيرة التي يسهل استكشافها في جولة على الأقدام، خاصة أن محالها التجارية ومطاعمها تتركز في منطقة صغيرة.
احرص على جولة تتمشى فيها بشارع (أورتشارد رود) الذي تشتهر به سنغافورة عالمياً فقد سمي باسم الأشجار التي كانت المنطقة تعد بها ثم تطورت فأصبحت الآن المنطقة الرئيسية التي تحفل بالمتاجر وألوان الترفيه والتسلية.
مدينة حديثة ومميزة في معالمها
لقد ساعد موقع سنغافورة الجغرافي على جعلها واحداً من أهم مراكز الأعمال والتجارة في المنطقة، فهي تتميز بمينائها البحري ومطارها الجوي المشهورين والمزدحمين على مدار السنة فالمطار يعد بوابة العبور الرئيسية إلى المنطقة ويستقبل 69 شركة طيران ويعد نقطة ربط بين 133 مدينة في 53 بلداً كما أن موقعها المميز على ملقى طرق القارة الآسيوية يجعل منها مركزاً يجمع الشرق بالغرب وفيها الكثير من الأنشطة الفنية كحفلات برودواي الموسيقية، والسيمفونيات الكلاسيكية، والمسارح، والموسيقى الصاخبة، وكذلك المقاهي.
وتتوفر في سنغافورة المشاهد الفنية الحية لتكون بذلك نقطة جذب لأحداث خاصة تشمل برامج عالمية مهمة مثل: باليه بولشوي، المغني الإيطالي لوشيانو بافاروتي، المغني الأمريكي مايكل جاكسون, والحفلات الموسيقية مثل كاتس، البؤساء، فانتوم الأوبرا.
وتستضيف سنغافورة الأحداث الرياضية الضخمة على مدار العام مثل سباق دراجون العالمي للزوارق، وجوني ووكر جولف كلاسيك، وبطولة كأس بادمنتون كونيكا, وبطولة تنس هاينكن.
والمفاجأة الأخرى هي في عدد المراكز الثقافية والمكاتب الحديثة ومراكز التسوق. ففي سنغافورة ما يزيد عن 80 فندقاً من الدرجة الأولى. و18 ملعباً رائعاً للجولف، ومجموعة كبيرة من المواقع السياحية والرومانسية وسط المدينة الساحرة.
وعلى بعد خمس دقائق من الشواطئ الشمالية تقع جزيرة (سينتوسا) وتعني باللغة المالاوية الهدوء والسكينة ويعتبرها السنغافوريون كمنتجع عن ازدحام المدينة.
وتستلقي بالقرب منها جزر سانت جونز وكوسو حيث تحلو السباحة في البحيرات الزرقاء أو الاسترخاء على الشواطئ للتمتع بقسط من الراحة.
مزيج من الثقافات الساحرة
إن الحياة الثقافية في سنغافورة غنية ومتنوعة ويشارك فيها الكبار والصغار مما يضفي طابعاً فريداً من نوعه على التقاليد المختلقة التي تعكس هذه الثقافات المتعددة. وإذا قمت بجولة على الأقدام في (ليتل انديا) كامبونج جلام والحي الصيني الشهير فإنك سوف ترى مزيجاً من المنازل والمتاجر بهندستها المعمارية القديمة في تنافس مستمر مع ناطحات السحاب. وإذا امتدت الجولة إلى الأسواق، فإنك ستتمتع بمشاهدة الأزياء الوطنية، وزيارة الأماكن الدينية والمساجد الرائعة، وتذوق الأطباق الشهية. في الحي الصيني يمكن تناول أفضل المشروبات والأطباق الصينية المعروفة كشوربة زعانف القرش. بينما في الشوارع القريبة تتوفر المطاعم الفخمة التي تقدم أطباق الفرنسية المشهورة. وإلى جانب المعبد الهندوسي القديم تطل في سماء سنغافورة مآذن المساجد التي بناها المسلمون الأوائل. كل ذلك التباين والمزيج بن الثقافات يولد سحراً وجذباً سياحياً ذا طابع خاص لا يدركه إلا من يزور سنغافورة. إن مجرد زيارة سريعة لهذه الأماكن غير كاف، فلا بد من التعمق في هذا المجتمع المرتبط بتقاليده وعاداته التي ورثها عن الأجيال السابقة فالعائلات الملاوية في ملابسها التقليدية (باجو كوررنج) على وصال دائم مع المجتمع وتتابع ترابطها الأسري مع العائلات الأخرى، ورجال الأعمال الصينيون يختارون الأيام السعيدة لإنجاز أعمالهم وصفقاتهم، أما ربات البيوت الهنديات فهن عادة ينشغلن بتحضير الوجبات اللذيذة للعائلة والأصدقاء خلال فترات الأعياد. وفي كل مكان تبحث فيه ستجد سنغافورة المكان الذي تلتقي فيه التقاليد والحداثة بتناسق تام.
مهرجانات الألوان
عند زيارة سنغافورة فلابد من الاطلاع على برامج الأنشطة الموزعة على مدار السنة والتي تمثل رزنامة مشوقة للأحداث.
تقدم المهرجانات تجربة مختلفة في اللون والتميز وتوفر انطباعاً جيداً عن الثقافات الغنية التي تؤكد أن سنغافورة نفسها تعتبر ميراثاً غنياً. ففي (ثيميثي) يسير الهندوس على جمار الفحم الملتهبة والتي باعتقادهم أنها تطهر أنفسهم من دنس الحياة, أما الصينيون فيحتفلون بسنتهم القمرية الجديدة على طريقتهم الخاصة. ولا شك أنك ستعيش مهرجاناً دائماً على مدار السنة يفسح لك المجال للاستمتاع والمشاركة.
وهناك تشكيلة غنية من المهرجانات الصينية في سنغافورة بالإمكان التمتع بمشاركة الصغار وهم يحملون المصابيح في مهرجان الخريف, أو الاحتفال ببطولة شاب صيني أثناء مهرجان زوارق التنين.
لا شك أن المشاركة في تجربة (ليتل انديا) خلال (ديبافالاي) عندما يضاء شارع سيرانجون بالأنوار البراقة الممتدة إلى الشارع العام الرئيسي, أو حتى تذوق وجبات العشاء المعروضة الركن الملاوي الرئيسي في منطقة جيلانج أثناء مهرجانات هاري رايا أمراً ممتعاً بحد ذاته.
كما يجب عدم إضاعة فرصة المشاركة في احتفالات سنغافورة التي تمتد من نوفمبر ولغاية فبراير، عندما تقدم سنغافورة (أطول حفل في العالم) وبعروض للأضوار ومهرجانات الأعياد وذلك ابتداءً من أضواء ذكرى الميلاد في شارع اونرشارد إلى الألعاب النارية أثناء رأس السنة القمرية.
إضافة إلى كل هذا هناك حدثان مهمان يقدمان سنوياً بين شهري يونيو ويوليو يصوران ولع أهالي سنغافورة بالطعام الجيد والتسوق. وهما مهرجان سنغافورة للأطعمة وعروض الأسعار المخفضة. إذ باستطاعة السائح أو المواطن التمتع بتشكيلة الأطعمة, أو الحصول على عرض مميز للتسوق خلال هذه الفترة. بالإضافة إلى هذا.
فإن الفترة تتميز أيضاً بمهرجان الفنون حيث بالإمكان الحصول على أفضل الفنون الآسيوية والعالمية في أماكن العرض المميزة في المدينة.
أطباق رائعة
يعد الطعام عاملاً مهماً في الحياة اليومية في سنغافورة. فالمطاعم على جميع مستوياتها منتشرة بدءاً من الخدمة الفضية على قمة أطول فنادق العالم وصولاً حتى مراكز الباعة المتجولين. حيث بالأماكن الحصول على أفضل تجربة غذائية في حياتك. فالأطباق الصينية, المالاوية, والهندية وغيرها تجدها في كل زاوية في سنغافورة. وهناك مطاعم تقدم أفضل الأسعار في المنطقة مثل الأطباق الأوروبية الهندية والبراناكان (مزيج من المطبخ الصيني والمالاوي).
وهناك أكثر من 500 مطعم توفر الوجبات التي تناسب جميع الأذواق والتي تجمع بين المطبخ المكسيكي والياباني والإيطالي واليوناني والأمريكي وشمالي الهند.
ويمكنك التمتع بإحدى هذه التجارب في أحد المطاعم الواقعة على مقربة من نهر سنغافورة عند رصيف الزوارق أو رصيف كلارك. وهناك العلامة التجارية الخاصة بأطباق سنغافورة التي هي عبارة عن مزيج بين المطبخ الآسيوي والغربي. ولتذوق هذه الوجبات الرائعة والمميزة لابد من زيارة دوك شينجز في فندق رافلز أو الذهاب إلى المركز في منتزه العلوم. أما الذين يبحثون عن التجديد, فلاشك أن زيارة ضواحي سنغافورة. والمشاركة برحلة إلى (القرية الهولندية) التي يعج أحد شوارعها بمحلات تناول المشروبات المنوعة والحلويات والمقاهي، تمنحك تجربة مميزة لا تنسى.
وإجمالاً هناك تنوع كبير في الوجبات تلبي جميع الأذواق، وللذين لديهم اهتمامات أكبر في المأكولات السنغافورية، هناك دورات للطبخ، وجولات لتذوق الأطعمة، وشهر مهرجان المأكولات في سنغافورة الذي يقام في يوليو, يعد واجباً على متذوقي المأكولات المشاركة فيه.
عالم من التسوق اللامحدود
التسوق في سنغافورة هو التشكيلة والجودة والقيمة الشرائية الجيدة للمال والخدمة الممتازة.
فهناك أحدث الإلكترونيات والمشغولات اليدوية التقليدية والملابس التي تحمل أشهر الماركات العالمية الأوربية وبرامج الكمبيوتر كلها مضمونة الوجود في سنغافورة.
