كم من البشر تعرف وما مدى معرفتك بهم....؟
ربما يجيب البعض فيقول كثيرون ولربما يقول البعض الآخر قليلون..
وإن كانت إجابة كثيرين هي الأقرب للواقع..
إن نظرنا إلى من حولنا ممن نعرف أقارب ومعارف وأصدقاء وأحباب طفولة وأصحاب وزملاء عمل ورفقاء حياة وحنين ماضٍ وشوق دائم لهم..
إنها النفس البشرية وحاجتها للتعرف بهم وتلك الأقدار التي جمعتنا بهم.. فعرفنا بعضهم وجلهم أحببناهم وشاركناهم.. بالرغم من أننا قد نصطدم ببعضهم ونتفاجأ بالبعض الآخر، وكم نجول بين خبايا النفوس.
فنرى أحياناً قوتهم وعظيم شأنهم بالرغم من عمياننا بمكامن ضعفهم وربما العكس أيضاً.. إلا أنها النفس البشرية السوية المدركة بأنه لا يكمل إلا وجهه سبحانه فتشاركهم ببعض وقتهم وجله وتحزن لحزنهم وتفرح لفرحهم بالرغم من تلك الجروح التي قد تشكل صروحاً..
إنها تلك النفس البشرية السوية التي تذيب الثلوج.. وتزرع الورود.. بكل الفصول..
إننا لو جلنا لدقائق ببصرنا وعقلنا بين الساحات من حولنا.. سياسية واجتماعية واقتصادية و.... في عالمنا هذا.. لشاهدنا الصراعات الداخلية والخارجية والصعاب والاختلافات.. إلا أن الأمر حينما يقف على احتياطات الإنسان ونقصها وضعفها.. تطغى على كل الساحات تلك النفس البشرية السوية فتجدها تقدم المساعدات والدعوات والهبات.. رغم اختلاف اللغات والمعتقدات والديانات.. ألا يدعو هذا حقاً إلى التفكر بهذا الأمر؟.. أليست هذه هي الفطرة التي فطر جميع ما بالكون عليها؟.. وحدثنا بها الرسول الكريم: (كل مولود يولد على الفطرة.. ) بشر مختلفون عن بعضهم لكنهم يدركون في قرارة أنفسهم ضعفهم ومدى احتياجهم لبعض.. يمدون أيديهم ومالنا إلا أن ندلهم على الطريق..
قوى مدمرة وادعاء لقوة!! لكن الأمر ينتهي وينجلي عند مرارة الحاجة.. فالسماء قد تمطر والمساعدات تنهمر لتشرق الشمس.. ويأتي الربيع.. وتزهر الحدائق.. وتخضر المروج.. دورة متسلسلة متصلة ومنتظمة قوة وأداء ثم ضعف وابتلاء يعقبها تسامح وارتضاء بإسلام..
سبحان من أوجدها لندركها بعقلنا فنعلي آياته..
يرينا فيها الخالق عظيم حكمته في النفس البشرية..
فيالها من نفس بشرية.. تواقة محتاجة.. ليد حانية..
|