روحي فداء المصطفى العدناني
أفديه بالأبناء والإخوانِ
وفداؤه عرضي وكل مغانمي
والأهل والأصحابِ والخلانِ
بأبي وأمي يا نبياً جاءنا
بالنور والتقوى وبالإيمان
بأبي وأمي أنت يا علم الهدى
يا أحمد المبعوث بالقرآن
بأبي وأمي أنت يا تاج التقى
يا خير من أصغى له الثقلان
والله إنك خير مخلوق مشى
فوق الثرى وعلى مدى الأزمان
والله إنك خير مخلوق سرى
نحو السماء فسدرة المنان
أنت البشير وأنت أكرم من دعا
للدين في رفقٍ وفي إحسان
قدمت يا خير الأنام مكارماً
في الحلمِ والأخلاق للإنسان
كل المكارمِ والمحاسن والعلا
أنشأتها حقاً.. فأنت الباني
أسست كل فضيلةٍ ورسمتها
بالصدق والإخلاص والإتقان
لم يشهد التاريخ مثلك قائداً
أنت الذي لم يأتِ بعدك ثاني
أنت الرسول نبينا وإمامنا
أنت المؤيد من عظيم الشان
فأضاءت الدنيا وزال ظلامها
وبدت غوانيها كعقدِ جمان
ضاءتْ لها بصرى ودولة فارسٍ
وبلاد قيصر دولة الرومان
سَطَع الضياء على مشارف روسيا
وبأرضِ جاكرتا وفي البلقان
وعلى بلاد الهند إنتشر الهدى
من بعد نورٍ لاح في خرسان
واليوم أوروبا يشعّ بأرضها
طيف السلام وخاتم الأديان
ويلوحُ في أرجاء أمريكا التي
عَطِشتْ لكل فضيلة وأمان
عطشت لدينك يا رسول إلاهنا
سَئمتْ من العيشِ الذي بهوان
سئمت من الضنك الذي ينتابها
سئمت حياة القهر والطغيان
زَكّاك رب العرش في آياته
وأتاك قوة حجةٍ وبيان
وهدى القلوب الغلف في جنباتها
فغدتْ بلا مكرٍ ولا أضغان
أجرى لك الرحمن ماءً صافياً
ينساب بين أصابع وبنان
ومشتْ لك الأشجار حين دعوتها
فأتت إليك تميلُ بالأغصان
والجذع حنّ إليك حين تركته
وهفا إليك برقة وحنان
الله شقّ البدر في عليائه
لترى قريش حقيقة البرهان
لما أشرت إلى السماء بدا لهمْ
فوق الشعاب بأرضهمْ قمران
وجعلت من فرس ابن مالك أيةً
لما دعوتَ فساختْ الساقان
أنت الشفيع إذا وقفنا كلنا
يوم الحساب لربنا الديان
شهدتْ لك الأعداء أنك سيدٌ
وعظيم أهل الأرضِ في العرفان
قالوا بأنك خير من وطئ الثرى
وأقام شرع الله بالميزان
قالوا بأنك لو أتيتَ لعصرنا
لأزلت ما في الأرضِ من عدوان
وأزلت عنها كل كَربٍ أو أسى
في بضع ساعاتٍ وبضع ثواني
بأبي وأمي أنت يا من ناله
سوء الصحافة من بني الشيطان
في دولة الدنمرك أو إيطاليا
أو في بلاد الغال والألمان
تالله ما رسموك يا خير الورى
أنَّى لأهل البغي والإنتان
إبليس لا يأتي بوصف محمدٍ
بل بالدنيء الفاسق الفتان
إبليس في الدنمرك حطّ رحاله
وأقام بين أكابر الأعوان
وتآمروا حقداً عل علم الهدى
ليشوّهوا المعصوم بالبهتان
من ذا يشوه بالرسوم نبينا
وهو الذي يخلو من النقصان
تبت يدا رسامها سحقاً له
خسئ المسيء لمرسل الرحمن
خسئت بنو صهيون والأمم التي
نالتْ رسول الله بالبطلان
بأبي وأمي أنت يا من حبهُ
قد غاص في قلبي وكل كياني
أهدي السلام إليك يا خير الورى
أهديه من قلبي وقول لساني
وعليك من رب العباد صلاته
وسلامه يغشاك كل أوان