شحارير علت في الطلح غصناً
تُرَدِّد في ذرى الأدواح لحنا
فأطربت النفوسَ مرنَّماتٍ
ولا عيبٌ علينا إن سكرنا
يقول البعض من طربٍ تغنِّي
وبعضٌ ظنَّ هذا اللحن حُزنا
ولكنّ الربيع له رُواءٌ
خزامى نبتِهِ تزداد حسنا
فما الشحرور إلا في غناءٍ
بواحاتٍ سقاها الله مُزنا
لذا غنى بإطرابٍ وصوتٍ
يردده لنا فَنّاً فغنَّا
(كزيدٍ) حين صاغ لنا شعوراً
بشعرٍ من بلاغته استفدنا
تمنته العذارى في صدورٍ
عقوداً يا (ابن فياض) لمعنا
ولم أرَ كالقريض غداة نحتٍ
له في الفكر إمَّا طابَ معنى
له الأصحاب أهل حِجَى وعلمٍ
إذا نثروا دراريهم لقطنا
على يمناه ذو شرفٍ وفضلٍ
به وبهم على شرف سعدنا
ونحن ببيتِ ذي كرم ونبلٍ
بنادٍ في (مربعه) جلسنا
أخيراً شيخنا في كل شهرٍ
بأي زيارة أخرى فعدنا
(وزيدُ) الشعر يوم شدا بشعرٍ
بدا سبباً لذلك فاجتمعنا
يصور (بندرٌ) هذا بقولٍ
به ياشيخنا الوافي هَزَجْنا
وإن يك ليس ذا صوغٍ لنظمٍ
وما اتخذ القريض لديه خِدْنا
ولكن يا (حقيلُ) أَمَرْتَ أمراً
له يا شيخنا القاضي خضعنا
أرانا يا (ابن فياضٍ) حرينا
وفي دنيا القريض لقد أفضنا
فإن تك قد أجدت لنا نظيماً
فما في سبكه يوماً أجدنا
كذا حكم الحكيم (أبو كريمٍ)
ولم أكُ أو سواي بذا حكمنا