سبق وأن كتبت مقالاً عبر هذه الزاوية بتاريخ 20 محرم 1427هـ بعنوان (أمانات المدن والاستثمار الإعلاني المفقود)، وطرحت تساؤلاً قلت فيه.. لماذا لا تسغل أمانات المدن الجسور والكباري والمباني التي تحت الإنشاء وتستثمر في تأجيرها على شركات ووكالات الإعلان المتخصصة مستفيدة من النمو الكبير الذي تشهده صناعة الإعلان لدينا، وكذلك للقضاء على الطرق البدائية وغير الحضارية المستخدمة حالياً، والمتمثلة بوضع لافتات إعلانية مغطاة بورق من القماش أو البلاستيك على الجسور والكباري، ولأهمية الموضوع من وجهة نظري الشخصية، أكرر وللمرة الثانية كتابتي عنه ولكن بشكل آخر.
فهنا أوجه نداءً إلى سمو أمين مدينة الرياض سمو الأمير الشاب عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن بصفتي أحد قاطنيها وممن يهمه أن تظهر مدينتنا الحبيبة دائماً كواحدة من أجمل وأنظف مدن وعواصم العالم.
سمو الأمين.. أتوجه لسموكم الكريم بنداء وطلب متمنياً أن يجد صداه لديكم وقد عرف عن سموكم رحابة الصدر وسرعة التجاوب مع ما يطرح عبر وسائل الإعلام، والرغبة في سماع الرأي الآخر في كل ما يخص مدينتنا الحبيبة الرياض، وأنتم حريصون دائماً على السير قدماً بتنفيذ الخطط والاستراتيجيات التي رسمها أميرنا المحبوب سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائبه الأمير سطام بن عبدالعزيز.
سمو الأمين، خلال الأيام القليلة الماضية لاحظت زيادة في وضع العديد من اللافتات الإعلانية على الجسور والكباري بشكل غير حضاري أبداً، خصوصاً في الطريق الرئيسية كطريق الملك فهد وطريق خريص وطريق مكة والدائري الشمالي والجنوبي والشرقي وغيرها، والملفت للانتباه عدم وجود تنظيم واضح لها فتجدها بمقاسات مختلفة وبمواد مختلفة أي غير منمطة، ويكثر فيها سرد الكلام والقصد من ذلك هو شد انتباه صاحب المركبة لفعاليات أو مناشط معينة تشهدها العاصمة، وأرى في بقاء تلك اللوحات على وضعها الحالي أخطاء جسيمة تتمثل فيما يلي:
- من المتعارف عليه في صناعة الإعلان أن إعلانات الطرق عادة ما تستخدم فيها إعلانات تثبيت وترسيخ هوية المنشأة وعلامتها التجارية، وذلك بسبب سير قائد المركبة عادة بسرعة لا تسمح له قراءة ما في الإعلان وتكتفي الشركات المعلنة في تذكيره بعلامتها التجارية وبالتالي فلا جدوى نهائياً للاعلانات المكتوبة في الطرقات السريعة.
- تسبب اللافتات الإعلانية إرباكا لقائد المركبة، وقد يكون ذلك مدعاة لا سمح الله لوقوع العديد من الحوادث المرورية بسبب انشغال قائد المركبة بقراءتها.
- في حال سوء الأحوال الجوية كثيراً ما تتساقط تلك اللافتات على السيارات وفي ذلك عدم اهتمام بالحفاظ على سلامة المارة والسائقين.
- يمثل ذلك النوع من الإعلانات تشويها لجمال المدينة بدون أي احترام للذوق العام ويعد مؤشراً سلبياً على مدى تقدمها خصوصاً للزائرين من خارج المملكة.
سمو الأمين.. أناشدكم أن يتم النظر في وضع ذلك النوع من اللافتات الإعلانية الموضوعة على الطرقات والجسور وأن تتم الاستفادة من تجارب غيرنا في هذا الجانب، وأجد في ذلك فرصة كبيرة للأمانة بأن تستثمر في ذلك تجارياً بما يعود عليها بالنفع وفي الوقت نفسه إعادة تنظيم ما يعرض من اعلانات جذابة مبتكرة وملفتة للانتباه، كذلك من الممكن الاستفادة من واجهة المباني التي لا زالت تحت الانشاء أو الأراضي الفضاء خصوصاً التي تقع على الطرق الرئيسية بتغطيتها بألواح حائطية كبيرة جداً ومن ثم وضع إعلانات تجارية مميزة عليها.
سمو الأمين.. يعلم سموكم أن جمال المدينة ليس محصوراً فقط في مبانيها الجميلة وطرقاتها النظيفة بل أيضا في المناظر الجذابة الأخرى التي تستخدمها الوسائل الاعلانية الحديثة وليس التقليدية، وما طالبت به ينبع من حرص شديد على أن تبقى عاصمتنا الحبيبة دوماً في طليعة العواصم العالمية جمالا ونظافة وتقدما كما أراد لها أميرها المحبوب سلمان بن عبدالعزيز، وأن تستمر أمانة مدينة الرياض بتميزها المستمر الذي عرفت به عن غيرها من أمانات المدن الأخرى في مملكتنا الحبيبة.
هل نرى تدخلاً عاجلاً من الأمانة بإزالة ومنع وضع تلك اللوحات بذلك الشكل قريباً.. أتمنى ذلك!!
|