Monday 20th February,200612197العددالأثنين 21 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"قضايا عربية في الصحافة العبرية"

حزب ( كاديما ) سيتقدم وإن كان دون محرك حزب ( كاديما ) سيتقدم وإن كان دون محرك

الأخبار التي تحدثت عن تدهور مفاجئ في وضع شارون وأنه يواجه خطراً شديداً يتهدد حياته بسبب مشكلات في أمعائه، كان لها وقع الصدمة في الدولة. إن محارباً بطلاً مثله كان ينبغي أن يموت في ساحة المعركة أو على يد قاتل متطرف بسبب تنازله عن حلم أرض إسرائيل الكاملة، أو كان يجب أن يلقى حتفه في عاصفة مثل تلك التي قتل بها رفائيل إيتان. إن الأخبار التي تحدثت عن غيبوبته ووضعه الصعب، ثم الخطر الذي يواجهه الآن تحديدا، أي بعد قيامه بأكبر انقلاب تاريخي في حياته، يجعل من حياته مأساة إغريقية.
لقد جر شارون الدولة مرتين داخل العاصفة من أجل أهداف غير متفق عليها. المرة الأولى في حرب لبنان والمرة الثانية في تخليه عن حلم إسرائيل الكاملة وانهاء الاحتلال مقابل تنازلات مؤلمة. لقد أخطأ في لبنان عندما اعتقد أن في إمكانه توقيع معاهدة سلام بين الدولتين مع زعيم مسيحي هو بشير الجميل. مازلت أتذكر شارون وهو يلوح بمسودة اتفاق السلام أمام هيئة تحرير الصحف.
وفي الحقيقة المسودة لم تكن موقعة ولم تكن ذات أهمية بعد صابرا وشاتيلا واغتيال بشير الجميل. ولكن شارون الذي أُبعد عن وزارة الدفاع لم يكن هنا كي يخرجنا من الوحل الذي أغرقنا فيه. مر 18 عاماً من سفك الدماء إلى أن تجرأ إيهود باراك على إخراجنا من لبنان في مايو 2000م. واليوم، وبعد قيام شارون بانقلاب تاريخي بتأسيسه حزب (كاديما)، الذي يرمي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عبر نزاع قاس ومنتظر مع المستوطنين، إذا به يدخل في الغيبوبة. وهو في وضع صعب ولكن مستقر وربما دقيق. والمشكلة أنه لم يعد حاضراً في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة إلى قيادته.
غالبية الناس تتهم شارون بأنه الأب الروحي لحركة الاستيطان. صحيح أن (حزب العمل) كان المبادر إلى الاستيطان في المناطق بذريعة أن المقصود هو استيطان أمني في الوقت الذي عمل شارون مؤسس (الليكود) على نشر المستوطنات والمواقع لغايات سياسية ولخلق حقائق على الأرض من خلال السيطرة المطلقة على الضفة. كقائد لكتيبة 101، أنقذ شارون الجيش الإسرائيلي من الجمود العسكري الذي غرق فيه في أعقاب حرب 1948.
ومن الخمسينيات حتى السبعينيات وضع معايير للعمليات الانتقامية والحرب على الإرهاب، واعتبر الأب الروحي للنظرية القتالية الهجومية للجيش. لقد كبر على ذلك وفي كل مرحلة كان يعرف لحظة التحول. وقد تغيرت علاقته مع المستوطنين بعد اعترافه بحدود القوة وبالحاجة إلى وضع نهاية للاحتلال.
واستجاب حزب (كاديما) لرغبة غالبية الجمهور في التوصل إلى تسوية وحصل بذلك على تأييد كثيف للتنازل عن حلم إسرائيل الكاملة. لقد أثبتت إستراتيجية شارون صحتها وجاءت في الوقت المناسب واستطاعت أن تجذب قلوب غالبية الشعب. حزب (كاديما) سيتقدم إلى الأمام حتى وإن كان بدون الرأس المحرك له.

يوئيل ماركوس - هاآرتس

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved