قرأ كل من تصفح جريدة الجزيرة في العدد 12232 في صباح الأحد الموافق 26-2- 1427هـ اللقاء الذي أجرته (الجزيرة) مع وكيل الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور إبراهيم الهويمل حول الهيئة ما لها وما عليها.
ولدى قلمي بعض النقاط التي يريد أن يطرحها على معالي الوكيل حول هذا اللقاء.
أولاً: ذكر الوكيل وأقر بل اعترف أنه توجد أخطاء يقع فيها أفراد الهيئة، وذلك بقوله (احتمال وقوع الخطأ وارد من كل أحد..) ولكن نراه مدافعاً ومبرراً عن تلك الأخطاء وكأنه يطبطب على أكتاف أفراده مدافعاً لما يقال عنهم ولسان حاله يقول لهم: لا عليكم.. عندما قرن عمل الهيئة وأفرادها مع أجهزة الدولة الأخرى بقوله (وأعضاء الهيئة هم كغيرهم من موظفي أجهزة الدولة يجتهدون في أداء عملهم ولكن قد يخطئ البعض في تطبيق التعليمات أو ما قد يصدر منه من تصرفات..).
وذكر أن أفراد الهيئة ليسوا بملائكة، نعم ليسوا بملائكة وأتفق معه على ذلك ولكن وبتصرفاتهم ومعاملاتهم مع الغير يعكسون صورة الإسلام للملأ.
فشتان المقارنة بين هذه وتلك..!!
ثانياً: أما قوله عما ينشر عن أخطاء هذا الجهاز في وسائل الإعلام المختلفة إنها لا تتوافر فيها الرواية الكاملة للحدث.
ماذا يريد معاليه.. هل يريد من كل شخص أو كاتب أن يحضر ويمثل أمام المحكمة ليوثق أقواله بالأدلة والبراهين ومن ثم يأتيه الإذن لنشرها..!
وأما بخصوص ما يُنشر من أحداث ومواقف عن تلك الأخطاء هي ليست من نسج الخيال بل من أفراد المجتمع وفئاته المختلفة الذين يعايشون أفراد هذا الجهاز ليل نهار..
ولا يغيب عن سعادته أننا نواكب إعلاماً متفتح يضمن للجميع حرية الرأي والتعبير زد على ذلك وسائل التكنولوجيا المختلفة المتقدمة وما تبثه من أخبار وبسرعة البرق الخاطف.
ثالثاً: أما قول سعادته عن تكذيب ما يُنشر في صحافتنا (ونتطلع أن ترتقي صحافتنا إلى مستوى المسؤولية في نشر الخبر الصحيح..).
ويسمح لي منسوبي الصحافة.. لماذا هل صحافتنا جل أخبارها مكذوبة ومفبركة عكس الحقيقة والواقع وتريد النيل من هذا الجهاز حسب رأي سعادته..!!
وإن كان ذلك هل قرأ سعادته الأخبار التي تنشرها هذه الصحافة المفبركة على حد زعمه عن جهود وبطولات جهاز الهيئة ممثلاً بأفراده، هل هذه الأخبار أيضاً مفبركة ومغلوطة..!!
رابعاً: ذكر سعادته عن الشروط التي يجب توافرها للالتحاق بهذا الجهاز، شروط ان طبق محتواها من قِبل أفراده كفيلة بألا نجد أي خطأ أو أي نقد أو أي شكوى على جهاز الهيئة ولكن الواقع يحكي عكس ذلك وكأن تلك الشروط ما هي إلا حبر على ورق سرعان ما تجف..!!
خامساً: قال سعادته (إن لهذا الجهاز دوراً فاعلاً في نشر الإسلام عن طريق القدوة الحسنة ونشر العقيدة الصحيحة وأن يعكس الداعي الصورة الحقيقية للإسلام ويكون قدوة حسنة في مجال عمله وألا يكون سبباً في تشويه الإسلام والمسلمين، حديث سعادته هذا هل يفقهه أفراد وأعضاء هذا الجهاز في معاملاتهم اليومية مع الطرف الآخر..!! أم أنها جمل جذابة يزين بها صدور الصفحات الإعلامية..!!
سادساً: ذكر سعادته في سياق حديثه ملوحاً وملمحاً عن كثرة المطالبين بحل هذا الجهاز بقوله (وأن يستشعر المسلم العزة في الدين الإسلامي الذي يحمله وللبلد والمجتمع الذي يعيش فيه ولا تنطلي عليه ما يردده أعداء الدين أو الجهلة من شبه ومبررات للخروج على قيمنا الإسلامية تحت مسميات متعددة مثل الضرورات والخلاف..! هل سأل معالي الوكيل وأعضاؤه ما سبب نماء تلك الشبه والمبررات..! ولماذا كل هذا السخط والغضب الذي يواجههم ويؤرق مضاجعهم..!
اختصر على سعادته الإجابة.. فتلك الشبه والمبررات والغضب والسخط الذي نسمعها ونقرأها ليس على الجهاز وليس معارضة على تطبيق هذه الشعيرة بيننا بل على سوء المعاملة والأسلوب من قِبل أفراد وأعضاء هذا الجهاز والذين ينقصهم الكثير والكثير من التأهيل لأساليب الدعوة الصحيحة كما جاءت من القرآن والسنة ولما قد تلحقه سوء معاملاتهم التي قد تشوه صورة إسلامنا الحنيف للملأ وتزيد من نماء الغضب والسخط والمطالبات، والخوف أن تكون سبباً فاعلاً في حل هذا الجهاز وهذا الذي لا نريده.
وأخيراً وقبل أن يجف حبر قلمي نكرر ونعيد نحن لا ننكر رسالة الهيئة قدر ما ننكر أخطاءها الفردية الفادحة التي يذهب ضحيتها إسلامنا الحنيف الذي دعا وطالب إلى الدعوة بالرفق والحكمة والموعظة والمجادلة الحسنة وقبل ذلك بالنصيحة.
هادي بن لهد العنزي /الرياض |