ولا شك أن تشكيلة البضائع هي في الحقيقة استثنائية، والأزياء لأشهر المصممين العالميين موجودة في المراكز التجارية الكبيرة مثل سان تك سيتي، نيجي آن سيتي أو وسما اتريا. كما تقدم المخازن التجارية المحلية مثل تانجز ومترو تشكيلة واسعة من الأزياء المحلية والعالمية. وإذا كنت تفضل تجربة تسوق مختلفة فإن (الحي الصيني) (وليتل انديا) (مامبونج جلام) تقدم كل شيء ابتداء من البضائع التقليدية والهدايا التذكارية إلى الأدوات المنزلية اليومية. وهناك مزادات عالمية تعقد بانتظام بواسطة كريستيز, ساوثبي وبونهامز.
إلى جانب هذا هناك صالات عرض متخصصة في الفن الآسيوي والغربي. ويقام معرض ترويزور للقطع الأثرية مرة في السنة ويقدم أفضل المجوهرات والرسومات والكثير من حول العالم.
لهواة جمع الفنون
وإذا كنت ممن يحبون التسوق، فقم بزيارة سنغافورة بين شهري يونيو ويوليو للتمتع ب(مهرجان الأسعار المخفضة) حيث تقوم صناعة التجزئة مجتمعة بعرض تخفيضات ضخمة تشمل جميع المتاجر في الجزيرة ابتداء من الملابس والبضائع الإلكترونية والكاميرات والمأكولات وصولاً إلى الألعاب الصغيرة.
وللعلم فإن ضريبة 3% تحمل على معظم البضائع والخدمات في سنغافورة. وبالإمكان استعادة قيمة هذه الضريبة على المشتريات التي تصل إلى 300 دولار سنغافوري أو أكثر، إذا أنفقت هذا المبلغ في نقص المتجر أو سلسلة المتاجر. والمؤسسة جزء من برنامج إعادة أموال السائح. أما المحلات المشاركة فستعرض ملصق إعادة الضريبة لذا, يرجى مراجعة المتاجر المشاركة لمزيد من التفاصيل عن كيفية مطالبتك بالمبالغ النقدية.
الطقس السنغافوري
يتميز الطقس السنغافوري بمناخه اللطيف والدافئ على مدار السنة حيث تتراوح درجة الحرارة بين 24 و 33 درجة مئوية. وتهطل الأمطار من نوفمبر ولغاية فبراير بشكل متقطع لتضفي على الجو نوعاً من البرودة.
اللغة المستخدمة
معظم السنغافوريين يتكلمون اللغة الإنجليزية مع لغتهم الأم التي تكون عادة الماندرين، المالاي أو التاميل.
الفنادق والمنتجعات.. هناك أكثر من 94 فندقاً يقدم إقامة درجة أولى وأجنحة فخمة إلى جانب فنادق متوسطة تقدم الراحة والأسعار المناسبة ومعظم هذه الفنادق تقع في مناطق الأعمال والتسوق.
التجول في المدينة
هناك أكثر من 69 شركة طيران عالمية رئيسية تتوقف في سنغافورة حيث تتضاعف خيارات التنقل بوجود آلاف سيارات الأجرة ونظام الحافلات الزهيد الرسوم ونظام القطارات ووسائل النقل السريعة (ماس رابيد ترانسبورت. أم آر تي) التي تنقلك حيث ترغب بأقل نسبة من المشاكل. وتمنحك (بطاقة السائح) وقيمتها 7 دولارات سنغافورية في اليوم بواسطة الحافلة أو وسائل النقل السريعة.
كما بالإمكان الحصول على بطاقة صعود إلى الحافلة بقيمة 5 أو 12 دولاراً سنغافورياً مقابل التنقل ليوم واحد أو ثلاثة أيام. والخيار الآخر هو الحصول على بطاقة حافلة لسنغافورة تروللي بقيمة 9 دولارات سنغافورية للكبار و7 دولارات سنغافورية للصغار.
وهذه الخدمة تخولك تنقلات غير محدودة على مدار اليوم لزيارة الأماكن السياحية والمهمة في سنغافورة.
النقود
تعمل البنوك خمسة أيام ونصف اليوم في الأسبوع بينما يستمر الصرافون بالعمل على مدار الأسبوع لتسهيل القيام بالتحويلات المالية الأجنبية.
التأشيرة والإقامة
يمنح السياح الذين لا يحتاجون إلى تأشيرة لدخول سنغافورة إقامة شهر واحد من تاريخ دخولهم.. ويخضع سكان الدول التالية لطلب تأشيرات لدخول سنغافورة. وتشمل هذه الدول جمهورية الصين الشعبية. دول الكومنلت المستقلة، فيتنام، أفغانستان، الجزائر. العراق، لبنان والأردن، سوريا، تونس، اليمن، والأشخاص الذين يحملون وثائق سفر اللاجئين الفلسطينيين الصادرة في دول الشرق الأوسط والأشخاص الذين يحملون مستند هونغ كونغ لتعريف الشخصية الصادر في هونغ كونغ.
|