التعليم مهنة عظيمة نسبها الله عز وجل لذاته الشريفة فقال عز من قائل: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا}31)) سورة البقرة. كما اختارها عز وجل لأفضل خلقه وهم الأنبياء والمرسلون، فقال تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ}(151) سورة البقرة. وقال تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ} (129) سورة البقرة. فالأنبياء والمرسلوم مهمتهم التعليم والتربية الحسنة، ويزكيهم أي يربيهم على الفضائل الحميدة، والأخلاق الحسنة، فمتى اجتمع العلم والخلق في إنسان حاز على أعلى المراتب.
وهذا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان معلما ومربيا للصغار والكبار، فتارة يعلم بالإشارة، وتارة بالتنبيه وتارة بالرسم على الأرض للتوضيح، وتارة بضرب الأمثلة، ولا يخفى على كل لبيب طرقه المتنوعة في ذلك صلى الله عليه وسلم.
ولذلك أخطأ من قال: إن التعليم مهنة من لا مهنة له. فالناظر في تاريخ الأمم والشعوب يرى أن الأمم لا تتقدم ولا يعلو شأنها ولا مجدها إلا باهتمامها بالعلم والعلماء، وحرصها على التربية الحسنة، وزرع القيم والمبادئ في نفوس أبنائها، وربط التربية بالتعليم.
فالتربية والتعليم أساسيان في عملية البناء، والأمة الإسلامية ما قامت حضارتها الشامخة إلا على هذا الأساس، أساس العلم والتربية الفاضلة فاستنار بنورها العالم كله، واستفاد من علومها وقيمها كل البشر، لأنها بنيت على علم وتربية قادها خير المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم فاستحقت أن تكون خير أمة أخرجت للناس، فهي أمة رسالة، أمة علم، أمة تربية، أمة رحمة، أمة قيم ومبادئ يهتدي بها الناس أجمعون.
فالتربية والتعليم كجناحي الطائر فلا يتصور أحدهما دون الآخر، كما أنه لا يتصور أن يطير الطائر بجناح واحد، فالعلم بلا تربية كالجسد بلا روح، وصورة بلا معنى. فإذا حدث قصور في أحدهما إما التربية أو التعليم حصل الخلل في المسيرة لدى الأمة، وانحرفت عن نهجها وأهدافها، ونتج عن ذلك حدوث المشاكل. وأن ما نشاهده هذه الأيام من تفش للجهل، وضعف في مخرجات التعليم، ونشوء الاختلافات، وذهاب روح العلم والمعرفة، وانحلال في القيم والأخلاق، وظهور لمظاهر مخالفة للشرع، وسوء في استخدام الأجهزة والتقنية ووسائل الاتصال الحديثة، وانتشار للأفكار الهدامة المضللة سواء أكانت تطرفية أم انحلالية، كل ذلك سببه ضعف التربية، لأن كثيرا من المجتمعات اهتمت بالعلم المجرد من التربية، فصارت العلوم جافة بعيدة عن روحها وآدابها، فوقع الخلل في مخرجات التعليم وفي سلوكيات الناشئة.
فصار الاهتمام بالمناهج ووسائل إيصال المعلومة والتقنية الحديثة والبيئة التعليمية - وإن كان هذا حسنا ومطلوبا لمواكبة العصر - إلا أنه قد أغفل جانب التربية، فترتب على ذلك الفوضى العارمة وحدوث التصرفات غير المنضبطة والسلوكيات الشاذة، والانسلاخ من الأخلاق والقيم والمبادئ.
وقد أحسن من قال (وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة). ومن هذا المنطلق فمتى أردنا أن نرتقي بالمجتمعات عامة، وبمجتمعنا خاصة، فلابد من تربية جادة تتضافر فيها جميع الجهود المبذولة، وذلك بتلمس مواقع الخلل، ومن ثم وضع الأهداف، ورسم الخطط، والعمل الجاد المتواصل، وسعي كافة فئات المجتمع على تحقيقها، بدءا من الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات والمؤسسات التربوية والإعلامية وجميع الدوائر الحكومية، فمتى تضافرت جهود المجتمع كله تم الوصول إلى تحقيق الأهداف، واستطعنا أن نحدث نقلة نوعية في التربية والتعليم، فنحن مجتمع متكامل في سفينة واحدة.
