بدءاً أقدم الشكر والتقدير للأستاذ خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة، الذي فتح قلبه للجميع وأشرع صفحات الجزيرة للحوار البناء وهو بهذا النهج يعد مدرسة سيتخرج منها كتاب ومثقفو الغد من خلال أطروحاتهم ونقاشهم الذي يثري الساحات الأدبية والتاريخية وبالأخص في المحافظات والمراكز التي تعيش تهميشاً إعلامياً من لدن كثير من الصحف، كما أثني بالشكر للأخ يوسف العتيق المشرف على صفحة وراق الجزيرة، الذي أخذ على عاتقه تقديم المفيد للقراء وبذلك ستصبح تلك الصفحة إحدى الوثائق المهمة التي سيرجع لها الباحثون عند استكمال كتاباتهم أو مقالاتهم، كما أقدم الشكر لأخي عبد الله بن علي العسكر والذي قام بقراءة كتاب الدلم في مائة عام وقدم بعض الملاحظات التي سوف أستفيد منها مستقبلاً عند طباعة الكتاب في الطبعة الثانية، ولعل الأخ عبد الله العسكر عندما كتب ملاحظاته تلك لم يكن لديه التصور الكامل عن الصعوبات التي قابلتها فعندما فكرت في كتابة مؤلف تاريخي عن الدلم تلك المدينة الأثيرة لدى الجميع واجهتني عقبات كثيرة أهمها المعلومة المكتوبة بالإضافة إلى ضن الكثير بما لديهم من وثائق وصور فوتوغرافية وغيرها بما يسهم في استكمال الصورة الجميلة لتاريخ تلك المدينة العريقة، علماً بأنني قمت بإشعار الكثير من الكتاب والمثقفين عن عزمي على الكتابة في هذا الموضوع منذ ما يقرب من خمس سنوات قبل الطباعة، ومن هذا المنطلق بدأت التفكير بحصر الكتابة عن الدلم في مائة عام مستفيداً مما كتبه الأستاذان سعد الدريهم ومحمد العسكر عن الدلم.
ومن خلال مراجعة ما كتبه الأخ عبد الله العسكر في مقاله في جريدة الجزيرة اتضح لي أن تلك الملحوظات كانت نتاج قراءة خاطفة مما أفقد بعض المعلومات التي أوردها قيمتها لعدم دقة ما ذهب إليه في بعض ملاحظاته وفكرة الكتاب تركز على تسجيل الأحداث والأنشطة التاريخية في الدلم وتسليط الضوء على كثير من المواقع الجغرافية التي كانت يوماً ما مسرحاً لأحداث عسكرية وغيرها.
كما أن الكتاب قد حوى كثيراً من الصور الفوتوغرافية القديمة والتي كانت حبيسة الأدراج ومقارنتها بالصورة الحديثة مما يبرز جهود حكومتنا الرشيدة في تنمية بلدان مملكتنا الغالية، ويلاحظ القارىء للكتاب كذلك وجود معلومات وقصائد جديدة تنشر لأول مرة عن معركة الدلم الشهيرة وغيرها.
فالكتاب توثيقي شامل ومنوع بأسلوب مناسب للجميع وليس (ملفاً للتحقيق لم يغلق) كما ذكر الأخ عبد الله العسكر. أما الفقرة رقم (13) من الملاحظات فقد ذكر الأخ عبد الله (كل فن يرجع فيه إلى أهله) فأقول إنه تمت مراجعة الكتاب على عدد كبير من أهل الفن منهم الأكاديمي وأصحاب الخبرة ممن لهم معرفة بتاريخ الدلم وبعض مثقفي البلد وكلهم أسدى لي ملاحظات وتوجيهات أخذت بها قبل الطباعة، أما ذكره بأن د. فريق ناصر العرفج غير مؤهل لمراجعة الكتاب وهذا مستوحى من الفقرة السابقة فإنني أعتب على أخي عبد الله العسكر إذ كيف برجل مثلك يتجاهل دور د. فريق ناصر العرفج وهو الأكاديمي والمؤرخ الذي جمع كثيراً من المعلومات سواء مما سمع أو مما شاهد وهو بصدد اخراجها في كتاب مستقل وبالأخص عن معركة الدلم الشهيرة عام 1320هـ التي وثق لها من خلال ما كتب عنها عربياً وبالانجليزية كذلك فالدكتور الفريق ناصر بن عبد العزيز العرفج ومن خلال معرفتي به وجلوسي معه والاستماع إلى آرائه ومعلوماته التاريخية يعد بحق من أهل هذا (الفن) بل وأستاذاً في التاريخ واللغة إذ عمل قلمه مسدداً ومصححاً للكتاب قبل الطباعة مع مقابلتي له في جلسة واحدة على مدى ثلاث ساعات من المناقشة والتوجيه. إن د. فريق ناصر العرفج يتسم بمميزات نادرة فقد جمع بين العلم والمنصب والتواضع ولو قرأت بحثه عن معركة الدلم في مقدمة الكتاب قراءة متأنية لتغيرت وجهة نظرك ولعرفت القدرات العلمية التي يتمتع بها.
وأخيراً آمل أن تكون هذه الكلمات التي كتبتها حافزاً لكثير من المثقفين والقراء باسداء الكثير من الملاحظات والتوجيهات او اعطائي اياها مباشرة وما يتوفر من صور فوتوغرافية ووثائق لتنشر في الطبعة الثانية إن شاء الله خدمة لتاريخنا الوطني واسهاماً في إبراز الدور الرائد الذي تقوم بها حكومتنا الرشيدة في التنمية الشاملة لبلدان مملكتنا الشامخة بإذن الله. والله الموفق.
عبد العزيز بن ناصر البراك وزارة التربية والتعليم
|