* طوكيو - لقاء- وليد البهكلي:
عندما التقيناه، حرص على الإشارة إلى سعادته العظيمة بأنه اعتنق الإسلام قبل سنتين في المدينة المنورة، كما حرص على التعبير عن مشاهداته التي تعبر عما لمسه من تطور كبير انتظم المملكة في مناحي الحياة كافة.
إنه الأستاذ ياسوهارو تاناكا (عبدالكريم) المستشار الاستثماري للطاولة اليابانية في الهيئة العامة للاستثمار، والمتخصص في الاستثمارات البنكية، والذي أجاب على أسئلة (الجزيرة) بوضوح، وكانت حصيلتنا هي ما سنورده من خلال الأسطر التالية:
* بدأتم فترة عملكم بالمملكة منذ حوالي أربع سنوات، فكيف كانت نظرتكم للمملكة قبل قدومكم، وكيف أصبحت الآن؟
- مجيئي الأخير لم يكن أول حضور للمملكة، فقد سبق أن زرتها عام 1982م، وفي تلك الفترة لفتت نظري المساحات الصحراوية الشاسعة، وندرة من يتحدث اللغة الإنجليزية. لكنني ألاحظ الآن فرقا شاسعا، فالرياض أصبحت مدينة كبيرة، والحركة الاقتصادية تتسم بكثرة الشركات الخاصة، وهناك تطور كبير في المنشآت العمرانية، والتعليم ساهم في تطوير قدرات السعوديين وأصبح الكثيرون يتحدثون الإنجليزية، وفضلا عن كل ذلك حدث تطور في تعامل السعوديين مع معطيات التقنية الحديثة كأجهزة الحاسوب وغيرها.
* ما تقييمكم للعلاقات السعودية اليابانية من النواحي الاقتصادية والتجارية؟
- هي علاقات تشهد توسعا بشكل سريع وجيد خصوصا خلال السنتين الأخيرتين، والسبب يعود لما يشهده الاقتصاد السعودي من ارتقاء، وما يتم إتاحته من فرص متسعة للحركة التجارية. وأقول بهذه المناسبة: إن الكثير من التجار اليابانيين أصبحوا على قناعة بأن المملكة العربية السعودية أفضل مكان للتجارة، وأدلل على حديثي بمثال عملي، فعندما جئت قبل أربع سنوات كنت أستقبل مرة أو مرتين أسبوعيا تجارا من اليابان. أما الآن فقد كثر عدد الذين يفدون للاستفسار حتى أنني أستقبل يوميا ما لا يقل عن خمس شركات. كما أني أتلقى استفسارات كثيرة عن طريق البريد الإلكتروني ترد من طوكيو ولندن ودبي وسنغافورة والبحرين، ويصل متوسط هذه الاستفسارات إلى عشرين بريد إلكتروني يوميا، إضافة إلى استفسارات هاتفية بمتوسط عشرة اتصالات في اليوم، وهذا كله دليل على توسع العلاقات التجارية واهتمام التجار اليابانيين بالسوق السعودية.
متفائل بالنتائج
* هذه الزيارة هي الزيارة الثانية لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لليابان، ما نظرتكم لهذه الزيارة؟ وهل تعتقدون أنها سترفع مستوى الشراكة الاقتصادية بين البلدين؟ وما تأثيرها المستقبلي على هذه العلاقة؟
- بالتأكيد هذا سيوسع العلاقة بين البلدين وسوف نرى نتائج سريعة. وإذا سألتني لماذا أنا متفائل بذلك أقول لك: إننا بذلنا أقصى جهودنا لرفع هذا التعاون وذلك يعود للدعم المعنوي الذي حصلت عليه الهيئة العامة للاستثمار ونظرة المحافظ المستقبلية في هذا المجال وسوف تكون زيارة سمو ولي العهد السعودي لليابان توثيقا لتلك الشراكة العريقة.
* تم الإعلان مؤخرا عن تقدم اليابان في حجم مستوى استثماراتها في المملكة العربية السعودية وأصبحت تمثل المركز الأول في هذه الاستثمارات، فما نظرتكم لهذا التقدم؟ وكيف تقيمون مستوى العلاقة الحالية بين البلدين؟
- عام 2005م كان سنة تاريخية في علاقات البلدين وذلك لأن شركة سوميتومو وقعت أكبر عقد عالمي للبتروكيماويات مع أرامكو في رابغ والمبلغ قريب من عشرة بليونات دولار، والمهم في ذلك أن المشروع متخصص في أساسيات البتروكيماويات مثل البلاستيك.
وبالإضافة إلى بترورابغ هناك شركات يابانية للتأمين حصلت على رخص للبدء في العمل مع الشريك السعودي للتأمين وهناك أيضا مشروع للطاقة والمياه الخاصة لتجارة IWSPP تم توقيع عقده بين شركة يابانية وشريك سعودي. وأيضا هناك شركة يابانية استثمرت في مجال ملابس الأطفال بالمملكة، ومؤخرا دخلت بعض الشركات اليابانية للدعاية والإعلان في مجالات الاستثمار بالسعودية.
والملاحظ أن عدة شركات وتخصصات بدأت تنتشر في السعودية فالعام الماضي شهد توجه عشر شركات يابانية للاستثمار في السعودية.
بحث عن الاستثمار
*بعد انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية أصبحت شريكا اقتصاديا على المستوى العالمي، ما خططكم المستقبلية لتطوير العلاقات التجارية والسياسية بين البلدين؟
- بعد انضمام المملكة العربية السعودية لمنظمة التجارة العالمية انهال عدد كبير من الأسئلة عن الاستثمار في السعودية وهذا يعني أن الشركات اليابانية تبحث عن الاستثمار في السعودية.
وأيضا من المؤكد أن انضمام المملكة للمنظمة سوف يقود الاستثمار من اليابان للسعودية بأرقام عالية.
وانضمام المملكة للمنظمة هذا يعني أنها سوف تستخدم النظم والقوانين المقررة من المنظمة لذا بدأ اليابانيون يثقون أكثر في الشركات السعودية؛ لأنها ستتعامل مع تلك الأنظمة بشكل واضح وستطبق قوانين المنظمة على كل التعاملات البنكية والنقل للبضائع وغيرها.
فالشريك السعودي الجيد في السعودية هو مفتاح نجاح الاستثمارات في المملكة.
ومن جهة أخرى أرى أنه على الشركات السعودية أن تحدث وتطور شركاتها ومنشآتها أكثر فأكثر لتتقابل مع الشريك الياباني بالمثل.وأود أن أضيف أن استراتيجية المنظمة هي أهم نقطة في ذلك.
* ما نتائج المؤتمر الياباني السعودي لرجال الأعمال؟ وما الاتفاقيات التي ظهرتم بها من خلال هذا المؤتمر؟
- نتائج المؤتمر الياباني السعودي تتمثل في إمكانية بدء مرحلة جديدة للعلاقة التجارية المتنوعة التعاونية مثل تطوير الموارد البشرية والتعليم والتدريب.
|