لا تستغرب عندما تشاهد ماليزيًّا يضع راحتي يديه مجتمعتين قرب صدره، إنها تعني التحية وترمز إلى معنى كلمة (سلام)، وعلى هذا الأساس فحين يصافح الرجل الرجل الآخر فإنها تكون باليدين، وذلك بأن يلمس الرجل يدَ الرجل الآخر بخفة ليعيدها بعد ذلك إلى صدره جهة القلب، وهو ما يعني أيضاً أن من صافحك إنما يحييك من القلب حسبما اعتاد عليه الماليزيون.
والملك عبدالله بن عبدالعزيز في زيارته لماليزيا، استقبل بحب ومن القلب أيضاً، وكان الاهتمام به وبالزيارة الملكية واضحاً على وجوه وحركات القيادة وأعضاء الحكومة والشعب، وكل التصريحات التي صدرت من المسؤولين الماليزيين عن الزيارة قبل بدئها وأثناءها وبعد اختتامها، كانت تُجمع على الاهتمام بشخصية الملك والفرح بقدومه إلى هذه الديار.
هناك خمس اتفاقيات تم توقيعها بين رجال الأعمال في المملكة وماليزيا، وقد شهد الملك عبدالله ورئيس الوزراء الماليزي داتوسري عبدالله أحمد بدوي مراسم التوقيع، وكان هذا دليلاً على ترحيبهما وتشجيعهما لمثل هذه المبادرات، بأمل أن يكشف المستقبل عن مزيد منها، وهو ما كان مثار الاهتمام والتعليق والمتابعة ممن حضر الحفل الذي أقامه مجلس الغرف السعودية بالاشتراك مع جمعية الصداقة السعودية الماليزية.
هذه الاتفاقيات التي أبرمها القطاع الخاص في الدولتين تقدَّر قيمتها بحوالي المليارين ونصف المليار ريال سعودي، وتتركّز هذه الشراكة في مجال تطوير أجهزة الجوال والكليات الطبية والعقارات والاستثمارات المالية والتعليم، كما أن اتفاقاً قد تم بين الجانبين على عدد من القرارات التي تساعد على تسهيل التجارة والاستثمار وتبادل الخبرات ضمن تعاون يشمل أيضاً المجال التقني والصناعي.
ومثلما أُعلن خلال الحفل، فإن حجم التبادل التجاري بين المملكة وماليزيا قد ارتفع بنسبة10% في عام 2005م مقارنة بعام 2004م وهو ما يمثِّل حوالي سبعة مليارات من الريالات السعودية، ويلاحظ أن حجم الواردات الماليزية من المملكة في حدود خمسة مليارات ريال، بينما لا تتجاوز الصادرات الماليزية إلى المملكة 1.7 مليار ريال، والسبب في ميل الميزان التجاري لصالح المملكة صادراتها من البترول ومشتقاته إلى ماليزيا.
رئيس الوزراء الماليزي السيد بدوي، دعا إلى دمج الخبرة التقنية الماليزية مع رأس المال السعودي لإقامة مشاريع ليس في المملكة فحسب ولكن في أماكن أخرى بدول العالم الثالث، مضيفاً أن ماليزيا تنمو بقوة في مجال المعلومات والاتصالات، وأنها توفر بيئة تنافسية للمستثمرين الأجانب، ممتدحاً الخطوات السعودية المشجعة لجلب الاستثمارات الأجنبية.
وكان خادم الحرمين الشريفين قد سبقه إلى القول: على رجال الأعمال في البلدين أن يعتمدوا - بعد الله - على ما يلقونه من دعم ومؤازرة من الحكومتين، مشيراً إلى أن الاقتصاد في كل من ماليزيا والسعودية يمر الآن بمرحلة من النمو المتطور والازدهار الكبير.
كلام الملك عبدالله دفع رئيس وزراء ماليزيا لأن يدعو إلى تشكيل تحالف اقتصادي إستراتيجي بين البلدين، وخاصة أن الماليزيين والسعوديين يعيشون في مجتمعين وثقافتين تربطهما الأواصر الإسلامية التي يجب أن يستفيد منها الطرفان.
وغداً نواصل الحديث...
|