Thursday 23rd February,200612201العددالخميس 24 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

الملك عبدالله واسطة خير الملك عبدالله واسطة خير
محمد المسفر - شقراء - ص. ب 754

من المعروف أن علاقة المملكة أكثر من ممتازة مع دولة باكستان الشقيقة بحكم تجذر هذه العلاقة وجوانب أخرى، ليس هذا مجال ذكرها، والمراقبون يدركون ما لهذا البعد في هذه العلاقات من تأثير للمملكة على الباكستان في كل المجالات، خصوصاً في المجال السياسي، ومما رسخ هذه العلاقات في الآونة الأخيرة وقفة المملكة مع باكستان في حكم برويز مشرف، عندما شن حربه على مكامن ومحاضن الإرهاب في الأراضي الباكستانية التي تتخذها بعض جماعات وقيادات القاعدة منطلقاً لها، إضافة إلى وقفة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين بعد حصول الزلزال المدمر فيها وتبرع المملكة رسمياً لإعادة إعمار المناطق المدمرة بأكثر من نصف مليار ريال، ناهيك عن التبرعات الكبيرة التي هبّ الشعب السعودي لتقديمها لشقيقه الباكستاني الذي يتوقع أن يناهز نصف مليار أو يزيد هذا من جانب، ومن جانب آخر تترجم زيارة خادم الحرمين للهند التي ركزت على الجانب السياسي والاقتصادي ليصبح الهند شريكاً سياسياً واقتصادياً للمملكة كما هي الباكستان، ومن خلال حديث الملك عبدالله لإحدى الصحف الهندية التي أجرتها معه الصحيفة في روضة خريم قبيل سفره أعطى حفظه الله إشارة واضحة للحكومة والإعلام الهندي أن الهند دولة صديقة ويسعده أن يرى خلافها مع الباكستان قد حل وانتهى ولعل الاهتمام الهندي بالزيارة على كل المستويات وما تخلل الزيارة من اجتماع الملك المفدى بكل الفعاليات السياسية ورؤساء الأحزاب الحاكمة والمعارضة ليدل على رغبته رعاه الله في أن يطلع كل الطيف السياسي في الهند على صدق نوايا المملكة كشريك فاعل متطلع إلى استقرار شامل في شبه القارة الهندية، ومما يرسخ هذا المفهوم لدى الهنود هو ثقتهم في الملك السعودي وصدق توجهه بطرحه واعتدال سياسة بلاده التي ترى أنه لا داعي لاستمرار النزاع بين باكستان والهند فكلتاهما دولتان مهمتان للسلم والاستقرار في شرق آسيا وكلتاهما لهما انعكاس على الأمن في الشرق الأوسط، خصوصاً الأمن الخليجي مقابل التسخين الإيراني الحالي.
إذن وكل هذه الأمور تسير بهذه الإيجابية والوسيط ثقة وله ثقله لدى الطرفين فالحكومة الهندية الحالية منفتحة والقيادة الباكستانية مرحبة بأي وساطة سيما بحجم الوساطة السعودية، فلماذا لا تكون هناك وساطة سعودية بين الهند وباكستان.. المراقبون في الدولتين يتطلعون أن تكون على بساط البحث بين الجانب السعودي وهاتين الدولتين المتنازعتين منذ أمد بعيد فما دام أن الثقة موجودة في الوسيط ولم يعد لدى الهند حساسية من تعاطف المملكة الأزلي مع باكستان، فما المانع من أن تبدأ هذه الوساطة على بركة الله، فالملك عبدالله رعاه الله شخصية فذة ورائدة في نزع فتيل الأزمات وإصلاح ذات البين وحل الخلافات بين الجيران والأصدقاء والأشقاء وتمتاز شخصيته بكاريزما تجعله يحقق أهدافه الخيرة بقبول أطراف الخلاف، الجميع يتطلع لمثل هذه الوساطة والجميع لديه القناعة باهتمام المليك بشؤون شقيق وتطلعات صديق ينعكس لتسوية خلافهما إيجاباً على السلم والأمن في القارة الآسيوية والعالم.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved