Saturday 8th April,200612245العددالسبت 10 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

أعينوه!! أعينوه!!
نادر بن سالم الكلباني

يكفي أن تقول قولاً تدعو لما تعتقد أن فيه صلاحا لك ولغيرك، أو تمارس عملاً تعتقد أنه يصحح وضعاً لا يتوافق مع ما علمته حتى ترتفع الأصوات من كل صوب تذكرك بأخطائك السابقة أو ضعفاً عايشته في ماضٍ لك... لكن من منّا لا يخطئ؟ ومن منّا يدعي كمال عمله وخلقه؟ ومن منّا نهض في وقته دون ماضٍ حمل بين طياته صالح العمل وقبيحه؟ ومن منّا لا يتوق لأن يتوب ولأن يستفيد مما عاشه من متقلبات الحال؟
كلّنا خطاؤون، ننتظر من الله أن يتولانا بمغفرته وتثبيتنا على ما يرضيه.. وخير الخطاءين التوابون.. ولا أدري لماذا نستكثر أن يرجع أحدنا عن خطئه؟ ولماذا نستنكف أن نسمع الحق ونحرص على البحث عمّا يعيننا على رده بالتنقيب في ماضٍ أو مسلك أخطأ فيه من قال الحق.. الماضي حدث.. ولا يمكن تغييره إن كان حسناً، فالحمد لله وإن لم يكن فالأمل في رحمة الله ومغفرته.. والمستقبل بيد الله لا ندري ما الذي يحمله، ولهذا نسأل الله أن يثبت قلوبنا على طاعته ويعصمنا عمّا يغضبه.. وليس للإنسان إلا اللحظة التي يعيشها في حاضره إن اجتهد وعمل بالأسباب التي تجعله يقترب مما يرضي الله فأمره خير برحمه الله ومن أضاع اللحظة التي بيده فقد أساء لنفسه قبل غيرها وظلمها ومن لا خير فيه لنفسه فلا خير فيه لغيره.. كل ما كان يتمناه ألا يعيب من عرفوه رجوعه للحق ويستذكرون في كل مناسبة تجمعه بهم ما كان من أمره للتشكيك فيما نوى عليه وليعوقوا ثباته.. فمن لا يهتدي وقد بلغ من الكبر عتياً فمتى سيهتدي؟
أجزم أن الكثيرين رغم حجم الإغراءات وقوة المناداة للضياع في عالم تشبع بضلاله وفساده يسعون بعد أن اعتلت مراكبهم أمواج الفساد والذنوب إلى أن تستكين أرواحهم في ظل طمأنينة الحق والهداية وطريق النور الذي رسمته لنا سورة الفاتحة، لكنهم يعاقون وتحبط عزائمهم عندما يحرص البعض الذين يعتقدون أنهم مهتدون على عدم نسيان ما كان منهم ويعيدون ترديده فتثبط الهمم وتوضع العراقيل أمام الراغبين في التوبة، الأمر الذي يجعل مواجهة من يعيق الرجوع للحق أكبر من مواجهة الذنب نفسه. اللهم يا مرسي الجبال.. ويا محصي حبات الرمال.. أسألك اللهم أن تثبت من رجاك واستعان بك على طاعتك وقول الحق وألا تضعف همّته في سير الطريق الذي يرضيك وإن وجد من الآخرين ما يعيقه.. والله المستعان.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved