أسَطِّرُ بالدَّمْعِ مُرَّ المراثي
وأجْهَشُ لَيْسَ البُكَاءُ يُعيبُ
فكيفَ سأحْبسُ دَمعي وآهي
وقَدْ حَلَّ بالرَّمْسِ أمسٍ حَبيبُ
أوّدِّعُ في البُعْدِ سيِّدَ أمري
يُجانِبُني أَنْ أبرَّ النَّصِيبُ
يُخَفِّفُ وقع المُصَاب رِفاقٌ
فما كِدّتُ أشَعُرُ أنيّ غريبُ
هو اليُتْمُ قد لا يَعيهِ صغيرٌ
وعند الكبير شديدٌ عَصيبُ
بُكاءُ الصّغيرِ افتقادٌ لحُضنٍ
وفي الرّاشدين حِسابٌ عجيبُ
هُمُ السّابقون لقد حَانَ دورٌ
وفي الانتظارِ مَخاضٌ رهيبُ
أبي كُنتَ لي في الحياةِ أماناً
وبدراً توارى طواهُ المَغيبُ
وكنتَ الدّواءَ إذا حلَّ داءٌ
وإن خَذَلَ النّاسُ أنت القَريبُ
وكنتَ الحنونَ العطوفَ المُربّي
وبرداً إذا ما استَبَدَّ لهيبُ
أبي أنت عِطْرَ السِّنين الخوالي
وآتٍ من الدّهْرِ مِسْكٌ وطِيبُ
بدونكَ أمضي مَهيضَ الجناحِ
وقلبي المُعَنَّى فِداكَ صَويبُ
وروضي وإن أزهر الأقحوانُ
فبَعدكَ حوضٌ خصيبٌ جَديبُ
إلى جنةِ الخُلْدِ مني دُعاءٌ
وفي الملك ربٌ رَحيمٌ مُجيبُ
لدعوة داعٍ يَبرُّ أباهُ
يُصلي ويدعو إليه نُنيبُ