المهرجان الوطني للثقافة والتراث ملحمة الماضي وأصالة الحاضر يصوغها فارس الفرسان - خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي امتطى صهوة المجد وسار به في دروب الحضارة شامخاً في خضم بحور السياسة العاتية ليصل إلى ذروة المجد متخذاً من أصالة الماضي وعبقه وعراقته أساساً راسخاً لبناء حاضره ومستقبله، مهرجان الجنادرية مهرجان تراثي كبير سيستعيد الأيام الخوالي والصور الحميمة لماضينا المشرق، فهو مناسبة وطنية يتطلع إليها الجميع سواء كانوا مواطنين أو مقيمين من جميع الجنسيات بشوق وفرح، كيف لا وهو ملتقى الثقافة والتراث والأدب، لا فرق بين مثقف وغير مثقف، فهو مهرجان وطني شامل متجدد دائماً، ذو رحابة واسعة في نشاطاته المتنوعة وبرامجه الغنية التي تهم جميع الفئات وجميع الرغبات، وهو علامة بارزة يدركها الكل من المثقفين الذين يعيشون ذلك الحدث، فمهرجان الجنادرية بمضمونه العام مهرجان لتلك الثقافة وذلك التراث الذي أضفى على طابعه صفة الروعة والعناق الحار بالقديم من التراث الشعبي، ويرتبط التراث في نظر الكثير منا بالماضي لأن التراث من الإرث وهو بقية الشيء والأمر القديم يتوارثه الآخر عن الأول، وتمثل الثقافة الوعاء المعرفي الذي يضم إرث الماضي المادي من آثار ومقتنيات ونقوش وغيرها، والمعنوي كالعادات والتقاليد والعلوم والآداب وغيرها، فتراث اليوم هو ثقافة الأمس ويمكن القول إن الثقافة تمثل مع التراث رافدينِ يمدانِ أي حضارة بأسباب البقاء والتجدد، وأحياناً الخلود إنْ أحسن أفرادها العناية بهما، ويعكس المقدار الذي تحققه حضارة ما على المستوى الثقافي مدى التقدم الذي أحرزته هذه الحضارة في المستويات الأخرى.
ونرى في هذا العرس السنوي المتجدد الذي يُحتفى بقائده الفارس - خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - في احتفال تعزف فيه كل مناطق مملكتنا الحبيبة سمفونية مشتملة على أنواع الأصالة والتراث منتشية ومفتخرة بما وصل إليه عهدنا الزاهر بإبداع فارسه الأصيل فارس العروبة والإسلام - خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - كما نرى حواراً آخر بين الماضي والحاضر تلبية لدعوة القائد الفارس للحوار ليخرج لنا غداً زاهراً مشرقاً بمعالم واضحة وعلى قواعد سليمة فكرياً وعقدياً منشأها ديننا الحنيف السمح وتراثنا وحضارتنا الإسلامية الأصيلة، ثم ننتقل إلى مشهد آخر فيه تفاخر بين ماضٍ وحاضرٍ، الكُلُّ يفتخر بهذا الفارس القائد تاريخاً حضارياً وحاضراً تاريخياً صاغه فارسنا المصلح، ماضياً به قدماً بكل ثقة وحكمة وعبقرية قل أن تجد لها مثيلاً.
وفق الله القائمين على هذا المهرجان وأمدهم بالعون والتوفيق.
|