يوم الجمعية 7 أبريل اليوم العربي لليتيم وعند الحديث عن الأيتام في المجتمع السعودي فإن الحديث يأخذ شكلاً تاريخياً مستمداً من الدين والدولة، فاليتيم في الوقت الحالي في المملكة العربية السعودية يحظى برعاية تجعله لا يشعر بأنه يتيم خاصة بعد استخدام منهج الدمج الاجتماعي في مؤسسات التربية الاجتماعية الحكومية والمؤسسات الخيرية والجمعيات التي تُعنَى بالأيتام وذلك من أجل صبغه بثقافة مجتمعه الذي يعيش به.. فكان اليتيم سابقاً يتصف بسلوك مؤسسي يتميز به عن أبناء الأسر الطبيعية وبعد أساليب الدمج المعمول بها حالياً تغير حال اليتيم وأصبح مواطناً يمارس حياته الطبيعية دون أي تدخل مؤسسي يجعله يعتمد على الآخرين في تصريف أحواله حيث اعتلى الأيتام في الوقت الحالي مراكز وظيفية وقيادية وأصبح لهم مكان في الجامعات والكليات إضافة إلى المنافسة على تحقيق المعدلات المرتفعة في جميع المستويات التعليمية حيث حققت إحدى دور التربية على سبيل المثال لا الحصر نسبة نجاح 100% على مدى ثلاث سنوات متواصلة وعدد طلابها أكثر من مئة يتيم وكانت نسبة التفوق 87% من عدد الأبناء حصلوا على تقدير جيد جداً وامتياز إضافة إلى ستة عشر يتيماً في نفس الدار يدرسون في الجامعات والكليات معظمهم بتخصصات علمية وقس على ذلك بقية الدور والمؤسسات وكل هذا لم يكن يحصل لولا رعاية الدولة التي أولت ذلك إلى أروقة وزارة الشؤون الاجتماعية التي تؤوي في مؤسساتها قرابة 1800 يتيم يدفع لهم شهرياً مكافآت حسب مستوياتهم الدراسية حيث يصل في المستوى الثانوي إلى 600 ريال شهرياً وتوفير الكساء والمستلزمات المدرسية والرعاية والمتابعة إضافة إلى خيرية المجتمع السعودي الذي بسط ذراعيه وفتح قلبه للأيتام والتسابق على منزله المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال: (أنا وكافل اليتيم بالجنة كهاتين.. الحديث) فرغم اختلاف رأي المختصين الاجتماعيين حيال قضية دمج الأبناء الأيتام مع المجتمع وأثره السلبي على سلوكياتهم إلا أن الدمج إيجابياته تفوق سلبياته بمراحل حيث بدأ الأيتام بحصد ثماره وعلى رأسها اكتسابهم المهارات الاجتماعية وصعوبة تفرقتهم في الوقت الحالي بين أبناء الأسر الطبيعية وهذا لا يعني قطعاً أن كل يتيم سوف يكون صالحاً أو ناجحاً في تصريف جميع أمور حياته حيث إن الأيتام من أفراد المجتمع الذين يتأثرون به سلباً وإيجابياً وما تطالعنا به بعض الصحف أو وسائل الإعلام المرئية عن فشل بعض الأيتام في بعض المؤسسات الاجتماعية الحكومية والخاصة هو نتاج طبيعي لاتصال ثقافي وحراك اجتماعي مع أفراد المجتمع وما ينطبق على الأيتام ينطبق على أبناء الأسر الطبيعية فعلى سبيل المثال لا الحصر لو راجع القارئ لهذه الأحرف تاريخ أسرته، لوجد منها نسبة متفوقة سلوكياً وعلمياً ونسبة متوسطة ونسبة أخرى قد أخفقت، أو هناك من كان انحرافه سلوكياً أو فكرياً أيضاً وهم من أسرة واحدة، لذا فإن تحمل المجتمع مسؤولياته تجاه هذه الفئة بأساليب عدة مثل أسلوب الاحتضان الذي وصل حتى نهاية 1426هـ إلى قرابة 6300 أسرة محتضنة منها أيضاً من يحتضن أكثر من يتيم إضافة إلى برنامج الاستضافة القائم على استضافة الأيتام في عطلة الأعياد ونهاية العام بين الأسر وهذه البرامج في تزايد مستمر لشعور هذا المجتمع بأن الأيتام هم أبناؤه ولهم وعليهم ما على أبنائهم وأن القرب لهم هو أمر يحقق رضا الله في الدنيا بالتآزر والتكافل الاجتماعي ورضا الله بالآخرة بمجاورة المصطفى بالجنة.
|