Friday 7th April,200612244العددالجمعة 9 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الثقافية"

المتهمة!!! المتهمة!!!
أحمد حسن الوالبي (*)

نهض العجوز وهو يكاد يطير من الفرح والابتسامة تملأ ثغره وذلك بعد أن عزم على الذهاب لكي يخطب لابنه الوحيد.
وبعد أن وصل إلى منزل أهل الفتاة طرق الباب وعلامة السرور والفرح تملأ ملامح وجهه.
فأسرعت الفتاة إلى الباب وفتحت الباب وعندما رآها تغيرت ملامح وجهه وأخذ يسب ويشتم على المجيء، فأخذ الباب وراء ظهره فصفعه بقوة فمن شدة الصفعة كاد أن يقضي على الفتاة.
فأسرعت الفتاة إلى غرفتها وارتمت على السرير وانتشر شعرها على حافة السرير وهي تنحت وتبكي بشدة وقد أصابتها كآبة شديدة وعلت وجهها علامات الأسى وسرقتها الأفكار تذهب بها بعيداً.. لماذا عندما رآني ذلك العجوز فجأة تغيرت ملامح وجهه؟ ماذنبي إن كنت متهمة؟ يا إلهي إنني أنتظر بفارغ الصبر بأن أكون زوجة مستقلة، إن أخواتي الأصغر مني أصبحن مستقلات في بيوتهن مع أزواجهن حتى صويحباتي عندما يطالعن جمالهن في المرآة وأنا عندما أنظر إلى المرآة لم أجد سوى علامات السنين ترسم آثارها على وجهي، إنني أقبع في بيت أهلي وكأنني قطعة من الأثاث، تقدم لخطبتي شباب كثيرون، فواحد يرفضه والدي والآخر تعترض عليه والدتي، إنني مغلوبة على أمرها، أنتظر قرار الأهل الذين لم يحاولوا أخذ رأيي ولو مرة واحدة وقد أصابني من هذه الخيبات الأذى الكثير، فأنا غالباً ما أنعزل في غرفتي تأكلني الهواجس وتتقاذفني الانات ويكسو الأسى قلبي.
إنهم ينظرون كل من هم حولي بنظرة الشفقة وما أبشع هذه النظرة.. فما ذنبي حتى أكون متهمة.
وعلا صوتها قليلاً.. وهي تقول: الله يسامحك يا أمي أبعد كل هذا الانتظار نسيت أنني تجاوزت الخمسة والثلاثين منذ شهر، شهقت شهقاً عميقاً، وأغلقت فمها بيدها، وقفزت دموعها من مقلتيها كأنها سهام تنطلق من قوس!! وظلت تتمتم بكلمات بطيئة، يا أمي لو تعلمين بحالي لأشفقت عليَّ من هذا العذاب الذي أعانيه في كل ليلة.
ولا يعني إذا ولاكم الله أمرنا تفعلوا بنا هكذا.!!!
وعلا صوتها وهي تقول:
رباه: إنني بريئة فماذنبي إن كنت متهمة؟
رباه: إنني أرفع يدي فإنني لم أقترف ذنباً في حياتي؟
رباه: إنني لم أعد أطيق العيش مع أناسٍ لا يرحمون مشاعري!!
وأجهشت بالبكاء وسقطت مغشياً عليها!!!

(*) حي الجرادية

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved