د. نواف الصالح الحليسي
رحم الله أستاذنا الشيخ عثمان الصالح فقد كان مربي الأجيال وعلاقتي به لم يعرفها الكثير إنه كان موجهاً لي في كتابتي لسلسلة كتب (رسالة أعمال أنبياء الله الدنيوية في الاقتصاد الإسلامي، فقد بدأ معي منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً في أول باكورة عن المنهج الاقتصادي في التخطيط لنبي الله يوسف عليه السلام حتى آخر كتبي (علم الدولة) (دولة سليمان نبي الله وتشريع أمة الإسلام) في كتابة مقدمة كل كتاب من رجل مربٍ فاضل خبير في العلم يعطي انطباعاته الحسية في لغة ونثر وشعر ولا أنسى توجيهه التربوي في رأيه ومشورته وبالذات عن كتابي (حكمة الملك عبدالعزيز في إدارة الدولة) فقد كتبته مرتين من توجيهاته كمسؤول تربوي يعرف أمور الدنيا وكذلك كتابي التربوي عن (منهج الحكيم لقمان في تربية الإنسان) فرح وهلل ولا أنسى كلمته العلمية التربوية لي.. كنت أنتظر أحداً يكتب عن تربية الأنبياء ولقمان وقد حققت أنت مطلب وفقك الله في خطاك ورعاك الله وحفظك من كل سوء.
وفي كتابي( التاريخ التربوي من وحي القرآن )الذي كتب مقدمته ومنها:
ما رأيت أستاذاً بلغ التطلع إلى التاريخ فكان فيه موفقاً... وتوالى نشاطه فكان الأول داعياً ومؤلفاً في أشرف مقام وأعظم هداية البشر (الأنبياء الذين هم هداية البشر إلى الدين والآخرة) إنه الأستاذ الدكتور (نواف بن صالح الحليسي) الذي ألَّف كتباً ضخمة مُفَسّراً من مشكاة الدين ومنبع التاريخ وكما وصفه - الحليسي - بهذه الكتب ( التاريخ التربوي من وحي القرآن) منهج الحكيم (لقمان) في تربية الإنسان: والمؤف على حق وهو يجعل من هذا التراحم تربية مرسومة. وتعليمات موسومة سداها ولحمتها التوسع في هذه الكتب الثمينة عن أنبياء الله وأجل أن (لقمان الحكيم) حكيم وجدير بما ذكر الله عنه، وكيف لا وهو الله... رب العالمين... آتى لقمان الحكمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حداها كتاب الله فباتت دستوراً للأخيار وللشباب بصفة خاصة... إنّ هذه الكتب لمحمد صلى الله عليه وأنبياء الله ومنه في كتابه لها الصدا. ولها الذكر المجيد ولنعد إلى كتابه الجديد:(إنّ منهج الحكيم لقمان في تربية الإنسان) تحدث عنه الأستاذ الدكتور الحليسي (التاريخ التربوي) وإنّه كما يقول ويقول القارئ المؤمن الواعي يجب أن يوضع (منهج لقمان) عليه السلام في التربية نصب أعيننا في جامعاتنا ومدارسنا..
وإنّ الكتاب يشتمل على خمسة مباحث كل منها تنقسم أبرز مباحثه من خمس نقاط إلى 6 فأكثر كل (جواهر للعلم والمعلم) وللباحث والمكلف يبحث فيه خير الدنيا والآخرة والاهتداء والتنور بما فيهما من تبحيث النتائج والموضوعات الميمونة التي لها دورها في خدمة الإنسانية، إن صفحاته تربو على الـ(700) صفحة وتصل بتمامه مباحثها إلى أكثر من الـ(800) صفحة... الأول: عن مفهوم التربية وسلوك الأجيال. وتنبيه الله لأنبيائه في معالجة تصرفاتهم، والبحث الثاني: توجيه إلهي وتوجيه نبوي حوى ست نقاط هي من الجواهر القيّمة في درجة لا يستغني عنها مسلم، منها العناية برسول الله والمنهج الإلهي في التربية الدينية لداود وسليمان عليهما السلام، وغيرهما من الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين... والمباحث 3 - 4 - و5 كلها تفكير سديد ورأي مفيد وبحث واسع دخل في مجالات أفادت وأجادت وطابت في أهمية التشريع الإلهي وتربية لقمان لابنه في منهج لقمان وتخطيطه لتربية النشء في خمس نقاط مهمة في القاعدة التربوية الأساسية في وحدانية الله وغيرهما مما عبّر عنهما خير تعبير والخامس وهم الأهم والمهم معاً عن الوعي في التربية وتخطيطها وأهدافها والمواعظ البالغة والمبلّغ في الإنسان وحسن التبصر ومنهاجها السليم.. فكان الكتاب تحفة غالية ومؤلفاً نادراً جمعه مؤلفه من مئات المراجع والتقط تحفه وما فيه من جواهر من أمهات الكتب الإسلامية والتاريخية وأهمها من تفسير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم..وكما كتب في الصفحة (704) عناية الأم والتغذية والتفهم والإدراك والتميز وبداية العمل والحكمة من مرحلة الطفولة إلى سن البلوغ والتعليم والتثقيف والتجربة في سن اكتمال الرجولة: هي تعليم وثقافة وخبرة وتجربة وتخصص وتجارب وحكم ومواعظ وخبرة ثم زهد وتأنٍ وحكم وعبرة وإعادة الذكرى (والذكر تنفع المؤمنين).
إن هذا الكتاب عن لقمان الحكمة والهدى والهداية والإيمان بما خلق الله من هادى إلى الصواب الأنبياء والرسل والحكماء وقد كتب عنهم أيضاً - الحليسي - كتباً ذات فائدة لا تقدر أبداً قيمة وإرشاداً، إنه كتاب كالدر المنير للمستبصر البصير أنوار كاشفة تحتها الخير كل الخير ولقد أصبح للمتنور بعد وللمؤمنين جهداً، وللعاقل ذكراً وللشباب كسباً وللشيوخ تنويراً.
إن الكتاب زينة للكتب والمكتبة وزينة لشبابنا ليعلموا أن هنا وفي بلادنا من يخدم النبوة ويوضحها بأسلوب جميل وتنقيح بصير وقدير.
رحم الله أستاذنا الكبير والمربي للأجيال والموجه والمرشد للكتّاب والأدباء.
|