أماه نجمك في دنياي قد أفلا
أماه من لي يعيد النور يؤنسني
أماه يا كوكبا قد كان متقدا
أماه وا حر قلبي لم أودعك
أماه لو أنني بالغيب عالمة
لما تركتك يا أماه ليلتها
أماه تحت الثرى أصبحت يا أملا
أماه يا (عاذلي) باب الجنان لنا
أمي التي لو خيروني بين صحبتها
لا خترتها مهجتي حتى تكون معي
أماه قد ضمك في الترب مقبرة
أماه لو سألوني أين موضعك
أمي التي لو بحثت الأرض قاطبة
أماه عيني تبكي وهي محرقة
عيناي تسألني ماذا أصابهما
في كل ركن من الأركان يظهر لي
هنا مصلاك يا أمي يحدثني
هنا مكانك يا أمي يسائلني
هنا سريرك يا أمي يحن إلى
وذي عصاك التي لم تأبهين بها
وساعة الحائط تبكي أين صاحبتي
تسائل الكل عنها وهي واقفة
لطالما رمقتني وهي شاردة
وشغلها الشاغل دوما لا يفارقها
إن كانت الأشياء يا أماه تذكرك
فإن ذكراك في الأعماق تعصرني
يا نفس لا تجزعي من فقد غالية
يارب يا خالقي يا من يجيب إذا
رباه يارب فاجعل قبرها خضرا
ونقها من ذنوب أنت تعلمها
وأفسح لها فيه مد الناظرين لها
وانقلها من ضيق قبر قد بنوه لها
لجنة عرضها عرض السماء كذا
واجمع أحبتنا فيها بلا كدر
وصلي ربي على المختار قدوتنا
وأظلم الكون في عيني واسودا
يعيد فرحا مضى من ذلك العهدا
يشع نورا لنا من قلبك امتدا
رحلت مسرعة لم تخبري أحدا
وفي يقيني بأني لن أراك غدا
بل بت قربك أدعو الواحد الأحدا
كنا نرى فيه حلما بات مفتقدا
قد ووريت فغدا باب لنا سدا
وبين دنيا الغنى تبقى لنا أمدا
باب لجنات رب عنده المددا
سحاب ربي عليها كلما وردا
لقلت فوق الثريا ذلك الجسدا
على مثيل لها لم التق أحدا
والحزن مزق قلبي هده هدا
فلم يعد للمآقي فيهما وردا
خيال أم هي الأغلى من الولدا
عن شوقه لجبين فوقه سجدا
أين التي برؤاها الكل قد سعدا
لسان ذكر وورد كلما رقدا
تبكي أنامل قد كانت لها سندا
تلك التي وضعتني قربها أمدا
أين التي مقلتيها تتبع العددا
بناظريها تظن الوقت قد شردا
ألا تفوت صلاة وقتها أبدا
يذوب منها الفؤاد الجلمد الصلدا
تفتح جراحات حزن مالها سدا
فالكل مرتحل آت الإله غدا
دعاه داع لأمر كان محتدا
يضيء نورا نعيما سرمدا أبدا
واغسلها ربي بماء الثلج والبردا
واجعلها في سعة واجعل لها رشدا
وابدلها روضا من الجنات ممتدا
عرض الأراضين سبعا عدهم عدا
جمع المحبين ممن بينهم ودا
صلي عليه صلاة ما لها عدد