Sunday 12th March,200612218العددالأحد 12 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

أنا أحب وطني أنا أحب وطني
د. نهار بن عبد الرحمن العتيبي

عندما يقرأ الإنسان قول النبي صلى الله عليه وسلم لمكة زادها الله شرفاً (والله إنك لخير أرض الله وأحبّ أرض الله إليَّ ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت) رواه أحمد والترمذي وابن ماجة وصححه الألباني في صحيح الجامع.. ويقرأ كذلك ما أخرجه البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أُحد جبل يحبنا ويحبه) يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلن حبه لمكة وهي بلد كما أعلن حبه لأُحد وهو جبل، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد عاش في هذين المكانين فألفهما وأحبهما وكذا الإنسان فإنه يألف وطنه ويحبه ولذا نجد أن من يحب وطنه فإنه يحافظ على مكتسباته ويحرص على تطوره ورقيه لأنه يشعر بانتمائه لهذا الوطن ولا يمكن بحال من الأحوال أن يجتمع حب الوطن وتخريب مكتسباته ومنشآته الاقتصادية أو الاجتماعية أو غيرها، ولذلك نجد أن الفقهاء قد بيَّنوا أهمية المحافظة على مكتسبات الوطن حتى لو تعارضت مع مصلحة الشخص الفردية فقالوا: (تُقدم مصلحة المجتمع على مصلحة الفرد) هذا فيما إذا تعارضت المصلحتان، ولهذا نجد أن تضحيات الصحابة في سبيل المصلحة العامة كثيرة.. فأبو بكر رضي الله عنه يقدم كل ماله في سبيل الله وعثمان بن عفان رضي الله عنه يجهز جيشاً كاملاً من ماله الخاص وغير ذلك كثير، وهذا يدل دلالة واضحة على أهمية مصلحة الوطن.. والتلازم بين محبة الوطن والحرص على مصلحته أمر ظاهر خصوصاً إذا كان هذا الوطن يحكّم شرع الله تعالى وأعني به المملكة العربية السعودية حرسها الله وحماها وحرس أهلها وساكنيها.. ومما يذكر في حب الوطن أن هناك شابين من هذه البلاد المباركة سافرا للتجارة إلى إحدى الدول وليس من عادتهما السفر وعندما وصلا لتلك الدولة تغيَّر عليهما الجو والمكان فاشتاقا لوطنهما (السعودية) وأنشآ معاً قصيدة جميلة من ضمن أبياتها:


يا مسندي قم بعد ما نشرب الدلة
لبلاد في خاطري لازم نروح إلها
المملكة دارنا والطيب ملفى له
كم من ضعيف تربى من فضايلها

ثم عادا إلى وطنهما المملكة العربية السعودية وارتاحت نفساهما، ولا غرو في ذلك لأنهما يحبان وطنهما وليس أي وطن.. إنها المملكة التي يتربى فيها الأيتام ويعيش فيها الأرامل والمساكين.. إنها بلاد الخير.. بلاد التعاون والتكافل.. بلاد إقامة العدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. بلاد التوحيد وبلاد الحرمين التي فضَّلها الله تعالى، فكل مسلم لا بد أن يحج إلى المسجد الحرام ولا يكتمل إسلامه إلا بذلك.. وكان من الضروري أن ننشئ أبناءنا وشبابنا على حب وطنهم والاهتمام به والسعي الحثيث في خدمته وتطويره والدفاع عنه وتنميته، فإن الحب للوطن إذا كان نابعاً من الذات أتى ثماره بإذن الله وأصبح لدى صاحبه حصانة ذاتية من كيد المفسدين والمجرمين الذين يكيدون لوطننا فإذا قويت قاعدة المحبة في النفوس وكانت مبنية على أساس متين فإنه لا تزعزعها رياح الحقد والخيانة ولا الحماقة والسفاهة.. نعم إنها بلادنا التي أحببناها وعشنا بها واستنشقنا هواءها وشربنا من مائها ولم نجد ما نقوله إلا: إننا نحب وطننا ونتمنى له كل خير، بل ونساهم بكل ما نستطيع ونتعاون جميعاً في الحفاظ على مكتسباته وتحقيق تطوره ونموه وأمن ساكنيه وراحتهم وطمأنينتهم ونقف جميعاً ضد من أراد بوطننا شراً مهما كانت أهدافه أو انتماءاته.. نحن في هذا الوطن عون لولاة الأمر الذين قاموا بالبناء وحرصوا على الوطن والمواطن على حد سواء.. فإلى الأمام سيري يا بلادي العزيزة.. حماك الله من كيد الكائدين أو إفساد المفسدين. سر يا وطني إلى الإنتاج والإبداع وإلى النماء ونشر الخير لكل من يستحق منك العطاء فأنت وارف الظلال وقد أغدق عليك الخير ذو الجلال والإكرام فله الحمد والثناء على الإنعام والإفضال وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
nhalotibi@uae.us

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved