|
انت في"الرأي" |
عندما يقرأ الإنسان قول النبي صلى الله عليه وسلم لمكة زادها الله شرفاً (والله إنك لخير أرض الله وأحبّ أرض الله إليَّ ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت) رواه أحمد والترمذي وابن ماجة وصححه الألباني في صحيح الجامع.. ويقرأ كذلك ما أخرجه البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أُحد جبل يحبنا ويحبه) يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلن حبه لمكة وهي بلد كما أعلن حبه لأُحد وهو جبل، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد عاش في هذين المكانين فألفهما وأحبهما وكذا الإنسان فإنه يألف وطنه ويحبه ولذا نجد أن من يحب وطنه فإنه يحافظ على مكتسباته ويحرص على تطوره ورقيه لأنه يشعر بانتمائه لهذا الوطن ولا يمكن بحال من الأحوال أن يجتمع حب الوطن وتخريب مكتسباته ومنشآته الاقتصادية أو الاجتماعية أو غيرها، ولذلك نجد أن الفقهاء قد بيَّنوا أهمية المحافظة على مكتسبات الوطن حتى لو تعارضت مع مصلحة الشخص الفردية فقالوا: (تُقدم مصلحة المجتمع على مصلحة الفرد) هذا فيما إذا تعارضت المصلحتان، ولهذا نجد أن تضحيات الصحابة في سبيل المصلحة العامة كثيرة.. فأبو بكر رضي الله عنه يقدم كل ماله في سبيل الله وعثمان بن عفان رضي الله عنه يجهز جيشاً كاملاً من ماله الخاص وغير ذلك كثير، وهذا يدل دلالة واضحة على أهمية مصلحة الوطن.. والتلازم بين محبة الوطن والحرص على مصلحته أمر ظاهر خصوصاً إذا كان هذا الوطن يحكّم شرع الله تعالى وأعني به المملكة العربية السعودية حرسها الله وحماها وحرس أهلها وساكنيها.. ومما يذكر في حب الوطن أن هناك شابين من هذه البلاد المباركة سافرا للتجارة إلى إحدى الدول وليس من عادتهما السفر وعندما وصلا لتلك الدولة تغيَّر عليهما الجو والمكان فاشتاقا لوطنهما (السعودية) وأنشآ معاً قصيدة جميلة من ضمن أبياتها: |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |