Thursday 23rd March,200612229العددالخميس 23 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

حتى لا نفقد لغتنا العربية حتى لا نفقد لغتنا العربية
د. إبراهيم ناصر الحمود /وكيل المعهد العالي للقضاء

اللغة العربية هي اللغة الأم التي نزل بها القرآن الكريم وهي لغة الضاد التي نطق بها محمد - صلى الله عليه وسلم -. وفخر لكل عربي أن يعتز بهذه اللغة، ويحافظ على كيانها وحدودها وقواعدها، ويتعمق في التعرف على دقائق مسائلها. وتكون هي لغته الرئيسة ولغة أولاده وأحفاده وكل عربي على وجه الأرض.
ومع اعتزازنا بلغتنا فإنا لا نغفل جانب اللغات الأجنبية, لكنها تكون عند الحاجة وكلما دعتنا إليها ضرورة. خاصة في بعض العلوم التي لا تستقيم إلا بها كالطب والهندسة وعلوم الحاسب الآلي، وغيرها من العلوم الحديثة المتخصصة، فتعلم اللغات الأخرى باب من أبواب الثقافة العامة، التي أصبحت ملحة في العصر الحاضر وما فيه من تقنيات حديثه لا يمكن التعامل معها باللغة العربية.
ومع شدة الحاجة إلى تعلم اللغات الأجنبية في العصر الحاضر إلا أن هذا لا يعني أن يطغى ذلك على لغة الأصل. فاللغة العربية بالنسبة للعربي أصل وما عداها فرع.
وإن مما يؤسف له أن نسمع ونشاهد بعضا من إخواننا العرب الذين هم أهل العربية قد ثقلت بها ألسنتهم حتى كادوا يفقدونها. وذلك راجع إلى التحدث باللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات الأجنبية في غالب أحوالهم حتى في الحديث مع أهلهم وذويهم وزملائهم من بني جنسيتهم في المنازل والمدارس والجامعات والمستشفيات والمنتديات، والطرق العامة والمنتزهات، حتى وصل الأمر أنك لا تستطيع أن تفرق بين العربي وغيره.
فلماذا هذا التنكر للغة القرآن، وإنك لتعجب كل العجب أن ترى وتسمع عربيا يخاطب آخر مثله في أحاديث معتادة باللغة الإنجليزية وعلى مرأى من الناس، نعم لو وجد مبرر لهذا العمل كمن يدعي أنه يعمل هذا العمل لتقوية لغته فقد يقبل هذا قبولا مؤقتا. ولكن هذا التنكر للعربية يحصل من شخصيات متمكنة في اللغة الإنجليزية كالأطباء مثلا فيما بينهم حينما يتحدثون في أمورهم وشؤونهم اليومية وحياتهم البيتية وهم من العرب الخلص، فتحزن حينما تسمع الحديث بينهم يدور بغير العربية دونما سبب مقنع لذلك.
حتى بعض الأطفال في المنازل الذين تركوا لتربية الخادمات شبوا على غير العربية وهم عرب أبا عن جد. فمن المسؤول عن ذلك؟
التقيت يوما بأحد العرب من البلاد العربية المجاورة في أحد المستشفيات وسمعته يخاطب زميله باللغة الإنجليزية قرابة نصف ساعة، ثم سألته إن كان عربيا فلم لا يتحدث بالعربية مع العلم أن الحديث لا علاقة له بالطب فقال: نحن الأطباء تعودنا على ذلك حتى مع أولادنا في المنزل فقلت هذا عين الخطأ. وقد جنيت على نفسك وأولادك. وهذا نوع من العقوق المجازي فلكل مقام مقال، فالطب له لغته ويبقى ما عداه على الأصل. ومتى طال بنا العهد عن لغتنا العربية فإن هذا مؤذن بفقدها فحتى لا نفقد اللغة العربية علينا الاهتمام بها وبعلومها كتابة ومحادثة. وحتى في مؤسساتنا الأهلية والحكومية يكون الاعتماد عليها قدر المستطاع. فهل من المستحيل مثلا أن تكون تذاكر الخطوط السعودية للرحلات الداخلية خاصة باللغة العربية؟ أو باللغتين معا. فيا حبذا لو تحقق ذلك وأمثاله؟ فإن هذا سيريح الكثير ممن لا يجيد غير العربية.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved