Wednesday 15th February,200612193العددالاربعاء 16 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"دوليات"

مصادر (الجزيرة ) مصادر (الجزيرة )
مؤسسة إسرائيلية - أمريكية نبشت واقتلعت قرابة 160 هيكلا عظميا من قبور المسلمين في مقبرة مأمن الله

* القدس الشريف- بلال أبو دقة - رندة أحمد:
علمت (الجزيرة ) من مصادرها في محكمة الاستئناف الشرعية العليا في فلسطين أن مؤسسة إسرائيلية أمريكية نبشت واقتلعت قرابة مائة وستين هيكلا عظميا من قبور المسلمين في مقبرة مأمن الله، بمدينة القدس الشريف، وتدعي المؤسسة الإسرائيلية الأمريكية أنها ستقيم متحفا للتسامح..!!!!! واحتج سماحة القاضي أحمد ناطور رئيس محكمة الاستئناف الشرعية العليا- بشدة على أعمال التدنيس المشينة التي تقوم بها مؤسسة إسرائيلية أمريكية في مقبرة مأمن الله في القدس بدعوى إقامة متحف للتسامح.
وطالب القاضي ناطور في كتابه إلى رئيس الكنيست الإسرائيلي (ريفلين) بتحمل المسؤولية لوقف هذه الهجمة الهمجية على قبور المسلمين، خاصة وأن هناك شهادات تثبت اقتلاع قرابة مائة وستين هيكلا عظميا من قبورها، الأمر الذي يعتبر تصرفا همجيا ولا يجوز أن يجري أمام أعين الحكومة والكنيست والشرطة الإسرائيلية وهم لا يحركون ساكنا.
وعلمت (الجزيرة) من مصادرها في محكمة الاستئناف الشرعية العليا في فلسطين أن رئيس الكنيست الإسرائيلي رد على مطالبة القاضي (ناطور ) هاتفيا بإعلامه أنه لا يقبل مثل هذا التصرف أبدا ثم كتب إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بالوكالة ( أيهود أولمرت ) كتابا طالبه فيه بقبول طلب القاضي الفلسطيني (ناطور) بوقف كافة الأعمال الجارية في ساحة المقبرة الإسلامية فورا معلقا بقوله: كما نطلب نحن الآخرين باحترام أموات اليهود فأنه ينبغي أن ننظر بحساسية لموتى الآخرين أيضا.. ولا ندري كيف يريدون إقامة مشروع لترسيخ التسامح وهم يفعلون ذلك من غير تسامح، أقوال رئيس الكنيست الإسرائيلي.
مؤسسة الأقصى تحصل على تصوير لهياكل عظمية إسلامية نبشت من قبور مقبرة مأمن الله
هذا وحصلت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية مؤخرا على عدة صور تمّ التقاطها داخل موقع الأعمال والحفريات التي تقوم بها شركات إسرائيلية- أمريكية على أرض مقبرة مأمن الله في القدس، وتُظهر الصور صورا لهياكل عظمية إسلامية كاملة مدفونة بالطريقة الإسلامية، وأخرى لرفات أموات من جماجم وعظام، وتظهر صور أخرى وضع ما ينبش من عظام في (أوعية كرتونية).
وحسب بيان مؤسسة الأقصى، الذي وصل مكتب الجزيرة نسخة منه عبر خدمة الفاكس: فان هذه الصور تؤكد الانتهاك المتواصل للقبور في مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية، على عكس ما تدعيه شركات إسرائيلية بعدم وجود قبور إسلامية في الموقع المذكور.
وعقب الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة السلامية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48 على هذه الصور بالقول: إنّ هذه الصور تكشف قبح الفضيحة التي وقعت بها المؤسسة الإسرائيلية، فقد ظنت نفسها أنها قد تستطيع أن توقع جريمتها التي انتهكت من خلالها مقبرة إسلامية تاريخية منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم ظنّت أنها قد تستطيع أن ترتكب هذه الجريمة في جنح الظلام، بعيدا عن أعين الناس، وبعيدا عن موقف كل ضمير حر وصادق.