فمتى يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبني وغيرك يهدم |
ومن ثم ننشئ جيلا له أهداف وتطلعات، يسمو بروحه عن سفاسف الأمور، ويسير على منهج واضح صحيح، له قيم ومبادئ لا تتغير ولا تتزعزع بتغير الزمان والمكان، فأينما ذهب وبمن اختلط لا يتأثر بل يؤثر، ننشئ جيلا محصنا من كل فكر دخيل عليه، أو عمل شائن يدعى إليه، له شخصية بارزة واضحة يعتز بها، محبا لدينه ووطنه، عاملا مجتهدا لنصرته، مسخرا قدراته وطاقاته بما يعود عليه وعلى وطنه بالنفع، متزنا وسطا في أفكاره وأطروحته ومعاملاته فلا إفراط ولا تفريط، ولا يتم هذا إلا بالتوازن بين التربية والتعليم. وإن أولى الخطوات العملية البناءة في طريق نجاح مخرجات التربية والتعليم هو الاهتمام بالمعلم.
فالمعلم هو أحد أهم محاور العملية التعليمية والتربوية، فهو الذي يملك أعظم المهن إذ تتخرج على يديه جميع المهن الأخرى. ويتبين ذلك من حرص المسؤولين على إيجاد المعلم الناجح فتم إصدار (ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم)، وقبل ذلك صدر من مكتب التربية العربي لدول الخليج إعلان المكتب لأخلاقيات مهنة التعليم، وأقره في مؤتمره المنعقد عام 1405هـ بالدوحة. وجميع هذه المواثيق تؤكد على أهمية دور المعلم كونه صاحب رسالة، ومهنته ليست كبقية المهن لعظم شأنها ودورها في بناء الأمة. ووجود مثل هذا الميثاق الذي وافق عليه المقام السامي والمعلم بهذه الجريدة الغراء عدد 12193 بتاريخ 16-1-1427هـ لهو الدليل على اهتمام ولاة الأمر بالتعليم، ودعمهم ومؤازرتهم له، حتى يكون المعلم مؤهلا للقيام بهذه المهنة على الوجه الصحيح، ويقوم بدوره كما هو في الميثاق ويستشعر عظم المسؤولية الملقاة على عاتقه، ويعلم أنه ليس كبقية الموظفين.
لقد هيأوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل |
وقد قيل (أعطني معلما ناجحا، أعطيك أمة ناجحة). فإيجاد المعلم الناجح، المعلم الذي نريده يتطلب منا التضحية، والدعم المالي والاجتماعي والإعلامي، وتضافر جميع جهود الدولة في إعداد المعلم، وتوفير المناخ الملائم له والاهتمام بهن فإن في نجاح المعلم نجاح المجتمع.. وإيجاد المعلم الناجح يتوقف على ثلاثة محاور أساسية:
المحور الأول: إعداد المعلم للتربية والتعليم إعدادا متكاملا قبل انضمامه لسلك التعليم وأثناء مزاولته للمهنة وذلك يتم حسب الخطوات التالية:
1- على الجامعات والكليات المسؤولة عن تخريج المعلمين زيادة فترة التدريب لمن أراد أن يتخرج معلما، وتكثيف ذلك لمدة سنة دراسية كاملة.
فمن أراد تحمل المسؤولية، ولديه القدرة والدافعية لإتقان هذه المهنة فلا بد أن يضحي، ويتحمل زيادة السنة الدراسية (بدلا من فصل دراسي واحد لا يفي بالغرض) حيث ينفذ الطالب خلال السنة التدريبية دروسا تطبيقية في الميدان، ويدعم بدراسات نظرية ودوريات تدريبية، وبذلك يكون الطريق للوصول للمهنة مكثفا لا يقدم عليه إلا شخص جاد يرغب في المهنة، وتزول فكرة أن التعليم وظيفة من لا وظيفة له.
فالبحث عن الكيف لا عن الكم أمر مطلوب، فإخراج معلم واحد على مستوى عال من الإنتاجية وتحمل المسؤولية أفضل من عشرات المعلمين المحسوبين على التعليم وهم أبعد الناس عنه (وإن كانوا ولله الحمد قلة لدينا).
2- على وزارة التربية والتعليم مسؤولية كاملة في اختيار المعلمين الأكفاء، فيجب إنشاء إدارة مسؤولة عن اختيار المعلمين يكون من مهامها:
أ- عقد دورات تدريبية مكثفة قبل التعيين لا تقل عن شهر، يتم على ضوئها دخول المعلم اختبار القياس والتقويم. وهذا الشهر مع السنة المكثفة في الجامعة تجعل المعلم على قدر كبير من العلم والمعرفة، عالما بفسيولوجيات الطلاب ومراحل النمو وما يترتب عليه من تغيرات، وكيفية التعامل مع كل مرحلة عمرية واحتياجاتها، وبذلك يكون أكثر تأثيرا في طلابه.
فالملاحظ أنه عندما يتخرج الطالب من الجامعة أو الكلية يقحم في الميدان مباشرة ولقلة بضاعته نجد شريحة من هؤلاء ينصدم بالواقع، فيحصل له ردة فعل عن التعليم، ويصاب بإحباط، ويبدأ بالتذمر، وتقل إنتاجيته، وفاقد الشيء لا يعطيه ويصدق عليه قول الشاعر:
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء |
ب- تكوين لجنة للمقابلات الشخصية، فشخصية المعلم عليها دور كبير في التأثير على طلابه وإيصال المعلومة لهم، فكم من معلم ذي علم ومعرفة، وخلله في شخصيته.
فمهمة اللجنة فرز المتقدمين بعد الاختبار، ولابد أن تكون اللجنة متخصصة في المقابلات الشخصية، ولا يكون عملها صوريا.
فالمعلم لابد أن يكون ذا شخصية مؤثرة، ولائقا طبيا ونفسيا للمهنة، سليما من العيوب الخلقية والخلقية والإعاقات الظاهرة مقبول الشكل قدوة صالحة (حسن السيرة والسلوك). فمن تجاوز ذلك يمنح له (رخصة التعليم)، وهي الرخصة التي تؤهله لممارسة مهنة التعليم. وما سبق هو إعداد للطالب قبل تعيينه معلما.
3- ومن إعداد المعلم أثناء مزاولته للمهنة تكثيف الدورات التدريبية المتخصصة بأداء عمل المعلم والمتعلقة ببناء ذاته وتطويرها، وبطرق الأداء، ويلزم المعلمون بالالتحاق بهذه الدورات، وتشكر إدارة التدريب التربوي بتعليم الرياض على تفعيل هذه الدورات التي لمسنا نتاجها ونفعها في الميدان.
4- عقد اختبار كفايات كل خمس سنوات لتجديد رخصة التعليم وتشتمل هذه الاختبارات على آخر ما توصلت إليه العلوم والدراسات والبحوث التربوية في قضايا التربية والتعليم مع ضرورة تقديم البحوث والدراسات من قبل المعلم قبل دخول الاختبار، وتقام دورات مسائية لمدة أسبوع للمعلمين الراغبين في التقدم للاختبار.
5- وضع خطة خماسية للمعلمين الحاليين، وإعدادهم، حتى نضمن بعد خمس سنوات إعداد جميع العاملين في الميدان، وذلك بتكثيف الدورات التدريبية وإجراء اختبار الكفايات للجميع على مراحل خلال خمس سنوات.
المحور الثاني: توفير المناخ الملائم لعمل المعلم داخل المدرسة: وهذا المناخ يساعد المعلم على قيامه بمهامه التربوية والتعليمية بصورة حسنة، وبه نضمن سلامة مخرجاتنا التربوية والتعليمية للطلاب وذلك يكون بما يلي:
1- تقليل نصاب المعلم في التعليم ومراعاة سنوات الخدمة، كي يستفاد من خبرات المعلمين القدامى في التربية والتعليم، وإفادة زملائهم الجدد في التعليم، وإثراء البرامج التربوية في المدرسة. فيبدأ المعلم بنصاب (20) حصة لمدة خمسة عشر عاما، ثم يخفض إلى (18) حصة خلال عشر سنوات، ثم يخفض إلى (16) حصة حتى نهاية خدمة المعلم.
2- توفير الطاقات الإدارية داخل المدارس من مساعدين، ووكلاء، ومراقبين، وكتاب، ومراسلين، ومدخلي بيانات في الحاسب الآلي، وغير ذلك حتى يستطيع المعلم أن يؤدي مهنته الأساسية، وهي التربية والتعليم بتركيز وتفرغ دون تشتت في المهام وإقحام المعلم في عمل ليس من صميم مهامه.
3- تقليل عدد الطلاب داخل الفصل فليس من المنطق وجود ما يقارب (40) طالبا داخل الفصل، ثم يطالب المعلم بمتابعة جميع الطلاب تربويا وعلميا، فالواقع في الميدان غير ما يقال على الأوراق.
فإذا أردنا تميزا في التربية والتعليم والسير في الاتجاه الصحيح لتحقيق الأهداف، فلابد من تقليل أعداد الطلاب داخل الفصول وبالذات في المدن الكبيرة والمزدحمة بالسكان.
4- العمل الجاد على إيجاد قسم في كل مركز أو إدارة، لإنهاء إجراءات معاملات المعلمين في المدارس ومراجعة ما يحتاج من دوائر حكومية، فالمعلم مثله مثل غيره يحتاج إلى تجديد رخصة، أو استمارة، أو استخراج تأشيرة أو غيرها.
فما على المعلم إلا تجهيز هذه الأوراق وإرسالها مع مراسل المدرسة للقسم، والقسم بدوره يقوم بإنهائها وبهذا نقلل من خروج المعلم من المدرسة، ونحفظ له مكانته ومعاناته في مراجعة الدوائر الحكومية.
5- تعريف المعلم بما له وما عليه من حقوق وعقوبات، وهذا من باب العدل حتى يقال للمحسن أحسنت وللمسيء أخطأت، فلابد من إيجاد عقوبات للمقصرين متدرجة تنتهي إلى الاستبعاد من مهنة التعليم، ويطلع عليها جميع المعلمين ويتم توقيعهم بالعلم على ذلك ويكون ذلك من أساسيات وبنود التعيين وبداية العقد والالتزام بالميثاق، فنسخة يحتفظ بها المعلم والأخرى تحفظ في ملفه بعد اطلاعه وتوقيعه بالعلم.
المحور الثالث: الاهتمام بالمعلم أثناء تأديته للمهمة وكذلك بعد تقاعده وهذا يكون ب:
1- إيجاد الحوافز المالية والمعنوية للمعلمين عن طريق إدارات التعليم والوزارة، وإعطاء المعلم حقه في التعيين مباشرة على المستوى الذي يستحقه وسعي الجهات المختصة إلى توفير أكبر قدر ممكن من الرعاية للعاملين في مهنة التعليم، بما يوفر لهم حياة كريمة تكفهم عن التماس وسائل لا تتفق مع مكانتهم ومهامهم لزيادة دخولهم أو تحسين ماديات حياتهم.
2- تقدير المعلم اجتماعيا وتفعيل دوره في المجتمع عن طريق إعطائه المكانة اللائقة به وتفعيل دور الإعلام في إبراز مهامه وفضائله ومقداره ومكانته حتى يصبح المعلم معتزا بمهمته، ولابد من إشراك المعلمين في البرامج التثقيفية والتربوية المعلنة وإيجاد البرامج لذلك.
3- توفير الرعاية الصحية لمنسوبي التعليم بإنشاء المستشفيات الخاصة بهم في كل منطقة وتكون على مستوى عال من الكفاءة والجودة والخدمات، أو تكفل الوزارة ذلك ببرامج التأمين الصحي لمنسوبي التعليم.
4- إنشاء الأندية الرياضية الخاصة بمنسوبي التعليم على غرار الأندية الرياضية لبعض الدوائر الحكومية تحتوي على صالات رياضية متكاملة، وملاعب متنوعة مع أماكن للجلوس والراحة، ومكتبة للاطلاع، وقاعات ومسرح لعقد الدورات والندوات والمحاضرات، كي يكون هذا النادي في كل منطقة شعلة إشعاع رياضي وثقافي يتعدى نفعه إلى كافة المجتمع.
5- تقليل سنوات الخدمة للمعلم فبدلا من 40 سنة تقلص إلى 35 سنة، وهذا سيكون حافزا دافعا إلى العطاء والتميز.
6- الاستمرار على مكافأة نهاية الخدمة للمعلم، وهذا جزء لمكافأة من خرج أجيالا، وسعى في بناء المجتمع وما قدمه لخدمة هذا الوطن وللأجيال من نصح وإرشاد وتعليم وحبذا لو يعاد النظر في زيادتها لتكون دافعا للعطاء، واستمرارا في الخدمة، والاستفادة من الخبرات.
ولابد لنا بعد ذلك من النظر الجاد في هذا الموضوع وليكن من أولويات اهتمام الوزارة والمسؤولين في الدولة، فنحن أمام قضية بناء جيل ومستقبل أمة، ومصير نشء، فلا تتم المساومة فيه، أو التعامل مع التربية والتعليم كموضوع تجاري تحسب فيه الماديات بالآلات الحاسبة. فإذا أردنا مواكبة العصر والحفاظ على هويتنا، وثوابتنا، ومبادئنا، ورغبنا أن نكون هداة هادين النور والهداية للعالم كله فالتضحية بالغالي والرخيص، وتضافر الجهود من جميع أجهزة الدولة طريق ذلك.
* إدارة التربية والتعليم بالرياض |