Sunday 5th March,200612211العددالأحد 5 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"المجتمـع"

نبض الشارع نبض الشارع
حمى الأسهم تدمي جسد التماسك الأسري

* الرياض - علي الخزيم:
يتفشى المجتمع حراك اقتصادي متسارع وينتقل من أسرة إلى أخرى، ومن فئة اجتماعية إلى فئة ربما كان من الظن أن لا تسلك مسلك المضاربين بالأسهم والمحافظ الاستثمارية، نظراً لأن المتوقع من بعض الفئات هو القناعة برزقها والاكتفاء بالتفرج على لهاث الفئات الأقدر على الركض بين صالات الأسهم التي تومض بريقاً أخضر وأحمر بين فينة وأخرى، ذلك أن المؤشر في صعود وهبوط لا يفتأ أن يعلن عن مفاجأة تغضب الكثيرين ولا ترضي إلا قليلاً ممن رسموا وخطُّوا للمؤشر مساره ذاك الذي صار.
هذا التعامل اليومي في حركات الأسهم وحديث المجتمع أغرى الفئات الأقل دخلاً (المتفرجة) سابقاً للدخول في مضمار التسابق والتنافس، لكن كيف؟!
وهذا هو مرتكز الحديث، فالوسائل متعددة بداية من قرض بنكي إلى مصروف الأسرة الذي تاه بزعم من (المدام) لكنه حقيقة استقر بين الابن الأكبر لينتقل سلساً إلى رقم في معمعة أسهم إحدى الصالات، وذلك بطبيعة الحال دون علم الأب الذي يرفض خوض أسرته هذا المعترك الحسابي غير المأمون باعتباره الوحيد بينهم من يملك الحصافة المؤهلة لتفادي الخسائر، لكنهم أمام هذا التجهيل ابتكروا الطريقة التي وجدوها أمامهم رغم عدم مشروعيتها ودون وعي بآثارها السلبية في حال انكشافها..غير أن حالاً أذمّ وأشرّ من هذه تلك التي ابتكرتها زوجة خادعت زوجها باقتباس مبلغ لزوم شيء ما للأسرة وناولته على عجل لصديقتها لتساهم باسمها دون علم الزوج الذي لن يرضى بهذا الإجراء جملة وتفصيلاً ولو علم لاتخذ بحق زوجته ما قد يفكك ويبعثر أسرته، كما يتحدث المجتمع في مجالسه - إن صدقت الروايات وخلت من المبالغات- إن شباباً يسرقون من أسرهم لأجل الاكتتاب والمساهمات في شركات توظيف الأموال، وتداول الأسهم عبر فتح حسابات في بعض المصارف. ولا تمل مجالس المساء من تكرار قصص ومفارقات عجيبة حول هذا الأمر حتى ليخال الإنسان نفسه يستمع لبرنامج كوميدي تم إعداده مسبقاً وبدراسة وافية من حيث نسج فصوله الضاحكة، سوى أن العجب يتبدد حينما ترى الحقيقة مثبتة بالاسم وباعتراف من فرد من أفراد الأسر التي تعرضت لحمى وحمم المساهمات وسباق الأسهم وتبدلاتها اللونية بين مثلث أخضر شامخ للأعلى وآخر أحمر من فرط الخسارة فانتكس للأسفل فنكس رؤوس متابعيه وأصابهم بجرعة قوية من الاحباطات المؤقتة التي قد لا يصمد معها المتداول وقد يكون مصاباً بضعف بالقلب أو ما جاوره فينتكس صحياً، وقد يصاب بمضاعفات الجلطات والأزمات القلبية. هذا عدا ما ذكر أعلاه عن اهتزاز مستوى الثقة بين أفراد الأسرة الواحدة وترصدهم لبعضهم مالياً، وندعو الله جميعاً ألا يتطور بنا الحال إلى ما يشبه ظاهرة شكوك وعدم ثقة تدمر الأسرة والمجتمع.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved