يمكن تعريف الحرق بمختلف أشكاله بأنه التهاب الجلد الناجم عن حدوث حرارة زائدة على الجلد، فإذا كانت شديدة يمكن أن تؤدي لالتهاب الجلد وما تحته من أنسجة.
وتصنف الحروق إلى أربع درجات حسب عمقها كالتالي:
* جروح من الدرجة الأولى: تنجم فقط عن احتقان أو توسع الأوعية السطحية، مما يؤدي لحدوث احمرار في الجلد متبوعاً بتقشر جلدي، وأكثر الأمثلة الشائعة على حرق الدرجة الأولى هو حرق الشمس، وقد يكون الألم شديداً في هذا الشكل من الحروق.
* حروق الدرجة الثانية: تقسم إلى شكلين سطحي وعميق:
- الشكل السطحي: يجتاز بشرة الجلد ويصل للجزء العلوي من طبقة الأدمة Dermis، ويؤدي لحدوث فقاعات بسبب تجمع السوائل تحت البشرة، ويشفى عادة هذا الشكل دون أن يؤدي لتشوهات.
- الشكل العميق: يصل حتى الطبقة العميقة من الأدمة Dermis ويؤدي إلى التأثير على بصيلات الشعر Hair Fallicles ويكون غير مؤلم، ويحتاج لأكثر من شهر حتى يشفى وغالباً ما يؤدي لتشوه أو تندب.
* حروق الدرجة الثالثة: يتأثر فيها كامل سماكة الجلد وقد تصل حتى طبقة ما تحت الجلد، وتحتاج لوقت طويل للشفاء وعادة ما يحدث الشفاء مع ندبة.
* حروق الدرجة الرابعة: يحدث فيها تأثر كامل سماكة الجلد والنسيج تحت الجلد مع إصابة أوتار العضلات أو حتى العظام غالباً ما يحتاج مرضى حروق الدرجة الثالثة والرابعة لطعوم Grafts من أجل شفاء الحرق.
صدمة وإصابات بكتيرية
قد تظهر أعراض صدمة Shock بعد 24 ساعة من الحرق والتي تكون ناجمة عن فقد السوائل، بسبب التأثر النسيجي الذي يؤدي لإطلاق مواد كيميائية في الدم، وقد يضاف إلى ذلك حدوث إصابة بكتيرية في مكان الحرق ناجمة عن التلوث.
وكلما كانت مساحة الجسم المصابة بالحرق أكبر دل ذلك على خطورة أعلى وخصوصاً إذا أصيبت مساحة تعادل أكثر من ثلثي سطح الجسم.
وبالإضافة إلى الإصابة البكتيرية التي تحدث في مكان الحرق أو في محيطه، فإنه قد يحدث خراجات بعيدة عن مكان سطح الحرق، وقد تصيب الأعضاء الداخلية مثل السحايا والرئتين والكليتين، ومما يضاعف الحالة لدى المريض الاضطرابات الحاصلة في شوارد الدم، وفي سوائله، بالإضافة إلى فقدان البروتينات.
وقد تؤدي الندبات الشديدة الناجمة عن الحروق العميقة إلى تشوهات شكلية، وصعوبة في حركات المفاصل، بالإضافة إلى حدوث تقرحات قد تكون مزمنة ( طويلة الأمد ) بسبب تأذي التغذية الدموية، كما أنه علينا ألا ننسى أن ندبات الحروق القديمة قد تكون مكاناً لحدوث تسرطن تالٍ.
معالجة الحروق
يتكون الإسعاف الأولي للحروق الحرارية الصغيرة من وضع فوري لثلج أو ماء بارد، وتستمر بالوضع حتى نتأكد أن الألم لا يعاود بعد إيقاف التطبيق. ويفضل عدم فتح الفقاعات Bullae المتكونة في حرق الدرجة الثانية لأنها تكون حاجزاً طبيعياً ضد الإصابة البكتيرية، وإذا أصبحت كبيرة جداً ومؤلمة، فيمكن إفراغ السائل الموجود ضمنها، بثقب جدار الفقاعة بإبرة معقمة، دون تمزيق الفقاعة، ونطبق مضاداً حيوياً موضعياً مثل سلفاديازين الفضة.
ويمكن تغطية المناطق المحروقة بما يسمى بدائل الجلد من الكولاجينات الصغية، أو طعوم خلايا بشروية مزروعة.
وبالنسبة للحروق الواسعة يجب تعويض فقد السوائل والشوارد عن طريق سيرومات وريدية، كما يجب حماية الحرق من التلوث عن طريق تنظيفه وتطبيق مضادات حيوية موضعية، كما قد تحتاج لمضادات حيوية عن طريق الفم.
د. باسل غويش / عيادات ديرما - الرياض |