أماه نجمك في دنياي قد أفلا
وأظلم الكون في عيني واسودا
أماه من لي يعيد النور يؤنسني
يعيد فرحا مضى أو يبعث العهدا!!
أماه يا كوكبا قد كان متقدا
يشع نورا لنا من قلبك امتدا
أماه واحر قلبي لم أودعكِ
رحلت مسرعة لم تخبري أحدا
أماه لو أنني بالغيب عالمة
وفي يقينيَ أني لن أراك غدا
لما تركتك يا أماه ليلتها
بل بت قربك أدعو الواحد الأحدا
أماه تحت الثرى أصبحت يا أملا
كنا نرى فيه حلما بات مفتقدا
أماه يا (عاذلي) باب الجنان لنا
قد ووريت فغدا بابا لنا سُدا
أمي التي إن أخيّر بين صحبتها
وبين دنيا الغنى تبقى لنا أمدا
لاخترتها مهجتي حتى تكون معي
بابا لجنات رب يمنح المددا
أماه ضمك تحت الترب مقبرة
سحاب ربي عليها كلما وردا
أماه لو سألوني أين موضعكِ
لقلت فوق الثريا أُبْصِرُ الجسدا
أمي التي لو بحثت الأرض قاطبة
عن مثلها أبدا لن ألتقي أحدا
أماه تبكيك عيني وهي مُحرَقَةٌ
والحزن مزّق قلبي هده هدا
عيناي تسألني ماذا أصابهما
فلم أجد للمآقي فيهما وردا
في كل ركن من الأركان يظهر لي
خيال أم كَفَتْنِي المالَ الولدا
هنا مصلاك يا أمي يحدثني
ومصحف لم يزل في البيت مُفْتَقِدا
وذي عصاك التي لا تأبهين بها
تبكي أنامل قد كانت لها سندا
وساعة البيت تبكي: أين صاحبتي؟
تلك التي وضعتني قربها أمدا
تسائل الكل عنها وهْي واقفة
أين التي رمقتني تتبع العددا
لطالما نظرت لي وهْي شاردة
بناظريها تظن الوقت قد شردا
وشغلها دائما تقضي فرائضها
فلا تفوت صلاة وقتها أبدا
إن كان ذكرك يا أماه قد أعيا
حتى الجمادات منها قلبها اتقدا
فإن ذكراك في الأعماق تعصرني
وتقتل النفس حتى تمحق الجسدا
يا نفس لا تجزعي من فقد غالية
فالكل مرتحل آت الإله غدا
يا رب يا خالقي يا من يجيب إذا
دعاه داع لأمر كان محتدا
رباه يارب فاجعل قبرها خضرا
يضيء نورا نعيما سرمدا أبدا
أفسح لها القبر صُنْها منعَّمَةً
هيء لها ربنا من أمرها رغدا
وصلّ ربي على المختار قدوتنا
وارحمة ربي بما أهدى لنا رشدا