الحياة الزوجية من أسمى العلاقات التي أنعم الله بها علينا، منها نبتعد عن الرذيلة والفواحش والانحراف، وبها نكمل النصف الآخر من الدين. والعلاقات الزوجية تعتمد على أسس وقواعد مهمة دينية، اجتماعية، ونفسية.
الأسس الدينية التي غفل عنها البعض هي: صيانة الزوجة زوجها وبيتها، احترام الزوج زوجته وتقديرها، حُسن تربية الأبناء من قبل الوالدين، وذلك بسبب الانجراف وراء مغريات هذه الدنيا مبهورين بجمالها فاقدين الوعي باللهو فيها، متناسين العواقب التي حذرنا الله من الوقوع فيها وحثنا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بالابتعاد عنها.
وبالطبع الأسس الدينية لا تخلو من ارتباطها بالأسس الاجتماعية، حيث إن مراعاتنا لله في تعاملنا مع أزواجنا وزوجاتنا وأبنائنا توطد العلاقة الأسرية، وبالتالي يعكس حُسن تعاملنا مع الناس في المجتمع وتصبح الأسرة اجتماعية؛ ما يجنب الزوجين المشكلات الخارجية مع أفراد المجتمع بغض النظر عن مكانتهم ومدى قرابتهم؛ ما ينعكس ذلك على علاقة الزوجين الاجتماعية التي لها تأثير كبير وواضح على حالتهم وعلاقتهم النفسية، حيث إن تكوين العلاقة الجيدة مع أفراد المجتمع خارج المنزل يقلل من حدة التوتر داخل المنزل (بين الزوجين)؛ لأنه وكما يعلم الجميع لا توجد حياة زوجية أو أسرة خالية من المشكلات البسيطة التي تولد مع طول المدة التي يعيشها أفراد الأسرة بتشاطرهم هذه الحياة.
وعلم النفس يثبت أن الحالة النفسية لأي شخص تؤثر على من حوله، التي هي ناتجة ممن حوله؛ لذلك نسلط الضوء على الزوجين وعلى حالتهما النفسية حتى يستطيعا ان يبنيا أسرة جيدة فعّالة في المجتمع.
والحالة النفسية للزوجين تعتبر عكسية من داخل المنزل إلى خارجه ومن الخارج إلى داخله، أي أن هناك ترابطا كبيرا بين المؤثرات الخارجية والداخلية على الزوجين.
كما أنها تختلف بين الزوجين، حيث إن الرجل العامل يتعرض لضغوطات من العمل نفسية وجسدية، حينها يكون معرضا للتعب وسرعة الغضب وقلة التحمل، فهنا يأتي دور الزوجة غير العاملة التي يجب عليها أن تبحث عن كل ما يريح زوجها ويبعث في نفسه السعادة، (وهذا ما أمرنا الله به وحثنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم)، مبتعدة عن الضغط عليه والتذمر وكثرة الإلحاح من جميع النواحي حتى إنه يجب عليها تهيئة الجو المناسب وذلك بعزل الأبناء في أي مكان في المنزل بعيداً عن الزوج حتى لا يكون هناك أي إزعاج.
والزوجة العاملة تعتبر مهمتها أصعب لأنها تكون هي أيضا عرضة للضغوطات خارج المنزل، فيجب عليها أن تهيئ الجو المناسب والمريح لها أولاً حتى تستطيع بدورها أن تسعد وتريح زوجها. ولا ننسى أن الزوج ايضاً له دور كبير لتهيئة الجو المناسب له ولزوجته، أي أنه يجب التركيز على الاثنين حتى يكون هناك تكافؤ حتى تستمر الحياة، وعندما يصبح الزوجان مرتاحين وحالتهما النفسية جيدة جراء الحياة التي أنشأها كل منهما داخل المنزل، إذن الحياة التي يسعون وراءها خارج المنزل في العمل وغيره ستأخذ مسارها الصحيح وسيصلون إلى مآربهما.
هناك رابط قوي بين الحالة النفسية وبين العلاقة الزوجية الناجحة، وحتى نحقق هذه العلاقة يجب أن نراعي المشاعر والحالات النفسية للزوجين التي تتأثر من داخل المنزل وخارجه.
وأخيراً وليس آخراً، أرجو من الله العلي القدير أن يرزقنا بالزوجة الصالحة وبالذرية الصالحة.
|