Sunday 2nd April,200612239العددالأحد 4 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"مقـالات"

من يزرع (الألغام) في طريق (الأقلام)..؟!! من يزرع (الألغام) في طريق (الأقلام)..؟!!
حمّاد بن حامد السالمي

* أعود اليوم للكلام؛ انطلاقاً من ذلك اللقاء الذي جمع وزير التربية والتعليم ونائبيه وعددا من قياديي وزارته؛ بعدد من كتاب وكاتبات الرأي في الصحافة السعودية؛ في نهاية شهر يناير الفارط.
* سمعت واحداً من الزملاء الكتاب من الجالسين عن يميني؛ يتحدث بعد أن أخذ دوره في الكلام، سمعته ونسيت اليوم من هو - ليعذرني - فقد طرق موضوعاً في غاية الأهمية، فهو يتساءل في صيغة تجمع بين التقرير والتنكير، والتعجب والتّلجُّب، قائلاً ما معناه: من يسعى للتشكيك والدس؛ بين وسائل الإعلام وأقلامها؛ وبين كثير من الجهات الرسمية في بلادنا؟!!
* إنه سؤال صريح جريح؛ يمكن أن يظهر بأكثر من صيغة في هذا السياق التنافري الحاد، الذي يسعى فيه بعض المنتفعين في بعض الجهات والمؤسسات، إلى التحريض ضد العمل الصحافي بالعموم، هذا إذا لم يتوافق مع رغباتهم، ويحقق لهم أهدافهم، ومنها السكوت على التقصير الحاصل في الأداء العام، والتغاضي عن حق المواطن؛ في المطالبة بأخذ فرصته كاملة؛ من كافة الخدمات العامة التي وفرتها له دولته؛ بأغلى كلفة، وفي كل قطاع خدماتي واجتماعي وإنساني.
* مثال على ذلك: من يبعِّد المسافة؛ ويوسع الفجوة؛ بين الكتاب في الصحف، وبين مصادر صنع القرار في بعض المؤسسات العامة..؟!
* ومن يولد الريبة، ويصنع الشك بين جهات كثيرة؛ وبين بعض وسائل الإعلام..؟
* ومن هو مهتم بإبعاد الصحافة والصحافيين؛ عن مؤسسات رسمية قائمة على خدمة المواطنين، ولها صلة يومية بأكبر عدد منهم..؟
* ومن هو صاحب المصلحة؛ في توتير العلاقة؛ بين قياديين في مؤسسات كبيرة؛ مثل الشؤون الإسلامية، والتربية والتعليم، وهيئات الأمر بالمعروف، والعمل وغيرها؛ وبين وسائل الإعلام وكتاب الرأي فيها..؟!
* ومن يستغل منابر مؤسسة عامة يعمل فيها؛ للتشكيك في وطنية كتاب الصحف، بل ويتهم (علناً) بعض من يكتب فيها مع وطنه ومجتمعه؛ وضد الإرهاب وأدواته القاتلة، وضد دماه البشرية التي تحرك عن بعد؛ بأنه (إرهابي)..! يذكي روح الإرهاب، ويسهم في تفريخه..!! هكذا..!! لا أدري كيف يحدث مثل هذا..؟!
* بل.. من هم أولئك المتخصصون في زراعة الألغام؛ بين كثير من الجهات وأصحاب الأقلام؟!
* لا يمكن أن تتفرع الإجابة، وتتوزع الإصابة؛ حتى تضيع الأَرْشة بين أكثر من جهة.. ليس هناك في هذا الجو القاتم؛ سوى الإعلام الأسود؛ الذي يولد في الظلام، وينمو في الظلام، ويعمل في الظلام، ويظل يجهد لإبقاء كل شيء في الظلام؛ حتى تتحقق له أهدافه بعيداً عن الأعين..!
* الفكر الظلامي هو الذي يزرع الشك، ويولد الريبة، ويقفل الأبواب المشرعة، ويسد النوافذ المفتوحة، ويبني سدوداً من الأوهام بين فكر النور وفكر الظلام.
* وزارة الشؤون الإسلامية - على ما يبدو لي - تحررت من قيود التوجس الذي لازمها سنوات، ففتحت أبوابها ونوافذها لنور الكلمة الناقدة البناءة، القابلة للأخذ والرد في النور، وقد رأينا كيف تستقبل ما يكتب ضدها من نقد، بروح الراغب في الاستفادة، الباحث عن الحقيقة، الساعي إلى الشفافية في كل صغيرة وكبيرة، فوزيرها سعى إلى لقاء مجموعة من الكتاب ليسمع منهم، وليقول ما (يعتقد)، وما ترى وزارته؛ في مسائل طالما تناولتها أقلام الكتاب في الصحف.
* والحال بدا كذلك في وزارة التربية والتعليم مؤخراً، فهي لم تعد تكتفي بتخريج الكتاب والمثقفين فقط، من مدارسها في التعليم العام؛ ولكن معظم الكتاب في الصحف؛ ممن ينتقد أداءها اليوم، هم من منسوبيها البارزين، ومن ضمن موظفيها الكثر، فهي أرادت أن تقول لهؤلاء ولمن يقرأ لهم: إنها تقدر الكلمة، وتحترم دورها، وترغب في سماع صليل الأقلام الناقدة حتى ولو كانت ضدها.
* جهات كثيرة سبقت التربية والتعليم، والشؤون الإسلامية؛ في الخروج من دائرة الشك إلى فضاء اليقين، فلم يعد للنفعيين من الكهفيين والظلاميين؛ وقت جديد لممارسة السيطرة على الأجهزة؛ تحت طائلة التوهيم والتقديس؛ لأنه لا قداسة لجهة ما أو شخص ما، ولأن للصحافة وأقلامها دوراً تنموياً لا بد أن تنهض به، حتى لو جاء ذلك على حساب المنافع الشخصية لبعض المشككين والمنفرين، الذين لا يسعدهم أن يروا جسور الحوار قائمة؛ لتربط بين هذه الجهة وتلك وكتاب الصحافة.
* وما بدر من توجه جديد في سياسة وزارتي التربية والتعليم والشؤون الإسلامية؛ هو في حقيقته وجوهره، ترجمة حقيقية لما نادى به خادم الحرمين الشريفين (الملك عبدالله بن عبدالعزيز) من قبل، من ضرورة تفشي الشفافية في كل جهة من جهاتنا؛ إن قولاً أو عملاً، ثم عزز هذا التوجه الجميل - حفظه الله - بتوجيه آخر إلى كافة الوزارات والدوائر والمؤسسات، بضرورة وأهمية الرد على كل ما ينشر في الصحف من مقالات، أو مواد إعلامية تُعرض على كل الناس مكتوبة أو مرئية أو مسموعة؛ ثم يتابعونها بكل حرص واهتمام؛ ليروا نتائج هذه المعالجة أو تلك، فلا يرون أمامهم أكثر من سراب في سراب، خلقته سياسة الإعلام الأسود المتفشي بيننا؛ على طريقة: (كلام جرايد)، و(خل أذنك.. واحدة من طين، والثانية من عجين)، وهكذا ظلوا يفعلون.
* لماذا لا تستفيد هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من التجربة السابقة للشؤون الإسلامية والتربية، فتأذن لإذابة جبال الجليد الفاصلة بينها وبين وسائل الإعلام؛ ومن يكتب فيها من أصحاب الأقلام..؟!!
* إن لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ كل الحق في عرض برامجها، وشرح طريقة عملها في الميدان؛ خاصة وأنها تتعامل مع كل الناس في الشارع العام، ومن حق الصحافة ومن يكتب فيها، الاطلاع على هذه البرامج، ومعرفة كيفية تنفيذها، ثم نقدها بما يحقق المصلحة العامة في نهاية الأمر، إذ ليس هناك من مصالح خاصة في المفهوم العام للمصلحة العامة المتوخاة؛ من قبل الدولة في كل قطاعاتها.

fax 027361552

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved