قصة: أيوب منصور.
من البرنامج التجريبي لإبداعات ورسوم الأطفال بالجزيرة
في يومٍ من الأيَّامِ وقفَ الطّاووس أمام المرآةِ وراحَ ينظرُ بإعجابٍ شديدٍ إلى ريشهِ الملوَّنِ الجميلِ ثمَّ صاحَ مزهوَّاً:
(أنا أجملُ مخلوقٍ في الدنيا وعلى جميعِ الطُّيورِ أن تُقّدمَ لي ما أحتاجُ من طعامٍ).
انتظرَ الطاووسُ أن تُسارعَ الطيورُ إلى تلبيةِ رغبتهِ، غيرَ أنَّها لم تأبهْ لهُ، فَبَدا عليهِ الغضبُ وتَقَدَّمَ من البطةِ، وقال: (هيّا تقدَّمي إليَّ بطعامِكِ فأنا ملكُ الطيورِ).
قالتِ البطّةُ: (لماذا لا تبحثُ عن الطعامِ بنفسِكَ؟
شاهدَ الطاووسُ نملةً تحاولُ حملَ حبَّةِ قمحٍ فقالَ لَها: (إذا أعطيتِني حبَّةَ القمحِ فسأمنحكِ ريشةً جميلةً).
قالتِ النّملةُ: (النملُ يفضِّلُ القمحَ على الريشِ الجميلِ، أما الثعلبُ فهو يهوى الرِّيشَ الجميلَ).
سَارَ الطاووسُ حتَّى بلغَ بيتَ الثعلبِ، وكانَ الجوعُ قد استبدَّ بهِ، فقالَ للثعلبِ: (أعْطني قليلاً منَ القمحِ أمنحكَ ريشي كلهُ).
وافقَ الثعلبُ، وأعْطَى الطاووسَ قليلاً من القمحِ، ثُمَّ نتفَ ريشَ الطاووسِ كُلَّهُ. وعندما تخَلَّى الطاووسُ عنْ ريشِهِ بدا مَنْظرُهُ قبيحاً جداً، وصارَ يرتجفُ منَ البرْدِ، فقالَ لهُ الثعلبُ: (سوفَ يُميتُكَ البَرْدُ، إنَّ مَعدتِي دافئةٌ جداً، وأُرَحِّبُ بِكَ لتُقيمَ فيها).
عندما سَمِعَ الطاووسُ كلامَ الثعلبِ اسْتَوْلَى عليهِ خَوْفٌ شَدِيدٌ. وبَادَرَ إلى الهَرَبِ مُدْرِكاً أيّةَ وَرْطَةٍ أوقَعَهُ فيها الغُرُورُ والكَسَلُ.
|