إن محافظة (ثادق) التي تقع على مسافة ما يقارب 140 كم شمال غرب الرياض والتي تقع على مفترق طرق بين محافظات سدير والوشم وحريملاء ورماح والتي (لها عهد مع الكفاح قديم) كما أشار إلى ذلك الشاعر والأديب الشيخ عبد الله بن خميس، تشكو في هذا الوقت الزاهر من صدود بعض أبنائها الذين لديهم المقدرة على النهوض بها فعندما يزورها الزائر من غير أبنائها يلاحظ حاجتها إلى كثير من المشاريع أسوة بما شمل جميع محافظات المملكة وخاصة المحيطة بها.
ونحن نعلم علم اليقين أن هذا الأمر ليس تقصيراً من ولاة أمرنا وحكومتنا الرشيدة وفقها الله وسدد خطاها لما فيه الخير وخاصة أمير منطقة الرياض البار بمنطقته سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز وسمو نائبه وسمو وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير متعب بن عبد العزيز وسمو نائبه، فهؤلاء لا شك أنه عندما تصلهم احتياجات المحافظة ويتصل بهم من يطلعهم على أهمية تلك الاحتياجات وعدم توافرها في المحافظة فإنهم لن يترددوا في توجيهاتهم للمسؤولين بضرورة الإسراع في توفير تلك الاحتياجات في تلك المحافظة فقد شملوها هذا العام بالعديد من الطرق الزراعية والتوصيلات المهمة المزدوجة شمال وجنوب وشرق وغرب المحافظة، وكذلك عدة مشاريع منها اعتماد معهد تدريب مهني ومحطة تقوية بث إذاعي ولم يبق إلا همة المسؤولين عن التنفيذ وخاصة ما يخص وزارة النقل والمؤسسة العامة للتدريب الفني، وبلدية المحافظة وكذلك وزارة التربية والتعليم لتعزيز نشاطها في المحافظة بضرورة افتتاح كلية للبنات ومكتب إشراف وكذلك وزارة المالية التي نرجو منها افتتاح مكتب لرعاية شؤون أصحاب العوائد في المحافظة واشتراك مندوبها فيما يخصها، فالمندوب الآن يحضر من المحافظات المحيطة بها، وكذلك وزارة الشؤون الاجتماعية التي نرجو منها افتتاح مكتب للضمان الاجتماعي لتسهيل صرف الضمان لسكان المحافظة ومراكزها.
نعود إلى ما بدأناه من آثار الصدود الذي تعانيه المحافظة من بعض أبنائها فهؤلاء ليسوا قليلين لا عددياً ولا معرفياً ولا مادياً ولا وجاهة، بل إنهم ولله الحمد يتمتعون بحس وطني شامل ونحن نطلب منهم أن يخصصوا جزءاً من هذا الحس الوطني لمسقط رؤوسهم وبقدر ما يبذل الإنسان في مسقط رأسه فإنه يقدم أكبر خدمة لوطنه الشامل ويكون قدوة حسنة لغيره، فعلى سبيل المثال عندما ينشئ له مقراً في محافظته يليق به وبها فإنه بذلك يقدم أكبر خدمة فهل الأوطان تبنى إلا على سواعد أبنائها ومشاركاتهم وحضورهم لمشاريعها واحتفالاتها والتشاور مع المسؤولين في المحافظة من كافة القطاعات، واطلاع ولاة الأمر على ما يهم مواطنيهم فإنني أجزم بأن ولاة الأمر يفرحون بذلك كل الفرح ويقدرون لأبناء أية محافظة حسهم الوطني الخاص والعام فأبواب ولاة الأمر ولله الحمد مفتوحة ومشرعة لكل من يريد أن يخدم وطنه ويساعد على ذلك ونهيب بكافة أبناء المحافظة المشاركة والحضور وتفعيل دورهم.
ولا شك أن المحافظة ينقصها الكثير من الطرق الداخلية التي تحتاج إلى تحسين وضع، أو الزراعية التي تسهل على المواطن الوصول بمنتجاته إلى مختلف أنحاء المحافظة ومراكزها بسهولة ويسر عبر طرق معبدة تخدم كافة أنحائها أو ربطها بالطرق السريعة بطرق مزدوجة منفذة على أحسن وجه.
ولا ننسى في هذا الطرح الإشادة بالنفر القليلين الذين دعموا المحافظة بالمساهمة في مشروعاتها وعلى رأسهم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الموسى والشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن الحمدان والشيخ عبد الرحمن الجريسي وكذلك الشيخ محمد بن صالح بن سلطان غفر الله له ولوالديه وكل من ساهم مادياً أو معنوياً أو حضورياً في نشاطات المحافظة ولا ننسى جهود المسؤولين في المحافظة وخارجها ونخص منهم المحافظ وفضيلة القاضي ورئيس البلدية السابق محمد بن حمد الزيد الذي له بصمات واضحة في المحافظة، ولو أن أهل المحافظة كانوا يطمعون في أكثر من ذلك ولكن الأمل إن شاء الله معقود بالله ثم برئيس البلدية الجديد الأستاذ فهد بن منير المخلفي الذي باشر العمل منذ أيام فنرجو أن يكون خير خلف لخير سلف وأن يكمل ما بدأه سابقه وأن يتغير على يديه وجه المحافظة إلى الأحسن فنحن بلا شك نلمس منه النشاط ونرجو أن يستمر على ذلك، وهناك ملاحظة أود توضيحها وهي حاجة بعض الجهات الرسمية مثل المحافظة والبلدية والمستشفى وبعض الدوائر الحكومية إلى مقار رئيسية لها تكون لائقة بمكانتها وتكون على شوارع رئيسية، وهناك عدة أماكن نرى أنها مناسبة لتكون مواقع دوائر حكومية.
هذا ما أردنا طرحه، كما نزجي شكرنا وتقديرنا إلى مجلس المحافظة والمجلس البلدي بمناسبة بدء اجتماعاتها، سائلين العلي القدير أن يجعل الخير على أيدي العاملين المخلصين.
|