|
انت في"الرأي" |
|
لقد تطور الحال في مجتمعنا وكثرت المشكلات الزوجية، وأصبحت كلمة الطلاق قصيدة يتغنى بها كثير من الأزواج. وفي الطلاق يرمى السبب على الزوجة بأنها هي من أراد ذلك.. ولكن، لا يبحث في الأسباب وأنا أكتب لكم هذا الموضوع رغم أنني لم أعش الحياة الزوجية، فقد حدثت لي قصة مع أحد الأشخاص في أول جلسة تعارف بيننا وأخذ يستشيرني في أمور ومشاكل عائلية كثيرة وقطع حديثه، وقال: هل أنت متزوج فابتسمت وقلت: لا، ثم قال: هل تنوي الزواج؟ قلت نعم. فقال: لماذا؟ واستغربت لسؤاله ، فقلت على سبيل المداعبة: مثلك. ثم قال وهو منكسر فاستغربت ردة فعله فقلت: ما بك؟ قال: هل تريد الزواج مثلي فقلت وما بك؟ هل أنت سعيد؟ فقال: لا. أنا أبو سعيد فقلت أقصد هل أنت سعيد في حياتك الزوجية، فقال: لا تقل حياة زوجية بل قد موت ووحشية فقلت أنت تتحدث عن فيلم غربي، فقال: بل واقع عربي. وما هو السبب رد لي الأسباب بالجملة.. وأخذت أبحث في قصته مع زوجته واكتشفت أن زوجته هي من طلبت الطلاق ففي حديثه أن زوجته لا تراعي الواجبات الزوجية. ثم في وقت قصير تغير أسلوبه في الكلام وقال وهو مبتسم ومتجاهل كل الذي حصل وقال إن المال موجود والعروسة في كل بيت فخرج مسرعاً ليقضي بعض أشغاله على حد قوله، فأخذت أدرس هذه الحالة كثيراً ودونت معلومات عن هذه الواقعة، وأسباب الطلاق أو الهروب من الزوجات إلى منزل الأهل والابتعاد عن الحياة الزوجية، فما هو السبب وأين المحبة الموجودة في النصف الآخر من الذين يتمتعون بحياة زوجية ممتعة وسعادة غامرة مع زوجات يتصفن بأروع معاني الحياة المستقرة والسعادة الأبدية والقيام بالواجبات الحقيقية للزوج، فالاحترام والتقدير المتبادل بين الزوجين من أهم أسباب السعادة.. وكما ذكر الخبير ديل كارنيجي في أحد كتبه في قصص متعددة ومن قصصه في هذا الجانب قال: منذ عدة سنوات أجريت دراسة على الزوجات الهاربات، فماذا كان السبب الأساسي في رأيك لقد كان غياب التقرير. وأنا واثق أنه لو أجريت دراسة مشابهة على الرجال ستأتي بنفس النتائج، فنحن غالباً ما نعامل شريك حياتنا على أنه شيء مسلَّم به، بما لا يجعلنا نعلمه بأننا نقدره. وقد أخبرنا آخر بمطلب طلبته منه زوجته وكانت هذه الزوجة، مع غيرها من النساء قد اشتركت في برنامج تطوير ذاتي في إحدى دور العبادة، وطلبت الزوجة من زوجها أن يساعدها بكتابة قائمة بستة أشياء يعتقد أن بإمكانها القيام بها لمساعدتها على أن تكون زوجة أفضل، وقد قال هذا الرجل لقد اندهشت من هذا المطلب وبصراحة لقد كان من السهل على أن أكتب ستة أشياء أريد منها أن تغيرها.. فقد كان من الممكن أن تكتب هي ألف شيء تود أن تغيره فيّ - ولكنني لم أفعل هذا، بل قلت لها دعيني أفكر في هذا، وسأعطيك الرد صباحاً.. وفي الصباح التالي استيقظت مبكراً جداً واتصلت بمحل الزهور وطلبت منه أن يرسل لي ست ورود إلى زوجتي ويكتبوا عليها: لا يمكنني أن أفكر في ستة أشياء أود تغييرها فيك فأنا أحبك كما أنت.. وعندما عدت للمنزل في مساء ذلك اليوم. أتدرون من الذي كان ينتظرني بالتحية على الباب؟ نعم لقد كانت زوجتي وكانت وقتها تبكي ولا حاجة للقول بأنني كنت سعيداً للغاية بأنني لم انتقدها كما طلبت.. انتهت القصة. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |