Thursday 9th March,200612215العددالخميس 9 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الاخيــرة"

رحلة ملك (34) رحلة ملك (34)
بقلم: خالد المالك

  بحسب ما قيل أو كتب عن زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى باكستان، فإنها تعد -بنظرنا- ناجحة بكل المقاييس من جهة، وهي بما تم التوصل إليه من اتفاقيات وتطابق في وجهات النظر حققت - ولا شك - الأهداف التي سعى الملك لتحقيقها من جهة أخرى.
وبالتأكيد، فإن ما كان مؤملاً من نتائج في هذه الزيارة قد تحقق، وإن المباحثات السعودية الباكستانية قد فتحت الباب نحو المزيد من النجاحات المستقبلية، ومما لفت نظري في هذه الزيارة تلك المظاهر التي عبرت عن حب للملك عبدالله وتقدير لشعب المملكة بما أوحى مبكراً للمراقبين بأن الدولتين تتجهان بعزم وتصميم ورغبة مشتركة نحو ما تم التوصل إليه.
ولعل أبرز ما يميز العلاقات السعودية الباكستانية هذا العدد الكبير من العمالة الباكستانية التي تعمل في المملكة، إذ يقدر عدد من يعمل في المملكة من الباكستانيين أكثر من مليون عامل، يمارسون العمل في مختلف أنواع المهن، ضمن سياسة التنوع في استقدام العمالة من الخارج، حيث تأتي باكستان بين الدول الأكثر استقداماً للعمالة منها إلى المملكة.
وفي ظل الأحوال التي تعيشها باكستان، فإن أكثر ما يشغل بال الباكستانيين علاقتهم المتوترة مع الهند والخلافات في أفغانستان، ومثلما قال الرئيس الباكستاني فإن المنطقة ظلت مضطربة ولا تزال منذ عدة عقود، وإن زيارة الملك عبد الله لكل من الهند وباكستان سوف تساعد في عملية السلام، منوهاً بالتزام خادم الحرمين الشريفين بإيجاد حل لقضية كشمير؛ مما يدل - يقول الرئيس الباكستاني - على تأييده الدائم لكل القضايا العادلة لنيل أصحابها حقوقهم المشروعة.
والملك عبد الله له رأي جميل في تحديده لإطار مستوى العلاقة السعودية الباكستانية، فقد رأى في خطاب له خلال الزيارة أن هذه العلاقة تجاوزت مرحلة الصداقة إلى مرحلة التحالف في السراء والضراء، بدليل ما يقوم به حوالي مليون مواطن باكستاني تستضيفهم المملكة من دور وجهد ليساهموا في الإعمار والتنمية ورخاء البلدين.
وكانت زيارة خادم الحرمين الشريفين لباكستان فرصة للإعراب عن اعتزازه بالموقف الباكستاني من قضية فلسطين، باعتباره موقفاً مناصراً لقضية كل العرب والمسلمين، بأمل أن يسهم هذا الموقف في الوصول إلى تسوية عادلة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني وترسي دعائم السلام العادل في المنطقة.
وما كان الرئيس الباكستاني مشرف وشعبه ينتظرون سماعه من الملك عبد الله حول قضية كشمير المتنازع عليها بين باكستان والهند، عبر عنه خادم الحرمين الشريفين بوضوح وصراحة بقوله: إن منطقتكم تتعرض لشرور الحروب المدمرة، ومن هنا قمنا خلال زيارتنا للهند بالإعراب عن أملنا في أن تنجح المباحثات بين البلدين في الوصول إلى الحلول المنشودة، ونكرر هذا الأمل أمامكم متمنين أن تتوصلوا مع الهند إلى تسوية عادلة تضمن الحقوق المشروعة للبلدين وتؤدي إلى استقرار المنطقة.
وقد عقب عليه الرئيس مشرف بأن قال: إن زيارة الملك عبد الله للهند سوف تساعد في تسريع عملية السلام، وإن باكستان مشغولة في جهد مخلص لحل قضية كشمير التي تشكل الخلاف الأساسي وسبب التوتر المستمر بين باكستان والهند، وإن باكستان تؤمن بأن العلاقات المتحسنة بين البلدين ووجود بيئة عالمية ملائمة توفر في الوقت الحاضر فرصة نادرة لمعالجة هذه القضية بما هو مقبول لكل الأطراف وبخاصة شعب كشمير.
وغداً نواصل الحديث

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved