Friday 24th February,200612202العددالجمعة 25 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"المجتمـع"

نبض الشارع نبض الشارع
د. الزعاق: تباشير الفقع.. بعد أول مطرة بـ45 ليلة
الفقع ثقيل على المعدة.. ويسبّب عسر البول

* كتب - سلمان السلمان:
مع دخول فصل الشتاء ونزول أول قطرات المطر يتناقل الناس أخبار الفقع وأين ظهر ويبدؤون في البحث عن هذا الفطر استمتاعا بقضاء الوقت في البحث عنه، وأيضا بطعمه الذي يحاول الكثير إلا يمر الشتاء إلا وقد تناول شيئا منه.
عن الفقع وألوانه وأنواعه ووقت ظهوره حدثنا الباحث الفلكي الدكتور خالد بن صالح الزعاق فقال: الكمأة التي تسمّى عندنا بالفقع هي نبات فطري يؤكل، وهو يخرج من الأرض كما يخرج الفطر، والفقع لذيذ الطعم وله رائحة عطرية ويتراوح حجمه بين البندقة والبرتقاله.
وعن ألوان الفقع وأجودها قال د. الزعاق: وللفقع عدة ألوان: بيضاء وحمراء وسوداء، والأسود منها هو الجباة وهو قليل الوجود أما الأبيض منها فهو موجود بكثرة ويسمّى الفقعة، ويسميه عامة الناس الفقع وهو أقل أنواع الكمأة جودة وقيمة، ومع ذلك فهو أشهر أنواعها، ويطلق عليه الزبيدي، ويظهر مع أول دفء شمس الربيع. أما عن وقت ظهوره فقال: تبدأ تباشير الفقع -والذي يسمّى الهوبر- فيكون موجودا بعد أول مطرة بـ45 ليلة والهوبر لونه أسود وداخله أبيض وهذا النوع يظهر قبل ظهور الفقع الأصلي وهو يدل على أن الفقع المأكول سيظهر قريبا، ويعتبر هذا النوع أردأ أنواع الفقع ونادرا ما يؤكل، أما الفقع الصالح للأكل فيكون موجودا في المنطقة المرادة بعد 75 ليلة من أول مطرة في موسمه وجميع أيام الوسم، وعشرين يوما من المربعانية إذا نزل فيها المطر فهو منبت للفقع بشرط تتابع المطر وكثرة رعد السحابة الممطرة فكلما كثر الرعد كثر الفقع لذلك يسميه العرب (بنات الرعد) لأنه يكثر بكثرته.
وعن أقسام الفقع قال الفلكي د. الزعاق: ينقسم الفقع إلى أربعة أقسام هي: الزبيدي والخلاسي والبلوخي والجبي وأشهرها الثلاثة الأولى، فالزبيدي ينبت في الأرض الحجرية ولونه أبيض ويكون منبته بشكل طولي وأحيانا منفرشا على الأرض، وهو أسهل أنواع الفقع التقاطا نظرا لأنه يخرج على وجه الأرض وغالبا لا يكون فوقه غطاء أرضي فيكون مكشوف الرأس كشكل الكرة الصغيرة فوق الأرض، وأحيانا يكون شكله كبيرا جدا الأمر الذي يجعل أجدادنا سابقا يحذرون منه أشد الحذر في أسفارهم على الإبل ليلا لأنه يؤدي إلى سقوط الراحلة عندما تطأ عليه وبالتالي إعاقتها عن المسير، ويستدل على الزبيدي عن طريق نبات الرقروق وهي نبتة تشبه البقدونس.
واستطرد د. الزعاق في بيان النوع الثاني من أنواع الفقع فقال: وأما الخلاسي فينبت في الفياض مثل فياض الصمان وغيرها ولونه أحمر يميل إلى السواد ويكون شكله منفرشا أو كرويا وهو أطعم من الزبيدي وكلما كبر حجمه حسن طعمه بخلاف الزبيدي فالزبيدي كلما كبر حجمه قل طعمه، ويستدل على الخلاسي بنبات الرقة وهي نبتة تشبه الربلة، وأما البلوخي فهو ينبت في النفود ولونه أسود وشكله يكون منفرشا أو كرويا.ويعتبر الفقع الزبيدي أغلى أنواع الفقع لجمال شكله وكبر حجمه علما بأن أهل الخبرة يحذرون من لقط الزبيدي إذا فات وقته لأنه يتشقق ويكون قابلا للتعفن الداخلي والتسمم.وحذر د. الزعاق من أكل الفقع بكثرة لأنه ثقيل على المعدة وبالتالي يؤثر عليها ويسبب عسر البول. كما أنه يستخدم إذا دق وكحل به كعلاج للعين وتقوية حدة البصر.
وأشار د. الزعاق في ختام حديث إلى أن العلماء حاولوا استزراع الفقع لكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، وهذا يدل على معجزة النبي صلّى الله عليه وسلم فقد روى الترمذي - رحمه الله- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: (الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين) أي أن الله سبحانه وتعالى امتن على عباده بها حيث إنها تنبت من غيث الله بالأرض بلا بذور أو زراعة أو سقاية بل منة منه سبحانه وتعالى.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved