Monday 3rd April,200612240العددالأثنين 5 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"عزيزتـي الجزيرة"

مرور حائل وحملاته المتواصلة ضد متجاوزي السرعة مرور حائل وحملاته المتواصلة ضد متجاوزي السرعة

قرأت خبراً نشر بعدد (الجزيرة) 12202 عن تنفيذ المرحلة الثانية لعملية سجن متجاوزي السرعة داخل مدينة حائل مع حجز مركباتهم، وكانت المرحلة الأولى قد تجاوز عدد من قبض عليهم 47 شخصاً غالبيتهم من الشباب، وكان من بينهم ابن شقيقي الذي هاتفني والده نحو الساعة التاسعة مساء طالباً الاستنجاد إن كان لديَّ معرفة بالمرور، فقلت له: أعرف مدير المرور نفسه، فقلت: ما هي المشكلة؟ قال: إن ابني قبض عليه لأنه متجاوز السرعة على الطريق الدائري، فقلت: يستحق السجن، ولا يمكن أن أهاتف مدير المرور من أجل أن يخلي سبيله؛ لأن الوساطات والشفاعات المذمومة هي السبب الرئيس في عملية الفلتان والاستهتار الشبابي في الأنظمة المرورية. وأنهى المكالمة بعدم رضاه بما قلته.
حقيقة أقولها وباقة إشادة أرسلها لمدير مرور حائل المقدم عبد الرحمن الشنمبري على جهوده المتواصلة وأعماله المشاهدة. ولعلمي الأكيد بعدم رضا البعض عن الإجراءات المتخذة ضد من يعكر جو النظام المروري ممن تحركهم العواطف تارة والزوجات تارة أخرى من قبل الآباء؛ مما حدا ببعضهم بشن حملة كلامية على مدير المرور وطاقمه.. وهؤلاء هم في الواقع آباء بالأسماء، لم يعودوا يعون دورهم الأبوي من منطلق الشريعة والعرف، وهؤلاء هم السبب في تمرد الشباب وانحرافهم الأخلاقي والسلوكي والعبث والاستهتار المصحوب باللامبالاة بالنظام والقانون؛ لأن بعض الآباء دمية في منزله لا يتعدى دوره إلا توفير المأكل والمشرب وتنفيذ أوامر ونهي سيدة البيت، وهي الزوجة التي تمارس كل وسائل الضغط على زوجها ويستجيب مرغماً لكل مطالب الابن أو الأبناء، وهذا يوضح بجلاء الشخصية المهزوزة والهيبة المسلوبة والقوامة المفقودة، فما هو إلا ريموت كنترول يتناوله الكبير والصغير والولد والبنت، حتى الخادمة كان لها نصيب.
والأمهات من خلال لقاءات الأخوات والقريبات ينصب جل حديثهن عن ولد فلانة (شروله أهله سيارة)، وولد علانة (شرتله أمه أو خواته من الوكالة سيارة)، ثم يعدن إلى البيت وينقلن أخبار الشراء ونوع وموديل السيارات للزوج الضعيف الذي حاول جاهداً أن يشرح ظروفه المادية وعدم قدرته على تلبية الطلب، لكن قوة وبأس الزوجة فتحت له أبواباً ونوافذ لا يمكن إغلاقها قائلة له: كل الناس يقسطون، وكل الناس يشترون سيارات لأبنائهم، وكل الشباب يخرجون، لماذا نحن الوحيدون المعزولون أو المنغلقون عنهم؟ أمام هذا الضغط الهائل والابتزاز الدائم وتواصل الحرب النفسية عليه رضخ أمام أمر سيدة البيت، فتوَّجها بسيارة جاءت متوافقة مع رغبة الولد، ثم عمل احتفالاً، وبثت الأم خبر البشرى لصويحباتها، وأطلق العنان للولد يخرج ويعود بإرادته يجوب الشوارع ويمارس هواية التفحيط والإيذاء مع أصدقائه ويعشق التحدي للسرعة والمخالفات، وإن قبض عليه بمخالفة أو جريمة بادر الأب الحنون والشفوق بالبحث عن واسطة أو للجوء لصاحب الشأن لإطلاق سراح ابنه.
إن تأديب الشباب والضرب بيد من حديد لهو السبيل المنجي والمفضي للحد من التهور المصحوب بالاستهتار المتعمد والواضح لرجل الأمن وأنظمة المرور التي لم تجدِ معهم وسائل التوعية والتوجيه ولا أسابيع المرور ومعارضها ولا الإحصائيات المفجعة والحوادث المؤلمة التي تقتل الأبرياء وترمل النساء وتيتم الأطفال.
حان الوقت أن تستخدم وسائل التأديب والتأنيب والردع والزجر بلا هوادة للحد من تصرفات الشباب الطائشة، ومنها السجن، وإن حصل جلد فهذا هو المطلوب مع حجز المركبة وكتابة تعهد ودفع غرامة مالية عالية من أجل ردع الآباء قبل الأبناء ولنحمي المجتمع وأرواح أبنائه من عبث العابثين وطيش الطائشين وسوء تصرف الآباء والأمهات.
مرة أخرى أكرر شكري وتقديري لمدير مرور حائل ومعه كل المخلصين بمواصلة حملة التأديب ضد هؤلاء الشباب مع عدم الاستجابة لأي واسطة أو شفاعة من أي مسؤول كان أو صاحب وجاهة أو مكانة في المنطقة؛ حتى تؤتي الحملة ثمارها وتحقق أهدافها.

ناصر بن عبد العزيز الرابح -حائل

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved