Saturday 1st April,200612238العددالسبت 3 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

مستعجل مستعجل
واقعنا الطبي.. اليوم وأمس..
عبدالرحمن سعد السماري

إلى سنوات ليست بعيدة.. كان الطب لدينا دون المستوى المطلوب.. وكانت الإمكانات الطبية بسيطة.. وكانت المسألة.. عبارة عن عيادات خاصة.. ومستوصفات بسيطة.. وعيادات في مستشفيات حكومية بإمكانات بسيطة أيضاً..
** وعندما أقول.. قبل سنوات.. أعني قبل عشرين أو ثلاثين سنة.. إذ إن المستشفيات داخل الرياض كانت قليلة.. وكان نجمها.. مستشفى الرياض المركزي.. إلى أن توسعت المستشفيات وتعدَّدت وتشعبت تخصصاتها.. وأصبحت لدينا مستشفيات ضخمة متخصصة.. فهذا في الأمراض الصدرية.. وهذا في أمراض العيون.. وآخر في الأنف والأذن والحنجرة.. وآخر في أمراض القلب.. ومستشفى للولادة.. ومستشفى للأطفال.. ومستشفى للأمراض المستعصية.. هذا غير المستشفيات الضخمة الأخرى التي تجري عمليات جراحية نادرة ومعقدة.. مثل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني ومستشفى القوات المسلحة ومستشفى قوى الأمن ومستشفى الملك خالد للعيون ومجمع الرياض الطبي ومستشفى الأمل ومستشفى اليمامة وغيرها.. وإلى جانب هذه المستشفيات الحكومية العملاقة.. هناك أيضاً.. مستشفيات أهلية كبرى.. لها دورها وحضورها.. ولها إسهامها في الخدمات الصحية.
** ثم جاءت مراكز صحية متطورة استحدثت في السنوات الأخيرة.. استقطبت عشرات الأطباء البارعين من ذوي التخصصات الطبية المتفوقة النادرة.. فنجحت هذه المراكز في تقديم خدمات طبية متطورة للغاية.. وفوق استقطابها للقدرات الطبية من الداخل والخارج.. فقد سخرت أحدث الأجهزة الطبية العالية في خدمة الناس وجعلتها في متناولهم.. وأمامنا عشرات الأمثلة لتلك المراكز الطبية المتطورة في الرياض ولا يمكننا هنا.. الاستشهاد ببعضها.. حيث إنها كثيرة ومنتشرة في كل مكان.. بل إن بعضها تخصص في ميدان معين وفي تخصص طبي خاص.
** قبل سنوات.. كانت العيادات الطبية تنتشر في الشوارع.. داخل شقق وكانت الناس تذهب للطبيب في شقته وتمسك (سرا) لساعة وساعتين أو ثلاث.. ويكتفي الطبيب بفحص المريض فحصاً (سريرياً) سريعاً بالسماعة.. وقد يقيس ضغطه ثم يعطيه روشتة فيها ثلاثة أو أربعة أو خمسة أصناف دواء.. دون تحليل أو فحص أو سؤال عن سبب المرض.. وكان لا يوجد في الرياض.. سوى مكان واحد للتحليل (مختبر أهلي) والباقي.. كله حكومي.. وكان الناس يعرفون هؤلاء الأطباء واحداً واحداً.. بل إن أكثر هؤلاء الأطباء.. كان طبيباً عاماً.. وكان الناس يعرفون مثلاً طبيب الباطنية فلان.. والأنف والحنجرة فلان، والأسنان فلان.. والصدرية فلان.. والقلب فلان فقط.. وكانوا ينتشرون أكثرهم في شارع الوزير.. وشارع الخزان.. والديرة وما حولها فقط..
** واليوم.. توشك أن تنتهي العيادات الخاصة ما عدا.. مَنْ سعى لتطوير العيادة إلى مجمع عيادات وأوجد فيها أطباء وتخصصات ومختبراً وأشعةً ولوازم طبية متقدمة.
** وبالأمس.. كان (الإسعاف) أو الطوارئ الوحيد في الرياض.. هو (المركزي) أو (الشميسي) فقط.. فمن أُصيب أو مرِض أو أُغمي عليه.. أو تعرض لشيء مفاجئ (طاروا) به للشميسي فقط.
** واليوم.. في الشارع الواحد.. عدة مستوصفات كلها مجهزة لاستقبال حالات الطوارئ.. ولديها قدرة للتعامل معها كتعامل أولي وإسعاف المصاب أو المريض أو المغمى عليه.
** اليوم.. لو زرت مستشفى مثل مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني (شرق الرياض) لوجدت نفسك داخل مدينة عملاقة.. فيها شوارع وسكان ومساحات ومبانٍ ضخمة.. وحدائق ومرافق.. ومراكز طبية متخصصة.. ولو زرت فقط.. قسم الطوارئ بهذا المستشفى.. لوجدت نفسك داخل مستشفى ضخم للغاية.. ويكفيك.. أن تنظر إلى مواقف السيارات حوله.. كم فيها من سيارة.. وكم في الخارج من سيارة تنتظر.
** أرتال بشرية لا تصدقها داخل قسم الطوارئ.. هذا.. وكل هؤلاء يجدون خدمة طبية متطورة.. وكل هؤلاء.. يحصلون على ما يريدون (فهذا) من منسوبي الحرس الوطني.. وهذا مواطن تَفَضَّلَ عليه ولاة الأمر لعلاجه في المستشفى.. وهذا مواطن مقتدر دفع قيمة الكشف.. فأُتيحت له الفرصة.. وهكذا.. الكل يدخل في هذه المدينة.. والكل.. يُعالج..
** وهكذا لودخلت مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض.. فستجد مدينة طبية أخرى عملاقة.. ومثلها.. مستشفى القوات المسلحة.. ومستشفى قوى الأمن.. ومجمع الرياض الطبي.
** هذه نبذة تاريخية سريعة عن واقعنا الطبي.. اليوم.. وأمس..

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved