سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الغراء
تابعت بكل اهتمام ما تنشره الصفحة الثقافية من جهود وأنشطة للعديد من الفعاليات التي تنتشر في معظم مناطق المملكة، وهذا ليس بالشيء الغريب على العديد من الجهات والهيئات التي طرحت الكثير من الدرر الثمينة في ظل اهتمام وزارة الإعلام ودعمها لحركة النشر والناشرين للمشاركة في المعارض المحلية والعربية والدولية.
ولكن ما لفت نظري هو جهود جمعية شابة نشيطة ما زالت الأضواء مسلطة عليها وذلك خلال قراءتي للخبر المنشور في العدد رقم 12141 في 22 ذي القعدة 1426هـ عن جهود المملكة ومشاركتها بوفد ضخم ضم العديد من الجهات والهيئات والمؤسسات الحكومية وكذلك بالعدد رقم 12106 عن مشاركة المملكة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، ما لفت نظري هو حجم مشاركة هذه الجمعية في هذه المعارض الضخمة وتواجد رئيسها أحمد بن فهد الحمدان مما جعل لها حضوراً عربيا ومبشرا بالتواصل في المتلقيات الثقافية العالمية.
الغريب أن هذه الجمعية عمرها عام فقط ورغم ذلك تخطت غيرها بأعوام عدة بعد أن سخر القائمون عليها جهودهم وخبراتهم في تطويرها ودعم وتقديم المزايا والخدمات لدور النشر لتتحول إلى وعاء وجمعية خدمية تطرح المزيد من الخدمات لأعضائها.
وهنا نتساءل: أين دور باقي الجمعيات وما أكثرها؟ لماذا لم تحذُ حذو هذه الجمعية الوليدة التي أصبحت مثار جذب واهتمام وسائل الإعلام.
أيضا وحسب متابعتنا للصحف قرأنا عن دور رئيس الجمعية ومكاتباته عن ظاهرة القرصنة والاعتداء على حقوق الغير بدليل اكتشاف 1000 مادة تزوير لأمهات الكتب خلال 3 أيام في ثلاث مناطق حسب ما نشرته الجزيرة في العدد رقم 11873 في 11 أبريل 2005م، وهي ظاهرة خطيرة وجدت تربة خصبة في ظل انتشار ما أسموه بدار خدمات الطالب التي تعج بالعشرات من أجهزة التصوير الحديثة التي تستطيع طبع كتاب خلال دقائق معدودة.
ألا تستطيع الجهات والهيئات المسؤولة القيام بالعديد من الحملات المفاجئة على مثل هذه المكاتب وتطبيق القواعد النظامية عليها، خصوصا أن المملكة في مقدمة الدول التي وقعت على قانون حماية الملكية الفكرية.
الأمر خطير والسطو ينتشر على أمهات الكتب دون وازع أو ضمير لعدد من أصحاب المكتبات ومراكز خدمات الطالب ما دام الكسب سريعا والربح مضمونا؛ ولذا أقترح المزيد من الحملات المفاجئة في جميع مناطق المملكة وتوقيع أقصى العقوبات وتفعيل القوانين النظامية وتطبيق الحد الأقصى عليهم ليكونوا عبرة لغيرهم.
في النهاية تحية إلى هذه الجمعية الوليدة الشابة التي تحمل الكثير من آمال وطموح الناشرين في المملكة وتهنئة لرئيس الجمعية وأعضائها على ما قدموه ويطرحوه في المعارض المحلية والعربية.
خالد النافع - الرياض |