* جازان: هاتفياً - القاهرة: سجى عارف - السليل: سعيد آل عيد:
حصلت «الجزيرة» على معلومات جديدة حول د. محمد نجم من خلال اتصال هاتفي بأحد أقاربه في القاهرة مؤكداً ل(الجزيرة) أنه طيلة الأيام الماضية لم يتم العثور عليه بين الأحياء ولا الأموات وأعياهم التعب حيث ان السيدة منال زوجة الدكتور محمد نجم لم تصدق ما يتردد بأن سبب عدم العثور على زوجها هو أنه غرق مع السفينة محتجزا بكبينته، ولكنها تنفي ذلك بقولها ان زوجها لديه حاسة شم قوية فإذا كان هناك حريق لن يستطيع النوم وسيخرج على ظهر السفينة، وأكدت أن زوجها لن يغرق مع السفينة وأنه سيقفز إلى الماء ليصل إلى الشاطئ أو ينقذه أحد، وقد أثبت قولها أحد الناجين الذي كان مع الدكتور محمد والذي قام بتصويره مع أصدقائه وهو يقف بجانب أحد أعمدتها مرتديا نظارته وسترة النجاة وواضعا ساعته ودبلته التي كتب عليها اسم زوجته منال، وقد كانوا يحاولون التنفيس عن أنفسهم وإذهاب الخوف عنهم بتخيلهم سيناريو عن غرق العبارة وموتهم أثناء ذلك، وقد طلب الناجي منهم أن يلقي كل واحد منهم كلمة قبل أن يغرق وقد قام بدوره بتصوير ذلك في جواله أو كاميرا قبل أن تغرق السلام 98 في آخر لحظاتها وحين أدركوا أن العبارة بدأت تغرق بالفعل أسرع الدكتور محمد نجم وكتب اسمه وعنوانه وأرقام هواتفه في ورقة ووضعها في جيب سترته الداخلي، هذا ما أكده لهم قول صديقة الناجي، ولقد شاهد أهل الفقيد فعلا الدكتور وهو يقف على ظهر العبارة من خلال الصور الذي صورها هذا الناجي عبر جواله حيث ان قناة النيل المصرية الفضائية قامت بنشر هذا الفيلم الوثائقي قبل لحظات من غرق السفينة السلام 98 ولقد ظهر في الفيلم الدكتور محمد نجم ولكن رغم الحزن والألم هدأت واستقرت نفوس أسرة الفقيد محمد نجم وذلك بعد عثور السلطات المصرية على جثته طافية على سطح البحر، وقد انتشلتها إحدى السفن، وقد وجدت جثته سليمة خالية من أي تشوهات وملامحه واضحة مما يدل على بقائه حيا فترة طويلة في عرض البحر.
هذا وقد وصل إلى مطار وادي الدواسر يوم الخميس الماضي من جدة اثنان من الأربعة الناجين من عبارة السلام 98 والتي غرقت نهاية الأسبوع الماضي وهما سعد بن محمد بن حباب وعبدالله بن زايد آل فرحان وكان في استقبالهما في المطار مبارك بن محمد الفاضل عضو المجلس البلدي بمحافظة السليل ومدير مطار وادي الدواسر محمد بن عايد المجلاد وعدد من أقارب العائدين وعدد من مندوبي الصحف المحلية في محافظتي وادي الدواسر والسليل ثم توجه الجميع الى قاعة الاستقبال في المطار حيث تحدث مبارك الفاضل مرحبا ومهنئا بسلامة الناجيين والوصول والدعوة أن يرحم الله الأموات ويشفي المصابين ويعودوا سالمين، ثم تحدث العائدان إلى مندوبي الصحف المحلية شاكرين الله سبحانه أن منَّ عليهم بالنجاة من الغرق ثم الشكر لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجميع المسؤولين على ما وجدوه من تعاطف وجهد قدم لهم سواء في جمهورية مصر العربية أو هنا في المملكة وقال انهما ومعهما اثنان هما محمد بن زايد آل فرحان وفرحان بن زايد الفرحان قد تم نقلهم بطائرة الاخلاء الطبي إلى محافظة جدة من مصر حيث تلقوا العلاج اللازم ولايزال فرحان يخضع للعلاج وهو بخير فقط يعاني شيئا من الاجهاد، وشقيقه محمد مرافقا له وسيصلان إلى السليل خلال يومين إن شاء الله.هذا وقد تحدث ل(الجزيرة) سعد بن محمد حباب آل ضويان معلم بمتوسطة ابن تيمية بالسليل فقال: أشكر الله على الرعاية الكريمة التي أنقذتني من الموت المحقق ويقول: بدأنا نرى الدخان يتصاعد من مواقف السيارات عندها بدأوا بإخبارنا أن الوضع خطير وبدأوا يحركون الناس في جهة وقد مالت السفينة لتلك الجهة عندها كان الحريق قد غطى منطقة كبيرة من الباخرة وكان هناك عوائل وأطفال ومسنون.. كنت في الدور العلوي وبدأت السفينة تغرق بسرعة وعندما أصبحت على ارتفاع ما يقرب المترين أو الثلاثة قفزت من السفينة.
كما تحدث عبدالله بن زايد أحد الناجين قائلا: بعد أن حاولنا مساعدة الناس وحثهم على الدعاء ولبس ستر النجاة كانت العبارة تتهاوى ثم بقي الناس في حركة وهرج ومرج منهم الداعي ومنهم الباكي ومنهم المشغول بحاله واستمرت الحالة حتى بدأنا نتقافز، وكان خوفي على شقيقي المعاق ولكن الله أنقذه بعنايته ونحمد الله، وبعد أن نزلنا عمق البحر تفرقنا وكنت حتى يوم الأحد مساء في حالة لا يعلمها إلا الله ومن الصعب أن أصفها، وبدأت أشاهد صباح السبت الجثث تطفو، فيها الطفل الرضيع والمسن والرجال والنساء فسبحان الله حاولت أن أركب في زورق فوجدته ممتلأ بكتل بشرية منها الحي والمتوفى الكل يتشبث بالحياة، نزلت وكلي دعاء أن ينقذنا الله، كنت أدعو وأصلي ثم رأيت عن بعد سفينة وبعد جهد وسباحة 8 ساعات وكنت على عدة أمتار أبحرت وتركتني أصارع الموت والأمواج، وفي يوم الأحد رأيت أيضا سفينة وتكرر الحال، لما قربت منها ابتعدت عني، وهكذا فقدت الأمل ولم أعد أهتم بما حولي.
|