|
انت في |
ويتحفنا كعادته الشاعر السفير محمد الفهد العيسى في جريدتنا الغراء (الجزيرة) وفي عدد سابق بقصيدة في الحب بعنوان (لست أدري)، (ولا ينبئك مثل خبير)، ولعلي أسميه شاعر الحب العذري العفيف اللطيف - وإن شطح قليلا - كما في هذه القصيدة، إلى بعض التفاصيل، والشاعر وإن كبرت سنه فقد كبر حبه وكبر قلبه.. غنت الراحلة أم كلثوم من كلمات شاعر الشباب أحمد رامي:
وأَنْ تدري خير من ألا تدري، قال إيليا أبو ماضي في قصيدته الطلاسم:
وقد جاء من بطن أمه، ولقد رأى طريقاً مشى فيه فهو أحسن من غيره من الذين لم يجدوا طريقاً يُمشى فيه، وإن أعجب بالقصيدة الكثير وغناها الراحلان عبد الوهاب وعبد الحليم إلا أنها لا تستحق وتدل على جهله وعماه. وإلى القصيدة:
وكنت أسمع في سيارة ابني الصبوحة ورُلى في أغنية: يانا يانا تقولان:
طبعاً ليس بعد الكفر ذنب، لكن استشهدنا بالأغنية لنُري الشاعر الذنب الذي ارتكبه وهو (الحب) وهو قال ذلك: (ما اجترحناه غير ود وحبّ) ولعلي أسمعك أم كلثوم أيضاً في أغنية سيرة الحب:
غنت الراحلة أسمهان:
وغنت الراحلة أم كلثوم في أغنية الأطلال من كلمات طبيب العيون إبراهيم ناجي:
والأب: ما تأكله الأنعام من العشب رطباً أو يابساً قال تعالى: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا، مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ }فالفاكهة لنا والأبُّ لأنعامنا: وغنت أم كلثوم في أغنية (قل لي ولا تخبيش يا زينْ إيش تقول العين للعينْ):
ولا داعي للقسم ونحن مصدقوك لكن مَنْ أغضب مَنْ؟ هذا هو سرُّ الفراق.. عليك أن تراجع أوراقك وكلماتك وما قلت.. وكانت أم كلثوم أجابت عن سؤالك في شرح البيت الأول.
و(بنّا) يعني (افترقنا) من (بان.. يَبِين.. بَيْنًا) قال جرير:
ومنه البيْن الفراق والعرب يتشاءمون بالغراب ويسمونه غراب البين ويتشاءمون ويتفاءلون بالطير فإذا مر من يسارهم متجهاً إلى يمينهم تفاءلوا به وسموه (السانح)، والعكس بالعكس إذا مر من يمينهم متجهاً إلى يسارهم (ويسمونه البارح) وهذا من اعتقادات الجاهلية، وفي الحديث (الطِّيَّرة شرك)، كيف بِنّا: قال ابن زيدون:
وفي الأغنية:
وغنت الفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة:
ولا شغلة ولا مشغلة غناء وعزف: طيب وتاكلون (منين؟).. ولمن أحب التعقيد اللفظي:
والأحسن ليالي (بدل ليالٍ) ولا داعي لحذف الياء لأنها مضاف والرحيق المعتق ليس من ثقافتنا وإنما من ثقافتنا قوله تعالى: {يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ، خِتَامُهُ مِسْكٌ }. والمعتق بالإنجليزي: deepdelved
والعرب كانوا يشربون في الصباح الصبوح ويشربون في المساء الغبوق. قال عمرو بن كلثوم في مطلع معلقته:
كم شربنا: كم هذه خبرية وتمييزها مجرور على الإضافة والتمييز هنا محذوف يعني كم مرة شربنا، ليالٍ - لياليَ: قال تعالى: {سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأياما آمِنِينَ }: الياء تبقى في النصب وتحذف في الرفع والجر إلا عند الإضافة كما سبق.
والولوج في سمّ الخِياط (ثقب الإبرة) دلالة على المستحيل.. قال تعالى: {وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ}. قال شاعر:
وتخيل هذا الشاعر أن ما يحمله من حب وشوق ومعاناة وألم لو وضعت على جمل لصار الجمل أصغر من النملة فيدخل من سمّ الخياط وحينها لا يدخل الكفار النار لأن الجمل دخل في سمّ الخياط وكذب الشاعر قائل البيت السابق، ومثله لن يصح ولا في الخيال وصدق الله العظيم قال: { وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أي مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } (سورة الشعراء). وعودة إلى البيت (لأني - لعلها كأني)، (أعييت) لعلها (عييت).
وعسى أن يكون ذلك في الحلال، والحقان: الحق وعاء معدني لجيني فضي لامع براق كناية عن النهد.. قال الشاهد النحوي:
والبيت شاهد على جواز أعمال (كأنْ) المخففةَ من (كأنّ) وإهمالها.
لحى: (شتْم). والسرب من الطيور والطيارات والبيت فيه بعض اضطراب لعله طباعي.
والبيت هذا أيضاً فيه اضطراب ولعله مطبعي ولو قلنا (فرقتنا فيه الليالي) لصح الوزن. نترع الكأس: نشربها مملوءة ومثلها ندهق.. وقد ابتدأ الشاعر القصيدة بالبين وأنهاها بالفراق والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه. قال صقر قريش (عبد الرحمن الداخل) مؤسس الدولة الأموية في الأندلس:
وأنا أرجو أن يقضي الله باجتماع الشاعر العيسى مع من يحب. أما بعد فقد فرحت بقصيدة أستاذنا الشاعر السفير (كما قيل لي) أشدّ الفرح - مع قليل مبالغة - وكنت خشيت أن يفارقنا بشعره فجاءنا ليجمع شمل شعره بقصيدة الفراق المشؤوم. قال النابغة الذبياني:
وجر الأسودِ في البيت السابق بدل الرفع يسمى الإقواء في علم القوافي من العروض.. أقول: وما على الشاعر من ملاحظاتنا، ولعلنا نعطيه فرصة فتنشر قصيدته مرتين (وخلِّ اللي ما يشتري يتفرج). أما القصيدة فهي من البحر الخفيف:
وهي خفيفة لطيفة نظيفة طريفة ظريفة شريفة منيفة مع الشكر لقائلها. وأخيراً: لعلّ هناك علاقة خفية بين الشعراء والسفراء فأنا أعرف خمسة شعراء سفراء: شاعرنا محمد الفهد العيسى وشاعرنا الدكتور غازي القصيبي، والمرحومون: نزار قباني وعمر أبو ريشة (سفيران سوريان) وعبد المنعم الرفاعي (سفير أردني) (وبس). نزار رفيق بشير /الرياض |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |