قد يولد الجنين ويفاجأ والداه بأنه مصاب بعيب خلقي في القلب... فما هي أسباب حدوث مثل تلك العيوب؟ وهل هناك طرق محددة لتفادي إصابة أبنائنا بعيوب في قلوبهم قبل ولادتهم، وقبل ذلك هل يمكن للأم أن تتوقع أن يصاب جنينها بأحد العيوب الخلقية في القلب؟الأستاذ الدكتور عبد الفتاح الأصفر، استشاري أمراض القلب والشرايين بمركز النخبة الطبي الجراحي يجيب عن هذه الأسئلة وغيرها عن هذا الموضوع.
****
في البداية يوضح د. الأصفر أن العيوب الخلقية في القلب تنتج عن حدوث خلل معين في عملية نمو القلب أثناء الحياة الجنينية وهي تعد نسبة قليلة نسبياً إذ لا تتجاوز 1% من الولادات، وتزداد النسبة عموماً بين الذكور والإناث، وكثيراً ما تصاحب هذه العيوب القلبية عيوب أخرى خارج القلب لتحدث ما يسمى بالظواهر الخلقية.
* ولكن ما هي أسباب حدوث العيوب الخلقية للقلب؟
- تحدث هذه العيوب نتيجة تفاعل بين عدة عوامل جينية وعوامل بيئية، وكثيراً ما نفشل كأطباء في تحديد سبب واضح لحدوث هذه العيوب والعوامل البيئة قد تحدث أثناء الحمل وتشمل الإصابة بفيروس الحصبة الألمانية وتناول بعض الأدوية كعقار الثاليدومين والليثوم وتعاطي الكحول والإصابة بمرض الذئبة الحمراء والتعرض للإشعاع.
* كيف نمنع حدوث هذه العيوب الخلقية للقلب؟
- عدم تعاطي أي أدوية أثناء الحمل إلا بمعرفة الطبيب وعلى الأطباء الذين يتعاملون مع الحوامل أن يكونوا على دراية بمخاطر الدواء الذي يصفونه أثناء الحمل مع الحرص على عدم التعرض للإشعاع أثناء الحمل كما أن الفحص الكروموسومي للجنين أثناء الحمل قد ينبئ بحدوث هذه العيوب في حالات الظواهر الجينية.. كظاهرة داون وتيرتر وغيرهما، وبعد فحص قلب الجنين بالموجات الصوتية من الإجراءات التي تساعد على تشخيص هذه العيوب أثناء الحياة الجنينية.
* كيف تتوقع الأم أن هناك احتمال لوجود هذه العيوب لدى طفلها؟
- هناك عوامل كثيرة قد تساعد الأم في ذلك، كأن يكون هناك صعوبة في الرضاعة مع تسارع في حركة التنفس وسرعة في ضربات قلب الوليد، وعدم حدوث النمو المتوقع أو الزيادة المتوقعة في وزنه أو حدوث زرقة في لون الشفاة واللسان وأحياناً الأطراف، وفي الحالات الشديدة تنتشر الزرقة في الجلد كله.
وهذا العرض يصحب العيوب الخلقية المعقدة كرباعي فالوث واختلاف اتصال الشرايين الرئيسة بالبطين، كما تلاحظ الأم حدوث التهابات شعبية رئوية بصورة متكررة في الفترة الأولى بعد الولادة، أو قد تلاحظ الأمهات وجود تشوه بجدار الصدر مع سرعة ملحوظة في ضربات القلب أثناء مشاهدتها لصدر وليدها إلا أنه يجب الإشارة أيضاً إلى أن كل هذه الملاحظات نسبية وقد لا تستدعي القلق والمطلوب فقط في حالة ملاحظة هذه العلامات استشارة الطبيب المختص.
* ما هي طرق التشخيص المتاحة حالياً؟
- من هذه الطرق المتاحة حالياً الفحص الإكلينيكي للقلب بواسطة طبيب مختص وتعتبر هذه الطريقة هي الأولى والأهم لتشخيص وجود هذه العيوب من عدمها والطريقة الثانية هي تخطيط القلب الكهربائي، حيث تساعد لدرجة كبيرة في تشخيص نوعية العيب الخلقي ودرجة تأثيره على حجرات القلب ونبضات القلب، وهناك أيضاً استخدام الموجات الصوتية للقلب، وهي الطريقة الأدق والأهم في تشخيص هذه الأمراض بل ويمكن إجراؤها أثناء الحمل، وهي تحتاج أولاً إلى طبيب ذي خبرة عالية في هذا الفحص، وثانياً جهاز حديث يحتوي على دوبلر متطور ملون، ثم تأتي قسطرة القلب التشخيصية، وهذه الطريقة يتم اللجوء إليها في حالة صعوبة التشخيص بالموجات الصوتية أو في حالة اتخاذ قرار بإجراء جراحة لإصلاح القلب ويمكن استخدامها في العلاج أيضاً من دون جراحة.
* ما هي أنواع هذه العيوب وهل تحمل نفس درجة الخطورة؟
- تقسم العيوب إلى قسمين كبيرين:
عيوب خلقية مصحوبة بالزرقة، وعيوب خلقية غير مصحوبة بالزرقة.
- فالعيوب المصحوبة بزرقة وهي الأخطر عادة مثل رباعي فالوث، وانعكاس الاتصال الشرياني البطيني وغيرهما، أما العيوب غير المصحوبة بزرقة مثل الثقب الأذيني والثقب البطيني وضيق الصمام الرئوي وضيق الصمام الأورطي وغيرها.
* وما هي طرق العلاج المختلفة؟
- تنقسم طرق العلاج إلى ثلاثة أنواع:
النوع الأول هو العلاج الدوائي وهو للحالات البسيطة وعلاج المضاعفات (العلاج الوقائي)، والنوع الثاني العلاج بالقسطرة القلبية وذلك باستعمال البالون لتوسيع الصمامات الضيقة، وهي طريقة ناجحة جداً وكذلك استعمال بعض الأدوات لغلق الثقوب والوصلات الشريانية وهي ناجحة إلى حد ما ثم تأتي الجراحة ونلجأ إليها عادة للحالات المعقدة مثل العيوب المصحوبة بزرقة والثقوب الكبيرة.
*استشاري أمراض القلب والشرايين مركز النخبة الطبي الجراحي
|