|
انت في"الرأي" |
|
من المعروف أن علاقة المملكة أكثر من ممتازة مع دولة باكستان الشقيقة بحكم تجذر هذه العلاقة وجوانب أخرى، ليس هذا مجال ذكرها، والمراقبون يدركون ما لهذا البعد في هذه العلاقات من تأثير للمملكة على الباكستان في كل المجالات، خصوصاً في المجال السياسي، ومما رسخ هذه العلاقات في الآونة الأخيرة وقفة المملكة مع باكستان في حكم برويز مشرف، عندما شن حربه على مكامن ومحاضن الإرهاب في الأراضي الباكستانية التي تتخذها بعض جماعات وقيادات القاعدة منطلقاً لها، إضافة إلى وقفة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين بعد حصول الزلزال المدمر فيها وتبرع المملكة رسمياً لإعادة إعمار المناطق المدمرة بأكثر من نصف مليار ريال، ناهيك عن التبرعات الكبيرة التي هبّ الشعب السعودي لتقديمها لشقيقه الباكستاني الذي يتوقع أن يناهز نصف مليار أو يزيد هذا من جانب، ومن جانب آخر تترجم زيارة خادم الحرمين للهند التي ركزت على الجانب السياسي والاقتصادي ليصبح الهند شريكاً سياسياً واقتصادياً للمملكة كما هي الباكستان، ومن خلال حديث الملك عبدالله لإحدى الصحف الهندية التي أجرتها معه الصحيفة في روضة خريم قبيل سفره أعطى حفظه الله إشارة واضحة للحكومة والإعلام الهندي أن الهند دولة صديقة ويسعده أن يرى خلافها مع الباكستان قد حل وانتهى ولعل الاهتمام الهندي بالزيارة على كل المستويات وما تخلل الزيارة من اجتماع الملك المفدى بكل الفعاليات السياسية ورؤساء الأحزاب الحاكمة والمعارضة ليدل على رغبته رعاه الله في أن يطلع كل الطيف السياسي في الهند على صدق نوايا المملكة كشريك فاعل متطلع إلى استقرار شامل في شبه القارة الهندية، ومما يرسخ هذا المفهوم لدى الهنود هو ثقتهم في الملك السعودي وصدق توجهه بطرحه واعتدال سياسة بلاده التي ترى أنه لا داعي لاستمرار النزاع بين باكستان والهند فكلتاهما دولتان مهمتان للسلم والاستقرار في شرق آسيا وكلتاهما لهما انعكاس على الأمن في الشرق الأوسط، خصوصاً الأمن الخليجي مقابل التسخين الإيراني الحالي. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |