لا شك أن أي ذي بصر أو بصيرة يدرك أن الخطوط السريعة بين المدن تمثل واجهة حضارية للبلد وليس المقصود جودة السفلتة ومتانة السياج المحيط به أو مراقبة السرعة بأجهزة الرادار، ولكن ثمة خدمات مهمة وحساسة يحتاج إليها كل من يسلك هذه الطرق مسافراً أو عابراً من دولة إلى أخرى عبر المرور بطرق المملكة على وجه الخصوص، وهنا مربط الفرس..
فإن الواقع ليشهد إن المرافق والخدمات التي على الطرق السريعة سيئة إلى أبعد الحدود في الوقت الذي رأينا فيه تلك الخدمات في دول مجاورة قريبة جداً تفوق الخيال بروعتها ودقتها ونظافتها..
إنني لا أطالب وزارة النقل بوضع نقاط خدمات للسيارات كأن يوضع أجهزة التزويد بهواء الإطارات السيارة كخدمة مجانية وباستعمال ذاتي ممن يحتاج إليها..
لا أطالب بهذا وأيضاً لا أناشد بإنشاء مطاعم للوجبات السريعة بجودة عالية ولا بإنشاء دورات مياه فقط على الطرق، ليس هذا ولا ذاك (ولو طالبت لكنت محقاً بذلك!!!)، ولكني أطالب بإعادة النظر في الخدمات الموجودة وتطويرها بالتكاتف مع البلديات ووزارة التجارة وكل بحسبه بالتدقيق على محطات الوقود المنتشرة والمتواجدة على جنبات الطرق - السريعة على وجه الخصوص - ووضع عقوبات شديدة وغرامات لكل مخالف.. ابتداء من جودة الخدمة وحسن التعامل وكذلك تطوير وتحسين الخدمات في المحطة بإنشاء مرافق كدورات المياه ومتابعة تنظيفها على مدار الساعة وجعلها جاهزة لاستخدام - الآدميين - وليس صحيحاً أن الناس يفسدون أو أنهم لا يلتزمون بنظافة المرافق أو أنهم لا يحرصون على انتقاء المطاعم الجيدة على الطرق، فالكثير منا شاهد بأم عينه أن شعبنا في تلك الدول يستعمل استعمالاً مثالياً ويقدر متى ما قدرت له تلك الخدمات وقدمت له بعناية. وما يقال عن الطرق يقال عن المنتزهات التي تنشر دعايات لزياراتها وتصاب بدهشة متى ما زرتها لسوء ما يقدم لك ولأسرتك وأطفالك من خدمات متدنية.
إنني أتساءل أين الرقيب وأين المسؤول وأين الغيرة على سمعة البلد، بل وأين الكرم للضيوف والمارين عبر طرقنا ولماذا نجعلهم منزعجين ليس من سوء تلك الخدمات فحسب بل وإنهم يأخذون تصوراً عن كل طرقنا أنها بهذا الشكل المزري وأن شعبنا لا يهمه ذلك..!
وأجدها فرصة سانحة لشكر أصحاب المشاريع التجارية والمنتزهات الجديدة في مدننا والتي تهتم بجميع الخدمات وبأرقى المستويات.
يوسف بن عبدالله اللحيدان/ الرياض |