Saturday 8th April,200612245العددالسبت 10 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

مشاعر.. قبل أن ترحلي!! مشاعر.. قبل أن ترحلي!!
وصايف بنت إبراهيم الخويطر

ها أنا أكتب هذه الخاطرة.. بعد أن عددت الأيام يوما بعد يوم.. بل حتى الساعات لم تسلم من حساباتي.. لا أعدها رغبة في سرعتها.. ولا أحسبها طمعاً بالذي سيأتي.. بل رغبتي أن تمدد هذه الفترة القصيرة.. وأعيد ذكريات الطفولة معك وأعيشها من جديد مستمتعة بها لحظة بلحظة.
مشاعر قبل أن ترحلي.. وتسكنين منزل نصفك الثاني.. أريدك أن تعلمي أن كل جزء مني يصرخ عندما أتذكر ساعة ابتعادك عني.. وأريد أن أبكي بحرقة اعتراضاً على هذه المراسم التي ستأخذك مني.. إلا أنها تظهر مني ابتسامة خلفها فرح كبير.. لأنها ليلة عمرك التي طالما تمنيتها وحلمت بها
مشاعر قبل أن ترحلي.. أردت أن أقول انني اعلم أنه في ليلة زفافك خرجت قبل ان أودعك.. وأنك تعمدت تحاشي رؤيتي.. حتى لا تغرق عيناك في بحر من الدموع لا نهاية له لحظة عناقي لك.. وأعتقد أنك نجحت في ذلك.. ولكنك لم تنجحي في منع طوفان دموعي التي استمرت عدة أيام من جراء فراقي لك.. ولم يفلح أحد في ذلك.
مشاعر قبل أن ترحلي.. فكل خلية مني تذكرك كل ثانية وترغب في رؤيتك يوميا كسابق عهدنا.. فأنتي لست مجرد أخت.. بل كنتِ الصديقة والرفيقة والخليلة وكل شيء بالنسبة لي.. كنت أقرب لي من نفسي.. وأحن علي من قلبيز فكيف تريدينني أن أعيش في منزل لست فيه ولا أراك فيه ظهرا وعصرا وليلاً.. فجأة وبعد وصل جميل دام لأكثر من 19سنة يريدونني أن أتعايش مع حقيقة لا وجودك معي.. فأخبريهم بربك كيف أكون..؟!
مشاعر قبل أن ترحلي.. درت في أنحاء المنزل باكية ومتأملة ذلك المجلس الذي كنا نجلس فيه كل يوم عصراً لأحكي لك عن ما حصل لي في يومي.. وأصارحك بكل ما يدور في بالي.. ما باله اليوم كئيبا يشتكي من فوضى المكان؟ وذلك المطبخ.. قد يبدو عليه الجمود واللاشاعرية.. ولكنني كل ما أذكر مفاجآتك لي في إعداد ما أحبه واشتهيه.. أراه من أجمل الاماكن في منزلي.. هل تذكرين كوب القهوة الذي أعددته لي قبيل الفجر وخرجنا في شرفة المنزل لاحتسائه.. مع قسوة البرد.. إلا أنني استمتعت بتلك الجلسة حتى فاجأنا النور بطلوعه.. فأين تلك الكراسي التي كنا عليها.. هل هبت الرياح وسرقتها.. أم إنها أنتي التي رحلتي عنا..؟
مشاعر قبل أن ترحلي.. هل تذكرين مشاجراتنا أحياناً.. وهل تذكرين تلك الليلة عندما ركضت أبكي إلى غرفتي وأطلت البقاء فيها.. فأخذت تراضينني عبر رسائل الجوال بطريقتك الطريفة كالعادة.. حتى أصبحت اضحك من كل قلبي.. بل أصبحت ابكي ضحكاً.. آه كم سأشتاق لذلك الشعور.. وسأشتاق إليك..
مشاعر قبل أن ترحلي.. وساعة رحيلك وبعد أن ترحلي.. أردتك أن تعلمي أن بحجم ذلك الحزن الموجود في ما كتبته.. وبقدر كل ذلك البكاء الذي بكيته منذ أن رحلتِ إلى اليوم.. وأكثر منه بكثير.. إلا أنني وصلت ذروة فرحي ساعة عرسك.. فأنتما الاثنان من أجمل مخلوقات الله التي خُلقت لبعضها..
في النهاية.. وبعد أن أقنعوني أياماً بحتمية القرار ووقوع الحدث.. وبعد أن آمنت أنكِ سعيدة وبأيدٍ أمينة لا تحتاج لقلق ووصاية.. لا يسعني إلا أن أتمنى لكما من كل قلبي الخير والسعادة الدائمة وأسأل الله التوفيق.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved