* بقلم هلالي غيور :
مستوى فريق الهلال منذ مجيء كندينو يبعث على الحيرة والشفقة، الحيرة في أسباب ما آل إليه والشفقة عليه من حاله الذي وصل إليه.
ويجب بداية ان نثني ونؤيد وندعم جهود رئيس النادي الأمير محمد بن فيصل الذي يحقق مع الهلال نجاحات لافتة ومتوالية.
لكن الهلال هذه المرة يخفق وهو يتعاقد مع كندينو ويمعن أكثر في الإخفاق عندما يسلمه (الجمل بما حمل) ليفعل فيه ما يرى دون تدخل أو توجيه أو مشاورة أو محاسبة، ولهذا استمر التردي في المستوى والنتيجة في الفريق الهلالي منذ ان تسلم كندينو زمام التدريب، وكان ذلك واضحاً وجلياً في لقاء الهلال أمام النصر، ثم اتبعه بالمستوى الفاضح أمام العين الذي ستره تألق الدعيع، ثم ختمه بمستواه الأخير أمام الاتحاد، وهكذا بات الهلال يفرط دونما مسوغ، فقد أسهم النصر بفوزه على الشباب في تبكير الصدارة للهلال، لكن كندينو رفض.. ليس هذا فحسب بل إن الاتحاد وهو فريق المؤلفة قلوبهم لم يفز لجدارة فيه بقدر ما حاز الفوز لسوء الهلال الذي فقد هويته وشخصيته بسبب التخبيص الذي يمارسه كندينو منذ مجيئه، وهو الذي اشغل الفريق وإدارته بأن أوحى إليهم أن الفريق لن تقوم له قائمة إلا إذا حلت مشكلة الظهير الأيمن - مع أنه لم تكن هناك مشكلة في هذه الخانة - ولهذا قام بتسريح الظهير الجيد الياس، لاحظوا انه لم يقم بركنه في الاحتياط مثلا بل طالبه بالرحيل خارج النادي، لكن لعنة الياس أصابت الفريق فقد اشغل الإدارة واللاعبين والجماهير بهذه المعضلة وطريقة حلها؛ ولهذا أعاد تركي الصويلح، لكنه لم يوفق ولم يحظ هذا الاختيار بالقبول الجماهيري ولا النتائجي.. ثم عاد ليستعين في هذه الخانة بخالد عزيز؛ مما نتج عنه تعطيل لاعب مهم في خانة المحور - الوسط، ليورطه في خانة لا تلائمه نتج عنها أداء باهت وانفعال مبرر من خالد عزيز وإنذار مستحق من حكم مباراة العين لهذا اللاعب النجم الذي افقده كندينو هويته بنقله من خانته إلى غيرها.
وهكذا انشغلت أجهزة الهلال الإدارية في حل هذه المعضلة الوهمية التي أدخلهم فيها كندينو فسرعوا المحاولات والاجتهادات لحلها، ووقع الاختيار على ظهير الاتفاق راشد الرهيب لكنه لم يلق القبول عند كندينو لان عينه العنيدة لا ترى إلا الصويلح لكنه يخشى غضبة الجمهور، ولهذا أعاد عمر الغامدي لنفس الخانة ليعطل - أيضاً - لاعبا مؤثراً من قائمة الوسط ولعله يعمد في المباريات القادمة إلى تجريب التمياط فإن لم.. فالشهلوب فإن لم فجيوفاني إلى ان ينتهي الدوري، وقد يعيد الأمور إلى نصابها سابقا ويستعين بالياس في الموسم القادم بعد ان تكون الطيور طارت بأرزاقها (كما يقول المثل الشعبي).
لو كان لي من الأمر شيء لتوليت أنا وجمع من جماهير الهلال دفع الشرط الجزائي وإلغاء عقد كندينو؛ لأن التجارب المتوالية أثبتت ان المدربين الكبار الذين تمتلئ سيرتهم الذاتية بالإنجازات في كأس العالم ومع منتخبات عالمية فإن هؤلاء يكافئون أنفسهم في آخر عمرهم التدريبي بتوقيع العقود التدريبية المغرية؛ طمعاً في المردود المادي وفوزهم ببطولات - أندية - محلية أو قارية لا يعد إنجازاً عظيماً فإن تحقق فبها ونعمت وان لم يتحقق فإن خسارته لا تمحو إنجازاتهم، وهذا واضح وملموس مع العديد من المدربين الكبار الذين توالوا على تدريب منتخباتنا وأنديتنا وخاصة القادمين من البرازيل، لهذا فإن من ضمن الخلطة السرية لنجاح المدرب مع الأندية المحلية هو ان لا يكون قد درب منتخباً عالمياً.
هذا هو الواقع على وجه العموم مع إيماني بأن هناك استثناءات من منظور ان لكل قاعدة شواذ، ولهذا فإن على رئيس نادي الهلال ان يعلم ان جمهور الهلال يقبل - إلى حد ما - ان يفرط فيما بقى من بطولات محلية لهذا الموسم، ويأمل ان يكون التركيز على البطولة الآسيوية وهي الأهم، وان يتبع هذا الأمر اجتماع بوضعية كندينو الذي غيَّر طريقة الفريق ونهجه؛ حتى أفقده شخصيته مما سيقوده إلى فقد هيبته ميدانياً.
لابد من مساءلة المدرب على كل الأخطاء المتوالية التي يقع فيها الفريق منذ مجيئه وحتى هزيمته - غير المبررة - من الاتحاد، ولنكن على قدر من الواقعية فلم يكن الحكم الجروان رغم أخطائه الكثيرة سببا في هزيمة الهلال بقدر ما كان كاندينو وطريقته وتبديلاته هي السبب.
** حارس الهلال فهد الشمري لا يجيد التمركز والتموضع داخل خط الست يارادات؛ ولهذا فقد أسهم الشمري في إنجاح صفقتين رياضيتين، أولاهما المشعل حينما منحه جواز النجاح مع النصر بعد ما تسبب في هدفه بتقدمه عن المرمى، ونفس الهبة قدمها للحارثي وهو يسجل هدفه مع الاتحاد. ولابد للهلال ان يبحث عن حارس يبعث الطمأنينة في صفوف الفريق بعد رحيل العملاق الدعيع.
|