* الرياض - فارس القحطاني - عدسة حسين الدوسري:
نوقشت صباح أمس الأحد رسالة الماجستير المقدمة من المعيدة في قسم البلاغة والنقد الجوهرة آل جهجاه بعنوان: (آراء مرجليوث في ضوء الدراسات الاستشراقية والعربية)، وتكونت لجنة المناقشة من: أ.د. عبدالله بن صالح العريني مقرّراً ومشرفاً على الرسالة، ود. حبيب بن معلا اللويحق المطيري ود. علي بن محمد الحمود مناقشين للرسالة، وفي جو من الحوار الهادئ, والهادف، والراقي الذي تم فيه تبادل الآراء حول ما في الرسالة من طرح يُعدّ الأول على مستوى إنجاز الفتيات السعوديات في الدراسات العليا يتعلق بحوار الحضارات، والاختلاف مع الآخر، وتجاوزه على المقدّسات من باب حرية الرأي الأدبي أو النقد.. وقد انتهت المناقشة بإعلان قبول الرسالة، ونيل الجوهرة للماجستير بامتياز مرتفع وبمرتبة الشرف الأول، جدير بالذكر أن المشرف أ.د. عبدالله العريني أشاد بحرص الطالبة على الإنجاز المميز في ظرف سنتين دراسيتين أنهت فيهما متطلبات الماجستير من دراسة ورسالة، كما وقف د. حبيب على بعض الملاحظات على تطبيق قضيّة الحياد العلمي وأنها لا ينبغي أن تجعل الباحث يصمت أمام ما يتعلّق بأمور لا يُقبل فيها الحياد أبداً مثلما يتعلق بإساءة تقدير المستشرقين وأتباعهم للقرآن الكريم وللرسول صلى الله عليه وسلم بصورة لمسناها قبل أيام؛ فنحن نقدر لكن الآخر يتجاوز حدود التجاوز بلا تقدير تحت مظلة أكذوبة (الحياد)! ووقف د. علي الحمود على بروز استيعاب الباحثة للموضوع الذي هو بمستوى الدكتوراه، لا الماجستير، إضافة لإجادة البحث في الدراسات الإنجليزية مع تكبّد عناء الألمانيّة لما اضطرت إليها تحرياً للدقة العلمية، ولفت النظر إلى ضرورة مراعاة ما ينتج عن دافع الغيرة عند النقاد العرب - وهم شبه معذورين فيه - وما ينتج عن دافع التهجم العنصري.
ولعلّ أجمل وقفة في ضوء روعة ذلك الصباح الذي واصلت فيه الجزيرة متابعة العطاء في جامعة الإمام.. الاتصال الذي اطمأن فيه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على النتيجة، مؤكداً دعمه وتشجيعه لبنات هذا الوطن على العطاء المتميز.. ومباركاً هذا الفضل العظيم من رب العالمين، وأشارت الباحثة إلى أن هذه الدراسات تمثل هدفي الرئيس في الإجابة على أسئلة من نوع: ما القضايا النقدية التي طرحها (مرجليوث) في دراسته؟ وما أهدافه؟.. ما القضايا النقدية التي وقف عليها النقاد المستشرقون والعرب في دراسته؟ وما أهدافهم؟ ما نتيجة دراسة (مرجليوث)؟ وما نتائج دراساتهم؟ ما مناهجه؟ وما مناهجهم؟ وما نسبة الموضوعية العلمية والإنصاف في دراساتهم جميعاً؟.. هل تأثر (مرجليوث) بآراء النقاد العرب والمستشرقين السابقين عليه؟ وقالت الباحثة إن ما يختلف به بحثي هذا هو انطلاقه من تحليل تفصيلي لمنهجية (مرجليوث) من خلال دراسته، إضافة لمنهجيات نقاده المذكورين؛ وهذا سعي لتفهم فكر (مرجليوث) وفهمه، واستيعابه في سياقه الغربي الاستشراقي الخاص، مما جعلني أختار المنهج التحليلي الوصفي المقارن، القائم على ضبط أهداف الناقد الثاني من دراسته للناقد الأول، وملاحظة المتون التي اعتمدها وكيفية توظيفه لها، والأسس التي صنف القضايا والآراء للناقد الأول، وملاحظة المتون التي اعتمدها وكيفية توظيفه لها، والأسس التي صنف القضايا والآراء ووصفها بناء عليها، والإجراءات المعتمدة في عمليات تحليل الآراء، وتفسيرها، وتقويمها، والحكم عليها، وكذلك القيام باختبار صحة ذلك التقويم وصحة نتائجه ومدى دقتها من خلال مقابلتها بما في الدراسة النقدية الأولى المحلل، جاء بحثي في مقدمة، وتمهيد وثلاثة فصول، وخاتمة، وفهارس، وملحق وثائقي.. في التمهيد تحدثت عن الاستشراق والمستشرقين من جهة: المفهوم والقيمة العلمية، وصلة الاستشراق ب(حوار الحضارات) تلا ذلك عرض لحياة (مرجليوث)، وثقافته، ونتاجاته الاستشراقية في الأدب والنقد وغيرهما؛ في حين جاء الفصل الأول بعنوان: (موقف المستشرقين) من آراء (مرجليوث)؛ إذ حلّلت دراسة (برونليخ) الذي فند آراء (مرجليوث) بوصفها مؤيدة للشك المطلق في صحة الشعر الجاهلي؛ ثم دراسة المؤرخ (دلا فيدا) الذي حجم آراء (مرجليوث) في أنها مجرد نظريات علمية نتجت عن تأملات وعدم وجود أي أثر لآراء (مرجليوث) على النقد العربي الحداثي بخلاف ما كان متوقعاً؛ ومفهوم (الشك) عند (مرجليوث) بخاصة، والمستشرقين بعامة، لا يعني الحكم بعدم صحة الشعر الجاهلي تماماً، وتقارب ردود الفعل الاستشراقية والعربية تجاه آراء (مرجليوث) مع اختلاف طرق تناولها وتوظيفها، ودخلت آراء (مرجليوث) في دراسته مجال (تاريخ الأفكار) النقدي من جهة تنافس النقاد، والدارسين، ومؤرخي الأدب والنقد وبساطة مناهج المستشرقين في دراساتهم العربية، وضعف صلة المستشرقين بالنقد العربي الحديث والمعاصر وبروز أثر المواقف المسبقة، والإسقاطات النفسية والعنصرية، في نقد المستشرقين والعرب على حد سواء،
|