الأندية الرياضية ورسالتها التربوية
منصور إبراهيم الدخيل - مكتب التربية العربي لدول الخليج

لقد تعلمنا في مدارس التعليم العام التربية البدنية بوقت مبكر ومقولة العقل السليم في الجسم السليم حاضرة في أروقة المدرسة، وفي سبورة الفصل ويرددها أحياناً مدرس مادة التربية الرياضية التي تعتبر مادة مشوقة لنا نحن الطلاب، وكنا نحرص أن يختصر التمارين السويدية التي يعطيها لنا في بداية الحصة، كل ذلك في سبيل مزاولة الألعاب الأخرى المرتبطة بالكرة سواء كانت كرة القدم أو السلة أو الطائرة أو التنس، ففي ظل هذه الأجواء أصبح الطالب يملك الكثير من المقومات التي تؤهله لتطوير الهويات الرياضية عنده من خلال الأندية الرياضية حيث إن المدارس هي الممول الوحيد لهذه الأندية، بل كان التنافس الرياضي بين مدارس المحافظة وعلى مستوى المناطق على أشده ومتابعة مستمرة من أولياء الأمور والهيئة التعليمية المدرسية، واليوم عندما نطالب الأندية الرياضية بتفعيل رسالتها التربوية فإننا نذكرها بأن منسوبيها ومشجيعها معظمهم من الطلاب فإقامة الأنشطة وبصور متعددة أصبح ضرورياً بل واجباً وطنياً لاحتضان الكثير من فلذات أكبادنا وتوجيههم الوجهة السليمة التي قوامها مخافة الله ومراقبته في السر والعلن، وخصوصا في هذا الوقت المتلاطم الذي أفرز لنا تيارات فكرية دخيلة شككت في فئة من بعض أبنائنا وجعلتهم يتأثرون بها، ويتنكرون لعلمائنا ووطننا وولاة أمورنا، حيث وصل بهم الى التطرف والغلو المنافي لديننا الحنيف، فالأندية لها دور مهم في التربية والتوعية مساهمة منها في إعداد المواطن الصالح النافع..، فإنشاء مكتبة في كل ناد أمر ضروري وخصوصاً اذا أسندت الى رجل متخصص في التوثيق والمعلومات، ولديه حس معرفي حاضر ومتابع لمنظومة المعرفة المتنوعة المرتبطة بالفكر السوي الذي يعزز الانتماء، ويبحث عن الحكمة من أجل ترسيخها بين صفوف القراء، كذلك من الأمور الأخرى التي يجب أن تهتم بها الأندية الاهتمام بالمسابقات العامة الدينية والثقافية وعمل جوائز جيدة لتحفيز الشباب على المشاركة فيها، كذلك إقامة دورات لتحفيظ القرآن الكريم، ودورات تدريبية على الحاسب الآلي، كذلك إقامة المحاضرات المتنوعة المرتبطة بحياة الناس مثل مهارة الاستماع، وكيفية المحافظة على الوقت واستثماره، كذلك أدب الحوار، وقبل أن أختتم هذه المقالة أحب أن أشيد بالجهود المخلصة التي قام بها نادي الشباب بالرياض بتوجيه من رئيسه المواطن المخلص الأستاذ خالد البلطان من خلال إسناد النشاط الثقافي الى الدكتور فهد العليان الأكاديمي المعروف الذي رسم خطة طموحة لتفعيل رسالة النادي التربوية والثقافية، وكان من ثمار ذلك البدء في إنشاء مكتبة داخل النادي.. أيضاً إقامة مهرجان الطفل الأول في 16-9-1426هـ كذلك حملة نادي الشباب للتبرع بالدم خلال الفترة من 23 الى 24-10-1426هـ وحملة مكافحة التدخين من 22 الى 28-11- 1426هـ. والله الموفق.