كما هو معلوم للعموم أن النطاق الإداري لمنطقة القصيم يتجاوز في بعض جهاته دائرة قطرها لا يقل عن 550 كم، وأن التعليم الجامعي للبنات يتركز في المدن الرئيسة وأن بعض أولياء الأمور (لا يصلون الفجر والظهر والعصر) في بلدانهم. قد يصل أحدهم الرياض من القصيم خلال 3.5 ساعات على أكثر تقدير، لكن الطرق الفرعية بين مدن وقرى المنطقة، وغالبها طرق تمر من خلال القرى والمدن والمزارع، لا تزيد السرعة على 30 كم أحياناً، هذه المسافات تحتم ضرورة التواصل بين الطالبة وذويها في ذهابها وإيابها للأسباب التالية:
السبب الأول (أ) أن النقل الجماعي (والمقصود بالجماعي هنا المجموعات) لطالبات والمعلمات أُصيب بسمعة سيئة للغاية، لما نتج عنه من حوادث متكررة مؤلمة (ب) تخلى الكثيرون من متعهدي النقل الجماعي بصورة شخصية مع الطالبات عن اتفاقياتهم لتأخرهن عن دفع أجور النقل بسبب تأخر صرف المكافآت في أحسن الحالات أكثر من ثلاثة أشهر، وفي بعض الكليات لم تصرف مكافآت الطالبات منذ العام الدراسي الماضي 1425 - 1426هـ وحتى تاريخه. مما اضطر الكثيرون من أولياء الأمور لتولي تأمين نقل بناتهم أو زوجاتهم أو أخواتهم. يترتب على انتقال الطالبة مسافة تزيد على 200 كم في الاتجاه الواحد. قلق ذويها في ذهابها وإيابها. سواء كانت ضمن نقل جماعي خاص أو بسيارة (باص الكلية) أو مع أي من أولياء أمرها.
السبب الثاني: أن بعد المسافات بالضرورة يتطلب الاتصال بالطالبة ألا تقلق على ولي أمرها وما قد يعتريه من مخاطر الطريق في حال حدوث ما قد يؤخر وصوله أو وصول واسطة النقل لأي سبب (تبديل إطار) خلل في المركبة وغيره من المؤخرات، أو التعرض لما قد يؤدي به إلى العجز عن الاتصال لأي سبب نفسي أو فني. مما قد يبقيها في الكلية حتى يتنبه ذووها لعدم وصولها في موعد وصولها المعتاد.. دون معرفة السبب وبذات الأهمية اتصال الطالبة بذويها أو بمن يؤمن إعادتها إلى المنزل في حال تأخر ولي أمرها أو متعهد نقلها لأي سبب.
الكليات تفتقر إلى وسائل الاتصال الكافية، فكلية تعداد طالباتها بين (800 إلى 1000) 80% من مجموع الطالبات من خارج مدينة المقر. وعلى الرغم من أن العدد من الطالبات يحتاج إلى ما لا يقل عن (50) خطاً لتأمين استقبال واتصال الطالبات مع ذويهن. فلا يوجد إلا تليفون واحد لدى (بواب الكلية) يشغله في الغالب بالسؤال عن سهم هذه كم وصل سعرها، وسهم هذه بكم معروضة.. إلخ. ويتكرم على مخاطبه إذا لم يؤجل الرد عليه حتى ينهي مكالمته ويطمئن على حركة السوق عند الإقفال. وعلى الرغم من هذا وأهمية ترقى إلى درجة الضرورة لوجود أجهزة الجوال مع الطالبات. نجد كليات التربية للبنات ولا ندري هل هو تصرف من الكلية أم تعليمات عامة للكليات. تمنع دخول الجوال للكلية بدون تفرقة بين هذه آتية من مسافة بعيدة أقلها (50) كم، وأبعدها لا يقل عن 200 كم للاتجاه الواحد، فالطالبة القادمة من أوضاخ في جنوب القصيم إلى بريدة، وشمال منطقة قبة في الشمال الشرقي، وقرى تبعد 250 كم واقعة على طريق القصيم المدينة ليست كالتي ساكنة بمدينة مقر الكلية.. تقوم الكلية بسحب الجهاز بكامله بما فيه الشريحة من الطالبة، قد نحسن الظن في عدم استعماله، لكن لا يمكن أن نحسن الظن بتصرفات مسؤولات الكليات بالانصراف حالما يحين الوقت دون الاهتمام ومعرفة مصير الطالبة التي سحب جوالها، هل وصل ولي أمرها؟ أم لا تزال في الكلية تستمطر الصدف، فالكلية تسحب الجوال حينما تجده أو تشاهد إحدى الطالبات تكلم ولي أمرها لتتأكد من وصوله، فأي عميدة أو مشرفة على شؤون الطالبات أو مشرفة متابعة أو معلمة أو إدارية تستطيع أن تنسب لنفسها أنها اهتمت بطالبة سحب جوالها حتى وصل ولي أمرها، يسحب الجوال لأن الطالبة اتصلت تطمئن على أن والدها قد وصل باب الكلية، بينما العميدات والمشرفات والإداريات والأستاذات في الكلية وحتى الخادمات والفراشات يستعرضن موديلات ومزايا جوالاتهن! من بلوتوث وكاميرات، يمكن بل من الضرورة منع أجهزة الجوال ذات الكاميرا والبلوتوث على جميع من هو داخل حرم الكلية منعاً باتاً لا يقبل الاستثناء والنقاش والتأويل، حيث إن حسن وسوء الاستعمال، ووازع الخير والشر، وحسن الأخلاق، وسوء الأخلاق، ليست وقفاً على الشباب والشابات والطلبة والطالبات. هي نوازع بشرية تنازع النفس في كل حين ولحظة. وضرورة أن تكون أجهزة الجوال المسموح بها عادية جداً لكل من داخل حرم الكلية. على أن تغلق إغلاقا تاماً حتى نهاية المحاضرات أو الضرورة القصوى فقط.
|