وطالب الشيخ صلاح بضرورة وقف هذه الانتهاكات التي تشن على المقبرة البالغة مساحتها 200 دونم للحفاظ على حرمة من فيها من الأموات لأنه لا ذنب لهم حتى يتعرضوا لهذا الانتهاك السافر.. من جهتها طالبت مؤسسة الأقصى بإيقاف العمل والحفريات جميعا على أرض مقبرة مأمن الله وعدم مواصلة الانتهاك الصارخ والفظيع بحق أموات المسلمين في المقبرة.
وقالت في بيانها: أصرّت الشركات الإسرائيلية التي تقوم بأعمال حفريات واسعة على أرض مقبرة مأمن الله بمنعنا على مدار أسابيع من دخول موقع العمل لالتقاط صور تظهر حقيقة ما يجرى على أرض المقبرة، مما جعلنا نؤكد أن هذه الشركات ترتكب جريمة بشعة بحق أموات المسلمين المدفونين في مقبرة مأمن الله من الصحابة والتابعين والعلماء والصالحين.
وأخيرا أشار البيان إلى أن قوات الاحتلال تشدد من إجراءاتها على المقبرة وتمنع أي شخص من دخولها كما حصل في الأسبوع الماضي حيث قامت بتركيب كاميرات مراقبة حول موقع العمل ورفعت الجدار المحيط لأمتار..!! وفي حديث خاص مع (الجزيرة)، أكد وزير الأوقاف الفلسطيني الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة، على أن إزالة وهدم الجرافات الإسرائيلية بإزالة للقبور التاريخية القديمة في مقبرة (مأمن الله) في مدينة القدس الغربية المحتلة، لبناء ما يسمى (متحف التسامح في مدينة القدس)، يهدف فقط إلى طمس الهوية الفلسطينية والعربية والإسلامية التي تمتاز بها مدينة القدس المحتلة.. وكانت جرافات إسرائيلية قد بدأت مؤخراً بإزالة وهدم القبور التاريخية القديمة في مقبرة (مأمن الله) في القدس الغربية في خطوة لبناء ما يسمى مركز الكرامة الإنساني (متحف التسامح في مدينة القدس).
وأشار وزير الأوقاف الفلسطيني خلال حديثه مع (الجزيرة) إلى أن مقبرة (مأمن الله) تعد من المعالم العريقة في مدينة القدس، ويحتوي ترابها على رفات العديد من العلماء والصالحين ممن سكنوا مدينة القدس وقدموا الخدمات والعلم والهداية لأهلها، مضيفاً أن مقبرة (مأمن الله) التي يسميها البعض (ماملاً) بمعنى (ماء من الله أو بركة من الله) تقع غربي مدينة القدس القديمة وعلى بعد كيلومترين من باب الخليل، وهي من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدس، وتقدر مساحتها بمائتي دونم بينما قدرها المهندسون بتاريخ 16-4-1929 بنحو 137 دونماً ونصف الدونم، علماً أنه استثنى منها بناية الأوقاف التي كانت مبنية على جزء من ارض وقفها، ومقبرة الجبالية التي كانت على القندرية، والتي يفصلها عن المقبرة الشارع، وعندما سجلت المقبرة في سجلات دائرة الأراضي الطابو- بتاريخ 22-3- 1938 سجلت مساحتها (134.560) دونماً من الدونمات واستصدر بها وثيقة تسجيل أراضي (كوشان طابو) ضمن أراضي الوقف الإسلامي.
وتشير هنا (الجزيرة) إلى ذكر صاحب المفصل في تاريخ القدس (عارف عارف) أن مقبرة (مأمن الله) أو (ماملا) وإن اختلف في مصدر اسمها فإنها بلا مراء أقدم مقابر القدس عهداً وأوسعها حجماً، وأكبرها شهرةً ولقد ساير تاريخها تاريخ المدينة، وذكر معه مراراً، ففي هذا المكان مسح سليمان ملكا (1015ق.م) وفيه عسكر (سنحار يب) ملك الآشوريين عندما هبط القدس (710 ق.م)، وفيه ألقى الفرس بجثث القتلى من سكان المدينة عندما احتلوّها (614 ب.م)، وفيه دفن عدد كبير من الصحابة والمجاهدين أثناء الفتح الإسلامي (636 ب.م) وفيه عسكر صلاح الدين يوم جاء ليسترد القدس من الصليبيين (1187ب.م).

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved