|
انت في"متابعة " |
|
رحل عن دنيانا الفانية المربي الفاضل والشيخ الجليل المغفور له - إن شاء الله - عثمان بن ناصر الصالح.. هذا العلامة الذي كرس أيام حياته لخدمة دينه وأبنائه ووطنه، فقد درس على يديه عدد من الأمراء والمسؤولين الذين تقلدوا عدداً من المناصب في الدولة إلى أن توفاه الخالق جل وعلا، وهذه حال الدنيا وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام.. إن شيخنا الفاضل كان مناراً في التربية والتعليم والأدب والثقافة.. وكان المغفور له - بإذن الله تعالى - يتمتع بشعبية كبيرة من محبيه سواء في شمال الوطن أو جنوبه وشرقه وغربه، وكان إنساناً متواضعاً يحتضن الصغير ويولي الكبير من أبنائه وإخوانه المواطنين جل الرعاية والاهتمام ممن يلتقي بهم في أسفاره الداخلية أو في منزله العامر. وكان الجميع حريصاً جداً على الالتقاء به والاستئناس بآرائه وأفكاره النيرة.. لقد جمعتني بشيخنا الجليل - رحمه الله - مصادفة أعدها من المصادفة المباركة، ولِمَ لا؟ وقد شرفت فيها - آنذاك - بلقاء المربي الفاضل - طيب الله ثراه - التي كان فيها من الفائدة الشيء العظيم إبان زيارته - رحمه الله - لمدينة عرعر قلب الشمال النابض، وكانت تلك الزيارة لشيخنا الجليل بدعوة كريمة من الأديب والشاعر الأستاذ القدير سلمان بن محمد الفيفي - رحمه الله - عندما كان مديراً للمعهد العلمي بعرعر آنذاك.. فقد سعد الجميع من الأدباء والتربويين والمثقفين في مدينة عرعر والمدن المجاورة بلقاء المربي الشيخ عثمان الذي كان يحل ضيفاً عزيزاً على أخيه الأديب الأستاذ سلمان بن محمد الفيفي رحمهما الله جميعاً، وجعل كل ما قدماه ويقدمانه للوطن وأهله في ميزان حسناتهما إن شاء الله تعالى.. وحقيقة إنه من حلاوة ذلك اللقاء أن حرص الجميع في مدينة عرعر على أن يمدد شيخنا الفاضل زيارته إلى المنطقة لتعم الفائدة، وقد استجاب لهذا المطلب لكونه يرى أنه بين إخوانه وأبنائه في هذا الجزء الغالي من بلادنا.. فله منا الدعاء أن يتغمده المولى بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |