طالعتنا إحدى الصحف المحلية الأسبوع الماضي بتحقيق كان عنوانه إنجاز في علاج الحروق والبهاق وجاءني سيل كبير من المكالمات للاستفسار وقرأت الخبر وتفاجأت بما فيه من المبالغات والدعاية غير المباشرة لهذه العملية فهي ببساطة نفس عملية زراعة الخلايا الصبغية التي هي معروفة منذ سنين وليس فيها أي سبق علمي إلا أنه هناك محلول كيميائي اسمه صودويوم لاكتيك (والذي لم يثبت جدواه علمياً حتى الآن إلا على بعض الحالات)، بالمقارنة بالمحلول القديم وهو DMEM الذي أثبت جدواه أكثر من ألف وخمسمائة حالة تم عملها بواسطة د. سانجيف موليكار عمل جزء كبير منها في المركز الوطني للبهاق والصدفية في الرياض وجدة.
أما قولهم إن نسبة نجاحها 100% فهذه مغالطة علمية يجب ألا تسوق للمرضى لأن نسبة نجاح العملية هو 85% فقط وهي فاشلة في الأماكن الطرفية. فالمركز الوطني للبهاق والصدفية يعمل هذه العملية منذ عدة سنين وهي تعمل كذلك في عدة مراكز داخل المملكة وخارجها، أما تصويرها أنها إنجاز وأنها عملية صعبة فهذا فيه مبالغة.
وهي لا تفيد في علاج ندبات الحروق وإنما فقط للبهاق والتصبغات البيضاء بسبب الحروق لأنها زراعة الخلايا الصبغية وليست كل خلايا الجلد. أما قولهم: إنهم أول مركز يحصل على هذه التقنية لمحلول فأنا أطلب من هذا الفريق الطبي السعودي زيارة المركز الوطني للبهاق والصدفية ليروا أن محلول سلسبراي Cell Spray الإسباني هو موجود هناك وأن العملية تعمل منذ سنين فلماذا نستخدم مناصبنا العلمية وإعلامنا الصادق في تسويق معلومات غير صحيحة من أجل الحصول على أكبر عدد من المرضى.
أتمنى ألا نشاهد من هذه المبالغات في صحافتنا، خصوصاً مرضى البهاق الذين تعبوا وكلّوا من كثرة المبالغات الإعلامية، ويجب أن نقر كمركز للبهاق أننا فشلنا في علاج بعض الحالات، خصوصاً البهاق الطرفي الذي يصيب أطراف الأصابع. وحتى علاجاتنا الضوئية أو الليزر هي فعالة ولكن نسبة معاودة المرض بعد علاجه هو 50% وأحياناً تحدث مضاعفات من العلاج الضوئي أو العلاج بالليزر مثل حروق جلدية واسمرار، وكل هذه المعلومات يجب أن تكون واضحة أمام المريض قبل العلاج ويجب أن نتذكر أن شفاء البهاق السريع والكامل لم يعط إلا لعيسى عليه السلام والله عز وجل يختص برحمته من يشاء.
* المركز الوطني لعلاج البهاق والصدفية |