الجنادرية أصالة الماضي والحاضر
فهدة بنت محمود الحسن/ كاتبة تربوية ورئيسة وفد الجوف النسائي للمهرجان السادس عشر

المهرجان الوطني للتراث والثقافة ملحمة حضارية كبيرة تؤكد عظمة ومجد هذه البلاد الطيبة في ماضيها وحاضرها فالمهرجان بكل ما يتضمنه من فعاليات وأنشطة ثقافية وأدبية وتراثية مختلفة ينقل لنا تاريخنا القديم بما حفل به من أمجاد هي مصدر فخرنا واعتزازنا جميعاً في هذه البلاد ذات الأصالة الممتدة في جذور التاريخ عبر عصوره المختلفة.
والمهرجان يعبر بكل تجرد عن الثقافة والأدب والفنون العربية التي انطلقت من شبه الجزيرة العربية فأسهمت بعد شروق رسالة الإسلام الخالدة بجهد إيجابي كبير ومشهود في تنمية وتعميق الجوانب الحضارية والفكرية لبني الإنسان حيث يلتقي في هذا المهرجان المئات من رجال الثقافة والشعر والأدب في الوطن العربي.. بعضهم يأتي من داخل الوطن العربي وبعضهم من خارجه ليطرحوا آراءهم المتنوعة التي تمثل بجوهرها الإبداع الفكري والفني والأدبى للمثقف العربي كما يطرح حيال ذلك النقد البناء والهادف فالمهرجان يأتي أيضاً ليؤكد ترسيخ الصورة الحقيقة لواقع هذه البلاد في الماضي العريق والحاضر المشرق وإبراز واهتمام بالتراث الوطني لأن التراث وتلك الثقافة هما موروث حضاري ضخم يعكس صورة الماضي بما يتضمنه من فنون وأفكار وأنشطة في مختلف ميادين الثقافة والتراث الأصلي.
ويأتي هذا الاهتمام وتلك الرعاية من منطلق إدراك المملكة لأهمية وقيمة التراث الوطني الذي يجسد معاني الأصالة ولأن هذا التراث النابض بالحياة والنشاط بمختلف أوجهه هو التاريخ ومن هنا نجد أن المهرجان السنوي يحظى بالاهتمام والرعاية الكبيرين من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين.
لقد حقق المهرجان في الأعوام السابقة نجاحاً مستمراً نتيجة للرعاية والاهتمام الذي يحظى به ولاهتمامه بمختلف الجوانب الثقافية.
إن تراث المملكة النابض يستحق كل الاهتمام والاحتفال به وهذا ما يتأكد على أرض الواقع فمن خلال نظرة على برامج أيام وليالي المهرجان يتأكد مدى هذا الاهتمام من ندوات وأمسيات ومعرض الكتاب ومحاضرات كما أسلفنا من الداخل والخارج وعروض للألعاب الشعبية القديمة فالانطلاق من الأمام لا يمكن أن يبدأ إلا من الجذور والأمم راسخة الجذور هي وحدها فقط التي تستطيع بناء الحضارات الشامخة والصروح الحضارية الممتدة في صلابة وشموخ.
فالمهرجان احتفاء بالتراث وتكريم للثقافة وإعلاء لقيمتها وهو في نفس الوقت رسالة مفتوحة إلى العالم كله تقول هذا هو تراثنا الذي نفخر به وبفنونه ليقف تماماً إلى جانب صروح نهضتنا المعاصرة وإنجازاتنا العمرانية والتنموية المشرفة.
إنه يوم للثقافة ويوم لبناء الإنسان في هذا الوطن.