* لندن - (ا.ف.ب):
أعلنت منظمة (هيومن رايتس فيرست) مساء الثلاثاء في برنامج بثه تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن أن حوالي مئة سجين توفوا في السجون الأمريكية في العراق وأفغانستان منذ آب - أغسطس 2002.
وأوضحت هذه المجموعة التي تضم محامين أمريكيين ونشرت تقريرها أمس الأربعاء أن 98 معتقلاً توفوا بينهم 34 على الأقل في أعمال يعتقد أنها قتل متعمد أو غير متعمد.
وكشف الملف أيضاً عن وفاة أحد عشر معتقلاً لأسباب مشبوهة وأن ما بين ثمانية و12 سجيناً ماتوا تحت التعذيب.
وتحدثت المنظمة أيضاً عن سجين ألقي به من جسر فوق نهر الفرات في العراق، وآخر توفي مختنقاً في كيس للنوم.. وقالت المسؤولة في المنظمة ديبورا بيرلشتاين لا نشك في صحة هذه الوقائع.
وأضافت إن الوثائق تستند إلى تقارير عن تحقيقات أجراها الجيش وحصلنا عليها من الحكومة أو بفضل القانون حول حرية الاستعلام في الولايات المتحدة.
ويأتي هذا التقرير بعد أسبوع على بث صور جديدة لتجاوزات بحق معتقلين في سجن أبو غريب في العراق تحت إدارة الأمريكيين.
وقد أبلغت مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) برنامج (بي.بي.سي) الذي عرض هذا التقرير لم نشاهد التقرير بعد لكن أينما نجد مزاعم بسوء معاملة نأخذها على محمل الجد.
وقال السفير الأمريكي في العراق زلماي خليل زاد لهيئة الإذاعة البريطانية إن هناك آلاف السجناء الذين احتجزوا لدى التحالف خلال السنتين الماضيتين.
وأضاف إن بعضهم توفوا لأسباب طبيعية كما ظهرت اتهامات بالتجاوزات. وبالتأكيد نحقق بها دائماً ونحدد ما حصل ويتم فرض العقوبة المناسبة إذا صدر حكم بان أعمالاً غير مشروعة قد حصلت.
وتابع خليل زاد: إذا تأكدت صحة هذه التقارير، فإنها ستكون بالتأكيد تجاوزات رهيبة وغير مشروعة. سيتم التحقيق حول أولئك المسؤولين عنها ومعاقبتهم.
لكن ديفيد ريفكين المستشار القانوني السابق الأبيض اعتبر أن هذه الأرقام يجب أن ينظر إليها بشكل نسبي، موضحاً أن تعذيب عشرة أشخاص حتى الموت من أصل مئة ألف معتقل في العراق وأفغانستان يشكل معدلاً أفضل مما حصل في الحربين العالميتين وفي معظم أنظمة الجزاء المدنية.
وقال: إنها ليست فضيحة.. تحدث أمور سيئة خلال الاعتقال والكثير منهم يتوفون لأسباب لا علاقة لها بذلك.
وطلبت منظمة العفو الدولية التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها تحقيقاً في هذه الوفيات.. وقالت متحدثة باسم المنظمة: نريد أن نرى الولايات المتحدة وحلفاءها يسمحون بتحقيق كامل مستقل وحيادي في هذه الوفيات وكذلك في الحوادث المتزايدة المتعلقة باتهامات التعذيب وإساءة المعاملة.
وأضافت: لقد آثرنا أيضا مع الأمريكيين مسألة العقوبات المتساهلة بحق أولئك الذين يدانون بتعذيب معتقلين حتى الموت في أفغانستان.
|